الشيخ الصفار يدعو للاستفادة من شهر رمضان في تعزيز التواصل بين أبناء الوطن
أكد سماحة الشيخ حسن الصفار على أهمية الاستفادة من شهر رمضان المبارك اجتماعيا، وفي اعتباره فرصة للتلاقي بين أبناء المجتمع والوطن الواحد بما يعزز من موقعية الألفة والتلاحم خصوصا في مثل هذه الأوقات.
وعلى أعتاب شهر رمضان، أكد الشيخ الصفار حاجة المجتمع إلى الألفة والتلاحم وتفويت الفرصة على من يود تمزيق المجتمع، مشددا على دور العلاقات الاجتماعية في تقريب المسافات بين الأطراف المختلفة.
جاء ذلك خلال الندوة الأسبوعية بمجلسه بالقطيف مساء يوم الجمعة (25 شعبان 1439هـ الموافق 11 مايو 2018م) بعنوان "العلاقات الاجتماعية.. مكاسب الفرد والمجتمع" ويديرها الأستاذ عبد الباري الدخيل.
وقال سماحته ان العلاقة مع الآخر توسع أفق الإنسان، مشيرا إلى ان أهل البيت يشجعون على العلاقة مع المخالفين، مستشهدا بما يروى عن الإمام الصادق "ع" قوله: "خالقوا الناس بأخلاقهم، صلوا في مساجدهم، وعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم".
- صلة الرحم
وفي جانب آخر أكد الشيخ الصفار على أهمية إعادة الاعتبار لصلة الرحم في مجتمعاتنا، مضيفا "إذا ما راجعنا النصوص الدينية والأحكام الشرعية رأيناها تعطي للعلاقات الاجتماعية بعدا عباديا".
وتناول سماحته عدة آيات وأحاديث عن أهمية وفضل صلة الأرحام، منها ما روي عن النبي : (الرَّحمُ معلَّقةٌ بالعرش تقولُ: مَن وصلني وصله اللهُ، ومَن قطعني قطعه اللهُ).
ونقل سماحته جوابًا لسؤال طُرح على المرجع السيد السيستاني بخصوص صلة الرحم وهو متى تحرم قطيعة الرحم؟ فكان جواب السيد السيستاني: تحرم قطيعة الرحم ، حتى لو كان ذلك الرحم قاطعا للصلة تاركا للصلاة ، أو شاربا للخمر ، أو مستهينا ببعض أحكام الدين ، كخلع الحجاب وغير ذلك بحيث لا يجدي معه الوعظ والإرشاد والتنبيه ، بشرط أن لا تكون تلك الصلة موجبة لتأييده على فعل الحرام. قال نبينا الكريم محمد : «أفضل الفضائل: أن تصل من قطعك ،وتعطي من حرمك ،وتعفو عمن ظلمك».
ولفت الشيخ الصفار لأهمية تنظيم الوقت والتوازن بين الأبعاد المختلفة للإنسان، مضيفا ان للإنسان في شخصيته أبعادًا متعددة وعليه ان يفكر في خدمة ذاته في مختلف الأبعاد.
وأشار إلى ان العلاقات لها مردود نفسي فهي تثري النزعات الإنسانية والمشاعر الايجابية، بالإضافة إلى أنها توسع الأفق الفكري والمعرفي للإنسان، وتعزز دوره الاجتماعي، كما تساعده على خدمة مصالحه وأغراضه.
ورأى ان على الإنسان ان يختار دائرة علاقاته وصداقاته، مضيفا ان تلك العلاقات قد تجر عليه بعض السلبيات، لافتا إلى أهمية أن يتحمل بعض السلبيات فالايجابيات أرجح وهذا هو منطق العقل.
واعتبر ان مجرد إقامة العلاقة أمر طيب وايجابي لكن الأفضل استثمار العلاقة بتوجيهها إلى ما فيه خير ومصلحة وذلك بالاستفادة المعرفية من الآخرين وتبادل التثاقف معهم والاستفادة من الصفات الايجابية عندهم، وفي المقابل يعزز لديهم التوجهات الطيبة، لافتا لأهمية ان تكون العلاقات فرصة لتكوين اطر العمل الاجتماعي والخدمة الاجتماعية والدينية.