الشيخ الصفار يؤكد على أهمية العلاقة التكاملية بين علماء الدين والمثقفين
أكد سماحة الشيح حسن الصفار على ضرورة توثيق التواصل بين المثقفين وأهل الرأي وبين العلماء والخطباء، لما فيه من حاجة ماسة للمجتمع، بدل الاكتفاء بالعلاقة مع الاتباع والمؤيدين فقط.
وقال سماحته ان علاقة عالم الدين وتواصله مع المثقفين وذوي الرأي، تفيد عالم الدين كثيرا، حيث ترفده بالفكر ومتابعة التطورات في الساحة، مضيفا أن الدين لا يطلب من حملته ان يتعالوا او يبتعدوا عن الاخرين، وان كان بينهم مسافة عقدية وفكرية، وهذه هي سيرة الأنبياء والائمة "ع".
جاء ذلك خلال الكلمة التي القاها سماحته في منتدى الثلاثاء الثقافي والتي ناقشت الكتاب الصادر حديثًا للشيخ الصفار بعنوان: "العقلانية والتسامح.. نقد جذور التطرف الديني" والتي تضمنت ورقتين قدمهما كل من الدكتور السيد عدنان الشخص عضو هيئة التدريس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن سابقاً، والأستاذ خليل الفزيع رئيس تحرير صحيفة اليوم سابقاً، وذلك مساء الثلاثاء 4 شعبان 1440هـ الموافق 9 أبريل 2019م في أمسية ثرية حضرها عدد كبير من المثقفين والمهتمين بالشأن الاجتماعي العام، وأدارها الأستاذ محمد الشافعي.
وقال سماحته ان عالم الدين عندما ينفتح على الأديان والمذاهب والتوجهات الأخرى يستفيد وتثرى معلوماته وافكاره.
وطالب سماحته العلماء والخطباء ان ينفتحوا على الآخرين بشكل عام، وان اختلفوا معهم في الديانة او الفكر او التوجه، وهي فرصة لإيصال رسالة عالم الدين لهم. وأضاف الشيخ الصفار الى انه استفاد كثيرا من ذوي الرأي في المجتمع من خلال التواصل معهم وقراءة نتاجهم الثقافي.
ودعا الشيخ الصفار المثقفين وذوي الرأي الى ان يكون لديهم إصرار على التواصل مع العلماء والخطباء الدينين، وأضاف سماحته "المثقف المهموم بمجتمعه والذي يريد الارتقاء بمجتمعه لا بد وان يكون واقعيا، وان يعرف ان عالم الدين مؤثر في المجتمع، وبالتالي إذا استطاع المثقف ان يؤثر في عالم الدين ولو بمقدار ما، فانه يؤثر في الجمهور والمجتمع".
ولفت سماحته الى ان العلاقة الحدية التنافرية بين المثقف وعالم الدين ينبغي تجاوزها، فالنقد وابداء الرأي مطلوب، لكن استخدام اللغة الحادة تجاه عالم الدين أو الطرف الاخر لا يخدم الغرض، فالمسألة ليست مسألة انتقام ورد فعل، بل يجب ان يكون الهم هو الارتقاء بالمجتمع.
وقال الشيخ الصفار "إلى متى ونحن نعيش حالات التنافر وخاصة بين المهتمين بواقع المجتمع".
وطالب سماحته بتقليل الحالة الايدولوجية والتعصب للفكرة، واعتبار المناوئ لأفكارنا هو مناوئا لنا.
وفيما يخص بعض الأفكار والملاحظات التي طرحت حول الكتاب، أبدى الشيخ الصفار شكره وتقديره لمقدمي الورقتين على قراءتهما الكتاب وتقويمه ونقده.
وأبان أنه استفاد من ملاحظاتهما، والملاحظات التي وردت في المداخلات.
هذا وقد توقف الشيخ الصفار عند الملاحظة التي أبداها الدكتور السيد عدنان الشخص، حول تناول الفصل الأخير من الكتاب فلسفة النهضة الحسينية، وأن الموضوع أقحم في الكتاب.
وأجاب سماحته بأن البعض يستند إلى ثورة الإمام الحسين كتبرير لحالة الصدام والثورة والتطرف، وأنه أراد من خلال هذه الفصل "معالجة هذا التفسير، والتأكيد على أن الأصل في سيرة أهل البيت هو حماية السلم الاجتماعي، والابتعاد عن العنف".
وتابع: "إن الموقف الحسيني استثناء فرضته ظروف موضوعية"، وبذلك يكون هذا الفصل "جزءًا من رسالة الكتاب في نقد خلفيات توجهات التطرف والعنف".