الشيخ الصفار للجاليات: تعلموا من الغربيين فن إدارة الحياة وعلموهم قيم الإسلام السامية
قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن الجاليات الإسلامية المقيمة في الغرب تستطيع ان تتعلم منهم فن إدارة الحياة، وعمل المؤسسات، كما أنها تستطيع أن تمنح المجتمعات الغربية التي تشتكي من فراغ روحي القيم الإسلامية السامية.
وتابع: كل الأبحاث تتحدث عن إقبال بعض أبناء هذه المجتمعات على الديانات الشرقية المختلفة، والتي من ضمنها الاسلام، لذلك كان الإسلام اسرع انتشارًا في امريكا واوربا.
جاء ذلك خلال الكلمة التي القاها سماحته في الحفل التكريمي الذي أقيم في مطعم المدينة في كوبنهاجن ظهر يوم الإثنين 21 محرم 1440هـ الموافق 1 أكتوبر 2018م، بمناسبة زيارة سماحته للدنمارك وحضره عشرات الشخصيات من علماء دين ورجال أعمال وأكاديميين من أبناء الجالية الإسلامية، وكان الحفل بدعوة من الحاج علي علوان من شخصيات الجالية العراقية.
وقال سماحة الشيخ الصفار أن الدين والعقل يرشدنا الى الأخذ بأفضل ما وجدناه لإدارة الأمور، والتطوير الدائم، وكشف اسرار الطبيعة، من أي أحد كان، فـ (الْحِکمَةُ ضالَّةُ الْمُؤْمِنُ، فَحَيْثُ وَجَدَهَا فَهُوَ أحَقُّ بِهَا)، مبيناً أن على الجاليات المقيمة في الغرب الاستفادة من وجودهم هناك، بالأخذ بما يناسب من الحضارة الغربية ونقل هذه التجربة لمجتمعاتهم الإسلامية.
وأوضح أن الأمة الإسلامية اليوم بحاجة أن تستفيد من التجربة الغربية في إدارة الحياة في المجال السياسي، والاقتصادي، والعلمي، والتكنلوجي، داعيا أبناء الجاليات لعدم قصر أفكارهم في انشاء المساجد، وإقامة المآتم، وإنما بنشر قيم الإسلام، والاستفادة مما وصلت له حضارتهم.
ودعا أن يكون للجاليات تأثير في البلدان التي يعيشون فيها، وذلك بنشر القيم والأفكار الإسلامية السامية، مؤكدا ان حاجتنا لما وصل له الغرب من قيم وأفكار يقابله حاجتهم لما يحتويه الإسلام من قيم روحية عظيمة.
وتأسف سماحته لما حصل من أخطاء من بعض أبناء الأمة الإسلامية مما أثر في سمعة الإسلام، وقد استفاد منها البعض فأسس ما عرف بـ (فوبيا الإسلام)، حيث تحول انتشار الإسلام إلى كابوس مخيف في تلك الأوساط.
وأبان أن الإسلام بما يحمله من قيم ومعاني سامية يستطيع أن ينتصر بجهود المخلصين على هذه الحرب، إذا قدم بصورة جميلة وصادقة عبر النصوص الدينية ورموز الإسلام، ومن خلال تقديم الصورة المشرقة للسيرة النبوية وسيرة أهل البيت . مؤكداً أن الجانب الأهم هو سلوك المسلمين وأخلاقهم ي التعامل مع المجتمعات التي يعيشون ضمنها.
وتساءل سماحته: إن كان لأبناء الحضارة الغربية عقول وأموال وثروات طبيعية فماذا ينقصنا؟ لدينا كل المقومات للنهوض بمجتمعاتنا، بل بعض أبنائنا عندما جاؤوا الى هذه الدول تقوفوا وشقوا طريقهم نحو النجاح، مؤكدا أن الجاليات مطالبة بنقل هذه التجارب لتعيش الشعوب العربية والإسلامية نفس هذا الاستقرار السياسي، والرعاية الصحية، والمستوى التعليمي الراقي.
عريف الحفل
هذا وقد بدأ الحفل بكلمة الحاج ابومرتضى الكعبي التي رحب فيها بسماحة الشيخ الصفار، معتبرا أنه " شخصية غنية عن التعريف، إنه المعلِّم والعالم"، وابان أن سبب زيارة الشيخ لمملكة الدنمارك "تفقد أبناءه"، كما قدم شكره للديوان الحسيني وأسرة آل الحلو لاستضافتهم الشيخ الصفار.
الشيخ الأسدي
ثم تحدث الشيخ عبدالحسن الأسدي مشيدا بما قدمه سماحة الشيخ الصفار، معرفا بدوره الفاعل الذي تعرف عليه منذ صغره، وقال: منذ الصغر فتحنا أعيننا على بعض الرموز من الشخصيات المهمة وكان من ضمنها سماحة الشيخ، متذكرا أن أستاذه الشيخ ناصر الأسدي قال له قبل عشرين سنة: "إذا أراد أحدكم أن يكون عنده تطور في المجال الثقافي عليه بمتابعة محاضرات الشيخ الصفار"، وقال: "أنا افعل ذلك، أستمع لمحاضراته وأتابع كتبه واقرؤها".
الشاعر الكعبي
ثم تحدث الشاعر أبو كرار الكعبي، وبدأ بالترحيب بسماحة الشيخ الصفار، وقال: باسمكم أيها الأحبة نرحب بشخصية كتبت حروف ورعها بأبجدية العرفان، ودخلت من حيث يدخل رجالات الاختصاص باحة ابداعهم، وتفننت بصياغة وسبك المفردات، فاقترن اسمها مع ذوق حرفة، وجمال كلمة، فتسلل إلى وجدان المتلقي بحرفية الريموت كنترول، فيتجاذب الطرفان، فالحضور يتطلع إلى حيث مصدر نضج نهر المعرفة.
وتابع: استاذنا سماحة الشيخ الصفار يدفع بهذا الكم الهائل من معاني الطرح الولائي، مقترناً بآيات من نزلت في بيوتهم الطهارة والطهر، وأحاديثهم السماوية، سلام الله عليهم أجمعين. ثم ألقى مقطوعات من الشعر الشعبي نظمها بهذه المناسبة ترحيبا بالشيخ الصفار.
الشيخ فرحات
وقال سماحة الشيخ أحمد فرحات ممثل المجلس الشيعي الأعلى للجالية اللبنانية في الدنمارك: إن هذا التجمع المبارك، هو مصداق للحث الذي جاء عن الأئمة ، الاجتماع من أجل إحياء أمر اهل البيت ، وهو جزء من الرسالة التي جاء من أجل ابلاغها سماحة الشيخ الصفار.
وتابع: نحن في بلاد الغربة تجب علينا عدة مسؤوليات، علينا أن نقف وقفة واحدة، وأن نؤسس المؤسسات الاجتماعية التي تعمل على حصانة المجتمع الذي نعيش ضمنه ولرفع مستواه الديني، ومستواه المادي والثقافي.