عبر قناة الشيخ بدر العبري على (youtube)
الشيخ الصفار: يرفض الإرهاب الفكري والوصاية على المفكرين والباحثين
رفض سماحة الشيخ حسن الصفار أي عمل يتم من خلاله ممارسة الإرهاب الفكري أو الوصاية على المفكرين والباحثين، مبيناً أن البحث قد يوصل الباحث إلى اشياء جديدة، لا تشابه ما ألفه الناس واعتادوا عليه، والواجب التعامل معه بأفق واسع وليس بالرفض والمحاصرة.
واضاف: علينا أن نقوم بواجبنا وتوفير فرص تعرف الشاب على حقيقة دينه, فإذا تعرَّف على حقيقة دينه واطّلع , لا نخشى عليه, مؤكدا أن المشكلة أننا نقصّر في توضيح الدين لأبنائنا , فإذا اطّلعوا على الأفكار الأخرى وهم لم يَتَمَلّوا من الدين , تصيبهم بعض الشبهات، وذلك بسبب تقصيرنا في أداء واجب الحماية والتحصين.
جاء ذلك خلال الحوار الذي اجراه مع الشيخ الصفار الشيخ بدر بن سالم العبري من سلطنة عمان وبثه عبر قناته على (youtube) وهي قناة شخصية تهتم بالفكر والتنوير، بتاريخ 27 ربيع الثاني 1439هـ الموافق 15 يناير 2018م.
وأبان سماحته أن موضوع "الولاء والبراء" تضخّم كثيرًا ، عند بعض الشيعة وبعض السنة ، رافضا أن يكون التبري بين المسلمين, مبينا أن ما يفهم من الآيات والنصوص، التبرّي مع خارج المسلمين عندما يكونون في موقع العداوة. أما داخل المسلمين ، فان القرآن الكريم يقول بكل صراحة ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض﴾.
وتابع: نعم ، البراءة من أعداء الدين الذين يكونون في موقع العداوة، وليس مع المسالمين، وهذا ما يؤكد عليه القرآن الكريم ﴿لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم﴾ ، ولا يجتمع التبري مع البِرّ والقسط ، نعم نحن نفارقهم فكريا وعقديا وسلوكيا فيما يرتبط بالسلوكيات المخالفة لديننا اما بالقيم الإنسانية العامة فهي مشتركة بين أبناء البشر ، وإن كانوا من ديانات أخرى.
وأشار الى أن العاقل يبحث عن المشتركات، بينما الجاهل الاحمق يبحث عن مناطق الاختلاف، رافضا التبشير المذهبي الموجه، وداعيا فيما يرتبط بالأحكام الشرعية لإيجاد مصالحة بين المسلم وعصره الذي يعيش فيه, فالمسلم إذا عاش في عصر يتصادم معه في كثير من قضايا الحياة, إما أن ينكفئ على نفسه ويعيش العزلة والانغلاق , وإما أن تضطرب حياته.
كما تحدث سماحته عن ذكرياته في سلطنة عمان عندما زارها عام 1974م، وعن تأسيسه لمكتبة الرسول الأعظم، في مسجد الرسول الأعظم في مطرح، واصدار مجلة (الوعي)، ولقاءه بسماحة المفتي السابق الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري رحمه الله، وتعرفه على علماء ورجالات السلطنة حينذاك، وانفتاحه على الصحافة العمانية، حيث كتب في جريدة عمان، ومجلة العقيدة، ومجلة الأضواء، ومجلة الأسرة, مبديا اعجابه بالإنفتاح وحالة التسامح التي يتمتع بها الشعب العماني.
هذا وقد حضر اللقاء عدد من المثقفين والمهتمين منهم: كمال اللواتي ناشط اجتماعي، خميس العدوي باحث وكاتب، زكريا المحرمي طبيب وكاتب، ممحمد البيماني ناشط اجتماعي ، علي السعيدي، سليمان العدواني، عبد الوهاب البوسعيدي فلكي، مهدي عياشي طالب فرنسي في عمان.
كما زار سماحة الشيخ الصفار خلال تواجده في عُمان فضيلة المفتي العام لسلطنة عُمان الشيخ أحمد بن محمد الخليلي وعدد من الشخصيات الدينية والثقافية والاجتماعية.
لمشاهدة الحوار (قناة الشيخ بدر العبري)
لقراءة نص الحوار (حوار مع الشيخ الصفار)