الشيخ الصفار ينتقد الخطاب الديني الذي يزرع اليأس في النفوس
- ويرفض تصوير الله تعالى وكأنه "جلاّد" متعطش لعذاب خلقه.
- ويحث المتدينين على النأي عن نظرتهم السوداوية لغير الملتزمين دينيا.
- ويقول ان الناس يواجهون ضغوطا هائلة ويحتاجون من يفتح لهم أبواب الأمل.
انتقد سماحة الشيخ حسن الصفار الخطاب الديني الذي يزرع اليأس ويصور الله تعالى "جلاّدًا" متعطشا لعذاب خلقه، داعيا في مقابل ذلك إلى تعزيز الثقة بالله وتحبيب الخلق فيه سبحانه.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة 15 شوال 1439هـ الموافق 29 يونيو 2018م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
ودعا الشيخ الصفار الى التوازن في الخطاب الديني مع التشديد على نحو أكبر على تقديم جانب الرحمة عند الله سبحانه والرأفة بعباده حتى العصاة منهم، وليس تصويره "جلاّدا" متعطشا لعذاب خلقه.
وأضاف أن على المتدينين النأي عن نظرتهم السوداوية إلى من يعتبرونهم مقصرين او غير ملتزمين دينيا. مرجعا ذلك إلى عدم معرفتهم بخواتيم الناس من جهة، وإلى سعة رحمة الله التي وسعت كل شيء من جهة أخرى.
وتابع أمام حشد من المصلين بأن النصوص الدينية تحذر بشدة من القاء اليأس من رحمة الله في نفوس العباد بحجة التقصير أو عدم الالتزام الديني.
وقال سماحته ان الكثير من البشر باتوا يواجهون في هذا العصر ضغوطا نفسية واجتماعية هائلة وهم أحوج ما يكونون إلى المساندة الروحية والدعم النفسي الذي يفتح لهم أبواب الأمل والثقة بالله تعالى، لا العكس.
ومضى يقول ان الاعتلال النفسي الناتج عن سبب اجتماعي أو ضغوط اقتصادية أو مشاعر داخلية خاصة قد يمثل المأزق الأخطر في حياة الانسان في هذا العصر.
وأورد بأن نحو 14 في المائة من سكان العالم باتوا يعانون من حالات الاكتئاب الشديد الأمر الذي دفع بالكثير منهم إلى الانتحار ومنهم مشاهير وموهوبون وناجحون على المستوى الشخصي.
وقال الشيخ الصفار ان ذلك يكشف عن مدى حاجة الانسان الماسّة إلى جهة دعم ومساندة يثق بقدرتها على المساعدة في مطلق الأحوال "وهذا ما لا يتحقق إلا بالإيمان بالله".
وتابع ان الخطاب الديني ينبغي ان يشدد على المفاهيم التي تعمق في نفس الانسان الثقة بربه والركون إلى رحمته والأمل والرجاء في عونه واغاثته.
وأضاف القول "حتى حينما يقع الانسان في معصية ربه ومخالفته فإن الله لا يغلق الباب دون عبده ولا ينتقم منه إن بادر للتوجه إلى ربه. فمهما كانت ذنوب الانسان ومعاصيه فإن رحمة الله بعباده أوسع".