الشيخ الصفار: أولى الناس بعلي من يتبعه ويقتدي به
قال الشيخ حسن الصفار: إن ادعاء التشيع لعلي، يحمّلُ الإنسان مسؤولية أن يكون مقتديا بعلي في سيرته، وسائرا على دربه في اخلاقه، والتزامه القيمي.
وتابع: أولى الناس بعلي من استفاد من سيرته، واقتدى به، وليس من ادعى وافتخر.
جاء ذلك خلال الكلمة التي القاها الشيخ الصفار في حقل ذكرى ميلاد الإمام علي مساء الأربعاء ليلة الخميس 11 رجب 1439هـ الموافق 28 مارس 2018م في مجلس الزهراء (حسينية الشواف) بالمحمدية في الدمام.
وقال الشيخ الصفار عندما نحتفي بمناسبة ميلاد الإمام علي فعلينا أن ندرس ونتأمل في صيغة علاقتنا وطبيعة ارتباطنا بعلي ، ونسأل أنفسنا: ما هي طبيعة العلاقة بيننا وبين أئمتنا؟
وأوضح أن كثيراً من الناس ينشغل بالافتخار والتباهي بعلي، وحق لهم ذلك، مستدركا بأن العلاقة التي يجب ان تكون بين الشيعة وعلي هي علاقة اقتداء واستضاءة وليست علاقة افتخار ومباهاة.
وأبان إن علياً يقول لنا ان العلاقة التي يجب أن تكون بين الإمام وشيعته هي علاقة الاقتداء والاستضاءة، وهذا صريح قوله كما في نهج البلاغة: (أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَأمُوم إِمَاماً، يَقْتَدِي بِهِ، وَيَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ).
وأشار الى أن عليا يفرض نفسه بصفاته وكماله، مبينا أن من حق الناس ان يسألوا من يفتخر بعلي "أنت ماذا لتفخر بعلي؟ وماهي طبيعة علاقتك به؟"
وأستشهد الشيخ الصفار بقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ﴾ ليؤكد أن أولى الناس بعلي ليس فقط من يمدحونه بل الذين يتبعونه ويقتدون به.
وتابع: يقول الإمام الصادق : «لَيْسَ مِنْ شِيعَتِنا مَنْ قالَ بِلسانِهِ وَخَالفَنا فِي أعْمالِنَا وآثارِنا لكنْ شَيعَتُنا مَنْ وافَقَنا بِلسانِهِ وَقَلْبِهِ وَعَمِلَ بأعْمالِنا أولئك شِيعَتُنا».
وأضاف: يقول الإمام الكاظم : «لَوْ مَيَّزْتُ شِيعَتِي مَاوَجَدْتُهُمْ إِلَا وَاصِفَةً، إِنَّهُمْ طَالَمَا اتَّكَوْا عَلَى الْأَرَائِكِ ، فَقَالُوا : نَحْنُ شِيعَةُ عَلِيٍّ ، إِنَّمَا شِيعَةُ عَلِيٍّ مَنْ صَدَّقَ قَوْلَهُ فِعْلُهُ»، أي الذين يصفون التشيّع بألسنتهم، ويقولون به، لكن لا يعملون بمقتضاه، فامتيازهم عن غيرهم باعتبار هذا الوصف.
وقال الشيخ الصفار أن سيرة علي تبين أنه كان الاصلح والاكفأ، ومن يقتدي بعلي - كفرد أو مجتمع - ينبغي أن يطمح أن يكون الأكفأ والأفضل.
وأبان: إن الفخر بعلي المتفوق علميا يدعونا أن نسير في درب كسب العلم والمعرفة، وإلا كيف افتخر بعلي وأنا اقبع في مستنقعات الجهل ومغارات الظلام؟
وأضاف: علي كان متألقا في سلوكه واخلاقه، كان قمة الاخلاق والالتزام بالمبادئ والقيم، ومن يدعي أنه من شيعة علي فيجب عليه أن يجاهد نفسه ليكون اكثر التزاما بالقيم والأخلاق سواء في دائرة الأسرة أو المجتمع.