الشيخ الصفار شعارات التطرف الديني مشاريع فتنة وانقسام
قال الشيخ حسن الصفار: أن من أخطر مصاديق الفتنة في الساحة الاجتماعية، هو استغلال بعض الشعارات الصادقة لتجييش مشاعر الناس من أجل أهداف مشبوهة.
جاء ذلك خلال المحاضرة القاها سماحته بعنوان (الإمام علي ووأد الفتنة)، وسط حضور نوعي من الأكاديميين والمثقفين وعلماء الدين في منتدى الإمام علي بديوانية قبازرد في الكويت بتاريخ 21 شعبان 1439هـ الموافق 7 مايو 2018م.
وتحدث الشيخ الصفار عن تعدد معاني الفتنة في اللغة العربية، وفي آيات القرآن الكريم، مركزا على أخطر تلك المعاني، وهو خلط الأوراق، والتباس الحق بالباطل، عن طريق رفع بعض الشعارات والعناوين ذات القداسة الدينية او المضامين القيمية الإنسانية، من أجل تحقيق أغراض ومصالح مشبوهة.
واستعرض سماحته معاناة أمير المؤمنين علي في مواجهة رايات الفتنة، كالخوارج الذين رفعوا شعار (لا حكم إلا لله) وهي كلمة حق أريد بها باطل.
وقارن الشيخ الصفار بين شعار الخوارج والشعارات التي يرفعها بعض المتشددين والمتطرفين من أبناء الأمة في هذا العصر، كإقامة دولة الخلافة، أو إعلان الولاء والبراء.
وأكدّ على ضرورة نشر الوعي الصحيح بمفاهيم الدين، وكشف عن أساليب التعبئة والتحشيد العاطفي الديني والمذهبي والسياسي.
وأشار إلى أن بعض من يرفعون شعارات مذهبية متطرفة تستفز الآخرين يمثلون مشاريع فتنة، لا يقبلها أئمة أهل البيت، وتعطي المبررات للاحتراب الطائفي، وتمزيق الأمة.
واستشهد الشيخ الصفار بقول الإمام علي : "إِنَّ الْفِتَنَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهَتْ، وإِذَا أَدْبَرَتْ نَبَّهَتْ"، حيث يلتبس على الناس الأمر في البداية، لكن النتائج السيئة فيما بعد، تكشف الانزلاق الخطير.
وطالب سماحته علماء الأمة ومفكريها ومثقفيها بأن يتحلوا بالجرأة للوقوف أمام تيارات الفتن المتسترة بالدين، فإن الإمام عليا لم يفخر بأي معركة خاضها، كفخره بمواجهة الخوارج، مستشهدا بقول عليٍ : "فَإِنِّي فَقَأْتُ عَيْنَ الْفِتْنَةِ، ولَمْ يَكُنْ لِيَجْتَرِئَ عَلَيْهَا أَحَدٌ غَيْرِي".
وقد تعدد المداخلات بعد المحاضرة التي ادارها الإعلامي المعروف الأستاذ إبراهيم الغتم.