الشيخ الصفار: الإنفاق في سبيل الله يشمل البعد الإنساني والحضاري
ويقول إن كل ما ينفع الناس ويطور الحياة يمثل مصداقا للإنفاق في سبيل الله.
ويشدد على أهمية الانفاق على البعدين الإنساني والتنمية المستدامة.
ويشير للحاجة للإنفاق على المشرعات التي تشجع على طلب العلم ونشر الثقافة.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى التوسع في مفهوم الإنفاق في سبيل الله على نحو يشمل البعد الإنساني وبعد التنمية الاجتماعية والحضارية المستدامة عوضا عن حصره في المجال الديني فقط.
جاء ذلك خلال خطبتي الجمعة 14 ربيع الآخر 1440هـ الموافق 21 ديسمبر 2018م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار "إن كل ما ينفع الناس ويطور الحياة يمثل مصداقًا للإنفاق في سبيل الله".
وأضاف ان من المرتكزات المهمة في حياة المجتمعات هي التنمية الاجتماعية والحضارية المستدامة.
وعلى المستوى الحضاري قال الشيخ الصفار ان مجتمعاتنا بأمس الحاجة إلى قيام المراكز العلمية والمعرفية والمؤسسات الثقافية المهتمة بنشر الوعي على كافة الصعد.
وحث سماحته على عدم الوقوف عند معالجة المشاكل القائمة وحسب وإنما التوجه نحو التنمية المستدامة المتمثلة في المشروعات الاجتماعية والحضارية التي تنهض بالمجتمع.
ومضى يقول ان مجتمعاتنا بحاجة ماسة للمشرعات التي تشجع على طلب العلم ونشر الثقافة وحماية البيئة وتنهض بالواقع الاقتصادي للمجتمع وهي من مصاديق الانفاق في سبيل الله.
وتابع القول ان الانفاق على أي عمل يخدم المجتمع علميا وثقافيا وأخلاقيا هو من صميم الإنفاق في سبيل الله.
وقال الشيخ الصفار ان مفهوم الانفاق في سبيل الله أوسع من أن يحصر في البعد الديني الضيق المتمثل في اعطاء الفقراء أو بناء أماكن العبادة.
وأضاف بأن الحاجات تتحدد حسب طبيعة كل مجتمع وأن أفضلية الإنفاق تتحدد تبعا للحاجة أو الاكتفاء في الأبعاد الثلاثة الدينية والانسانية والحضارية.
وشدد الشيخ الصفار على أهمية التركيز في الانفاق على البعدين الإنساني والتنموي الحضاري. مرجعا ذلك إلى الاقبال الحاصل على الانفاق في بعده الديني في مقابل ضعف الإقبال على البعدين الآخرين.
وقال ان هناك في البعد الانساني حاجات مجتمعية ماسة تصل إلى غياب العيش الكريم والسكن الملائم للكثير من العائلات الفقيرة.
وفي السياق حثّ سماحته على مزيد من الاهتمام ودعم اللجان والجمعيات الخيرية المنوط بها توفير السكن اللائق لضعيفي الحال.
وقال سماحته ان من المهم ايلاء الانفاق في بعده الانساني الاهتمام المناسب وهو المعني برعاية الفقراء والأيتام والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
وتابع بأن الانفاق على هذه الفئات ومساعدتهم يعد "من أجلى مصاديق الإنفاق في سبيل الله.. والإقراض الذي تعبر عنه الآية الكريمة ﴿من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا﴾ ".
وقال سماحته ان المفهوم المستحوذ على الأذهان لمسألة الانفاق في سبيل الله يكاد ينحصر في المجال الديني وهذا مفهوم يفتقد الدقة.
وأضاف بأن الأنفاق في سبيل الله غالبا ما ينصب في مجال تشييد المساجد والحسينيات والمدارس الدينية ودور القرآن ووسائل الاعلام الدينـي وإن كان هذا أمر حسن في حد ذاته.
وأوضح بأن تعزيز البعد الديني في حياة الناس يخدم سلامة المجتمع في الدنيا ويؤمّن لهم الفوز في الآخرة.
واستدرك قائلا انه وعوضا عن حصره في المجال الديني ينبغي التوسع في مفهوم الإنفاق في سبيل الله على نحو يشمل البعد الإنساني وبعد التنمية الاجتماعية والحضارية المستدامة.