الشيخ الصفار ينتقد بشدة مجابهة الآراء والاجتهادات بالتشهير والتسقيط
ويرفض بشدة هتك حرمات الآخرين لمجرد الردّ على رأي أو فكرة.
ويقول أن النبي في مقام التوجيه والتصحيح لم يكن يشهّر بأحد.
ويأسف للحالة "البدائية" التي تحول أي اختلاف في الرأي إلى مشكلة.
انتقد سماحة الشيخ حسن الصفار بشدة مجابهة الآراء الفكرية والاجتهادات الدينية المختلفة باستخدام أساليب التشهير والتسقيط الاجتماعي والتعبئة السلبية والحض على الكراهية تحت عناوين دينية.
جاء ذلك خلال خطبتي الجمعة 1 ربيع الأول 1440هـ الموافق 9 نوفمبر 2018م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار: "إن أحدًا لا يستطيع في هذا الزمن أن يمنع أحدًا من التعبير عن رأيه في القضايا الدينية والفكرية والاجتماعية".
وعلل ذلك بالقول: "لقد تعززت ثقة الناس بأنفسهم وأتيحت لهم سبل الاطلاع العلمي والمعرفي وتوفرت بين أيديهم وسائل طرح أفكارهم وآرائهم".
وأمام حشد من المصلين دعا إلى النأي عن اثارة التوترات في المجتمع على خلفية التباين في الآراء الفكرية أو الاجتهادات الدينية.
ورفض سماحته بشدة هتك حرمات الآخرين "للردّ على رأي أو فكرة قد تكون ضمن دائرة النظريات الاجتهادية أو حول مسألة جانبية جزئية".
وتابع مخاطبا الجمهور "أيها الأحبة إن أجواء الوئام والوفاق في المجتمع أحب الى الله تعالى من حالة التشنج والتوتر التي تلوث النفوس بالأحقاد والاضغان وتدفع الى القطيعة والتباعد وتسبب النزاعات والخصومات".
وقال الشيخ الصفار: إن من أهم الجوانب التي يحتاج المسلمون الى قراءتها في السيرة النبوية الشريفة هي النهج النبوي في إدارة التنوع والاختلاف وصناعة أجواء الوئام والوفاق الاجتماعي.
وأضاف: إن سيرة النبي في تصحيح الأخطاء بالحكمة ولين الجانب تمثل رسالة لمن يهاجمون من يخالفهم الرأي بأسلوب التشهير والاسقاط والتعبئة والتحريض على الكراهية بزعم الغيرة على الدين.
واستدرك قائلا: "صحيح أن الغيور على دينه ومجتمعه لا يرضى بطرح آراء يعتبرها مخالفة للدين ولمصلحة المجتمع لكن عليه أن يسلك الطريق الأفضل والأحسن لمواجهة ما يراه خطأ".
وتابع القول إن النبي في مقام التوجيه والتصحيح "لم يكن يشهّر بالطرف الآخر ولا يعبئ ضده ولا يحرّض على كراهيته وإنما كان يبين وجه الخطأ في قوله أو فعله مع صيغة تعميم"، مثل قوله "ما بال أقوام يقولن كذا وكذا. أو يفعلون كذا وكذا".
وأسف الشيخ الصفار للحالة "البدائية والانفعالية" التي تسود مجتمعاتنا والتي يتحول معها أي اختلاف في الرأي إلى مشكلة اجتماعية ويدفع للنزاع والخصومة.
ومضى يقول إن مجابهة الآخرين باستخدام أساليب التشهير والتسقيط الاجتماعي والتعبئة السلبية تحت عناوين دينية ربما يدفع أولئك للدفاع عن أنفسهم والرد باستخدام الأساليب نفسها.