الشيخ الصفار يتحدث في الكويت عن "منهج أهل البيت في العلاقات الإنسانية"
سماحة الشيخ حسن الصفار يتحدث عن "منهج أهل البيت في العلاقات الإنسانية" ضمن خمس محاضرات في الحسينية الكاظمية (البكاي) في الكويت بتاريخ 16-20 صفر1440 الموافق 26-30 اكتوبر 2018م.
حيث أكّد في المحاضرة الأولى التي كانت بعنوان (التوجه العبادي في العلاقات الإنسانية) على أن حسن العلاقة بين الإنسان وبين أبناء محيطه الاجتماعي مسألة عبادية، يستحق بها الإنسان من الله الأجر والثواب، كما أن التقصير أو الاساءة في العلاقة مع أحد من عباد الله يوجب السخط والعقاب الإلهي.
وأشار ضمن المحاضرة إلى أن الاهتمام بالعلاقة مع الآخرين يثري المشاعر والأحاسيس الإيجابية في نفس الإنسان، وينمي النزعات الخيّرة في أعماقه، كما يعزّز أجواء السعادة، وعوامل الاستقرار والأمن في البيئة الاجتماعية التي ينتمي إليها الإنسان.
واستعرض الشيخ الصفار عدداً من النصوص الدينية والأحكام الشرعية التي تؤكد على هذا البعد الديني العبادي في العلاقات الإنسانية.
وفي المحاضرة الثانية تناول الشيخ الصفار (ثقافة التعايش عند الإمام الرضا 
) بمناسبة ذكرى وفاته الأليمة، حيث اقتبس من كلمات الإمام الرضا عدداً من المفردات والعناوين التي تؤكد على حماية التعايش وتكريسه في المجتمعات البشرية مهما تنوعت الانتماءات والاتجاهات الدينية والسياسية والفكرية.
ومن أبرز مفردات ثقافة التعايش التي سلط عليها الأضواء هي: التحذير من الصراعات والخصومات، واعتماد منهجية الحوار مع المخالف، ورعاية الاحترام المتبادل، وتجنب ثقافة التنافر واستفزاز الآخر.
أما المحاضرة الثالثة فكانت تحت عنوان (القيادة من موقع الحب والرحمة) والتي عالج فيها الشيخ الصفار أسلوب ممارسة القيادة داخل العائلة، وفي مؤسسات العمل والإنتاج، وعلى صعيد المنظمات والتجمعات، وصولاً إلى القيادة السياسية للأمة.
مؤكداً على ضرورة الانطلاق في كل المواقع القيادية من منطلق الحب والرحمة، وليس بممارسة التسلط القمعي، وأسلوب الهيمنة والفرض، والذي لن يؤدي إلا إلى الفشل وانتهاك الحرمات وحقوق الإنسان.
مستشهداً بالمنهج النبوي، وسيرة الأئمة الهداة، وتوجهات الدين في التزام الرفق والمحبة والرحمة في ادارة العائلة وتربية الأبناء، والتعامل مع الخدم والموظفين، وتعاطي الحاكم مع جمهور الأمة.
وفي محاضرته الرابعة بعنوان (العدل والإحسان في التعامل مع الناس) أكّد الشيخ الصفار على ضرورة الالتزام بالموازين والمعايير الأخلاقية في التعامل مع الآخرين، محذراً من الاستجابة للانفعالات والحالات المزاجية، أو الكيل بمكيالين في التعاطي مع القريبين أو من يتعامل معهم الإنسان.
وأشار الشيخ الصفار في حديثه إلى أن يتطلع الإنسان ليكون في موقع العطاء للآخرين والإحسان إليهم، فذلك ما يدفعه إلى تنمية إمكاناته وقدراته، وينمي النزعات الخيّرة في نفسه، ويجذب الآخرين إليه.
وفي ليلة ذكرى أربعين الإمام الحسين تحدث الشيخ الصفار في محاضرته الخامسة بعنوان (الإمام الحسين وكرامة الإنسان) عن استهداف الإمام الحسين في حركته المباركة لصون كرامة الإنسان التي تعرضت للهدر والمصادرة على أيدي الظالمين، موضحاً أن الكرامة منحة إلهية للإنسان نصّ عليها القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ وأن كل إنسان يشمله هذا التكريم الإلهي بغض النظر عن عرقه أو معتقده.
وأكدّ الشيخ الصفار على مسؤولية الإنسان عن حفظ كرامته وصونها، عبر ارتباطه بالله مصدر وجوده وكرامته، وبالتسامي الروحي والأخلاقي، وعدم التفريط بعزته وكرامته.
واستعرض الشيخ الصفار بعض كلمات الإمام الحسين في عاشوراء وكلمات السيدة زينب في خطبها بالكوفة والشام، والتي تُعنى بالدفاع عن كرامة الإنسان، وأنها من الأهداف الأساسية للحركة الحسينية.
وقد التقى الشيخ الصفار أثناء اقامته في الكويت بعدد من العلماء والشخصيات الاجتماعية، وزار بعض المجالس والديوانيات.
