مجلة الاجتهاد والتجديد تنشر مقالا للشيخ الصفار بعنوان: التواصل المذهبي وما بعد (تنظيم الدولة)
نشرت مجلة الاجتهاد والتجديد الفصلية المختصة بقضايا الاجتهاد والفقه الاسلامي الصادرة عن مركز البحوث المعاصرة في بيروت في عددها المزدوج (48-49)، خريف وشتاء 2019م – 1440هـ، دراسة لسماحة الشيخ حسن الصفار بعنوان: التواصل المذهبي وما بعد (تنظيم الدولة) في الصفحات من 21 حتى 33.
وقد تناول الشيخ الصفار في الدراسة ظهور حركة عنفية إرهابية (تنظيم الدولة)، تتبنى القتل والتدمير بأبشع الصور وتتباهى بذلك، وتستهدف الأقليات، واصفا وجودها بأنه: "أمر فاق كل التصورات والتوقعات، انه زلزالٌ رهيب" ص21.
وشدّد على ضرورة العودة إلى بحث العلاقات المذهبية في سبيل محاصرة مفاعيل هذا التوجه العنفي الطائفي حتى لا تنمو ولا تتفجر من جديد عوضا عن الاستسلام له.
وكتب: "ليس صحيحا ان نسترسل فيما كنّا عليه قبل مرحلة التنظيمات الإرهابية الأخيرة، وكأن شيئا لم يحدث، إنّ هذا يعني اعطاء الفرصة لتكرار ما حصل، وربما بشكل اشد وأقسى لا سمح الله" ص23.
وطالب الجهات الرسمية والأهلية والدينية أن تدرس هذا الحدث، وأن "تتخذ الإجراءات العملية الكفيلة بالحدّ من آثاره، وعدم تكراره في المستقبل" ص24.
وتابع ان مصلحة الأمة والعالم الاسلامي تقتضي التواصل بين المرجعيات الإسلامية. مشيرا إلى أن "مصلحة الأمة والعالم الإسلامي تقتضي التواصل بين هذه المرجعيات، وان يكون بينها خطوط ارتباط وتنسيق" ص25
وكتب الشيخ الصفار ان تجاوز الخلاف السني الشيعي ليس بالأمر العصي على الحل. مستعرضا جملة من الخلافات الشائكة بين المذاهب السنية الأربعة نفسها والتي جرى تجاوزها منذ زمن. مشيدا باستقبال شيخ الأزهر للبابا عند زيارته لمصر، وبلقاء الأمين العام لرابطة العالم الاسلامي الدكتور محمد العيسى برأس الكنيسة المسيحية في الفاتيكان.
واستعرض سماحته في الصفحتين 29 -30 نماذج للعلاقة الإيجابية بين أبناء الأمة، مشيرا الى وجود "أمثلة ونماذج كثيرة لمبادرات التواصل والتعاون بين علماء من السنة والشيعة في الماضي والحاضر، لكن المأمول والمطلوب أن تكون هي الحالة الطبيعية والسائدة بين الجانبين، وليست موارد معدودة" ص30.
وأرجع سماحته جانبا من موقف الممانعين للتقارب المذهبي إلى قلقهم على الهوية والخوف المتوهم من تقديم التنازلات واعطاء الشرعية للآخر.
كما رأى بأن هناك صنفا آخر من الممانعين يعود موقفهم لأسباب "المزايدة والظهور بمظهر الغيرة على العقيدة" ص31. اضافة إلى "نزعة التطرف" و"التأثر بالتوجهات الدولية والاقليمية التي تستثمر سياسيا في الصراع المذهبي" ص31.
وختم سماحته الدراسة بدعوة للجمهور أن يتحمل مسئوليته حيال التصدي لكل الأصوات الطائفية عند الطرفين والتي تعبئ الشارع المذهبي ضد بعضه البعض.
وكتب: "إن الجمهور هو الخاسر الاكبر من الصراعات الطائفية، لأنّ الحكومات تحمي نفسها، والمشايخ يرتبون أوضاعهم، لكن عامة الناس هم المتضررون" ص32.
هذه وقد نشرت المجلة لسماحة الشيخ الصفار عدد من البحوث في اعدادها السابقة منها : الاجتهاد والتجديد في الفقه الإسلامي (عدد 1)، صلاة الجماعة مع أهل السنّة، دراسة فقهية (عدد 17)، الجمعة شخصية المجتمع الإسلامي (عدد 28-29)، الشيخ محمد اسحاق الفياض عمق الفقاهة وسمو الأخلاق (عدد 42)، الثابت والمتغيِّر في الأحكام الشرعيّة (عدد 40-41)، اتجاهات التكفير في التراث الديني (عدد 47).
لقراءة البحث التواصل المذهبي وما بعد (تنظيم الدولة)