الشيخ الصفار: الفقر ليس قَدَرَا.. وهناك فقراء اجتهدوا وصاروا أثرياء
وينتقد "توارث الفقر" لدى العائلات التي تعتاش على المعونات الخيرية.
ويشدد في المقام الأول على دور الفقراء أنفسهم في مكافحة الفقر.
ويدعو إلى مساعدة الفقراء على الخروج من الفقر عبر التأهيل والتعليم.
دعا سماحة الشيخ الصفار الفقراء إلى السعي الحثيث نحو الخروج من حالة الفقر، رافضا بشدة الإعتقاد الشائع بأن الفقر قدر محتوم على بعض الناس يستحيل الخروج منه.
جاء ذلك خلال خطبتي الجمعة 10 صفر 1440هـ الموافق 19 أكتوبر 2018م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار ان الفقر ليس قَدَرَا محتوما، مشيرا إلى أن كثيرين ممن عاشوا ظروف الفقر أصبحوا أثرياء "عندما شحذوا هممهم، وفجروا قدراتهم، وضاعفوا سعيهم".
وبمناسبة باليوم العالمي لمكافحة الفقر الذي صادف الأربعاء الماضي 17 أكتوبر رأى سماحته أن لمكافحة الفقر زوايا عديدة، منها ما يتعلق بالسياسات الاقتصادية في كل بلد، ومنها ما يرتبط بمستوى التكافل الاجتماعي.
غير أن سماحته شدد في المقام الأول على دور الفقراء أنفسهم في مكافحة الفقر.
ودعا الفقراء أنفسهم إلى السعي الحثيث نحو الخروج من حالة الفقر، منتقدا بشدة ما وصفه بتوارث الفقر لدى بعض العائلات التي تعتاش على المعونات الخيرية جيلا بعد جيل.
وتابع بأن الانسان قد يجد نفسه في وضع يفرض عليه مبدئيا حالة الفقر "لكن الامر يرتبط بمدى استجابته لهذه الحالة، وما ا ذا كان سيستسلم لها ويتكيف معها، أم يتحداها ويسعى لتجاوزها".
وأمام حشد من المصلين فنّد الشيخ الصفار الإعتقاد الشائع بأن الفقر قدر محتوم على بعض الناس يستحيل خروجهم منه.
ومضى يقول "ان الاعتقاد بأن الفقر قدر، وأن الفرص غير متاحة، والسعي غير مجد، فذلك قد يكون مبررا للكسل والتقاعسن واستمرار العيش على صدقات الآخرين".
وقال سماحته ان التعاليم الدينية كثيرا ما تشجع الإنسان على الإعتماد على نفسه، وبذل قصارى جهده، وان لا يطلب صدقات الآخرين.
وأضاف ان الله سبحانه وتعالى زود الانسان بطاقات وقدرات ومواهب، اذا ما التفت اليها ونماها في شخصيته، فسيجد امامه الفرص لتوفير متطلبات الحياة.
ورأى بأن افضل ما يقدمه المجتمع لفقرائه هو مساعدتهم على الخروج من حالة الفقر من خلال التأهيل والتدريب والتعليم. مشيدا بدور الجمعيات الخيرية المحلية المهتمة بهذا الجانب.
وفي السياق أشاد الشيخ الصفار بأحد أبرز رجال الأعمال المحسنين الذين افتقدتهم ساحة العمل الخيري والديني في الكويت والخليج؛ الحاج كاظم عبدالحسين الذي توفي الثلاثاء الماضي عن عمر ناهز السادسة والثمانين.
ووصف سماحته الحاج الراحل بالشخصية النموذجية في مجال عمل الخير وخدمة الدين والاهتمام باوضاع الفقراء والمستضعفين في بلدان عديدة من العالم الإسلامي.
وأضاف "كان رحمه الله مثالا للمؤمن الواعي الرسالي، الذي يفهم الدين كرسالة إنسانية، ومسؤولية اجتماعية، وهم حضاري".