الشيخ الصفار: شهر رمضان فرصة عظيمة لطي الخلافات العائلية
ويقول ان سبب تفاقم الخلاف العائلي هو التعنت بين الزوجين وعدم التنازل لبعضهما.
ويصف ملابسات بعض حالات الطلاق بأنها "نوع من الفجور في الخصومة وحب الانتقام".
ويدعو الأزواج المتخاصمين إلى المصالحة بمناسبة رمضان "ليفوزوا بغفران الله".
ويقول انه لا بديل عن التحمل والتنازلات المتبادلة بين الزوجين.
حثّ سماحة الشيخ حسن الصفار على جعل شهر رمضان المبارك مناسبة لتجاوز الخصومات العائلية عامة والزوجية منها خاصة، لما فيها من انعكاس سلبي على الزوجين والأولاد والدائرة العائلية المحيطة.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 28 شعبان 1440هـ الموافق 3 ما يوم 2019م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار "ما نطلع عليه من مشاكل زوجية يثير الاستغراب الكبير من أزواج عاشوا مع بعضهم طويلا وإذا بهم ينقلبون إلى درجة مزرية من الخصومة والعداء والحقد وحب الانتقام".
وتابع أنه في مثل هذه الخلافات "بدلا من أن تكون الحياة الزوجية عش سعادة تتحول الى جحيم وشقاء".
ومضى سماحته في القول إن الخلافات الزوجية تدمر حياة الطرفين. قائلا لقد واجهت شبابا وفتيات تحولت حياتهم الى شقاء بسببها.
وأضاف القول "إذا كانت العداوة مع أي أحد امرا سيئا فإنها مع الأقرباء والأرحام أشد سوءا وأكثر ايذاءً للإنسان".
وأرجع جانبا مهما من الخلافات الزوجية إلى ما وصفه بالتعنت المتبادل بين الزوجين وعدم تقديم التنازلات لبعضهما الأمر الذي يفجر الخلافات ويقلب الحياة الى شقاء.
ودعا الشيخ الصفار الأزواج المبتلين بخصومة عائلية إلى أن يقرروا معالجتها وتجاوزها قبيل شهر رمضان أو في اثناءه "ليفوزوا بغفران الله ولا يكونوا محرومين وأشقيا في هذا الشهر الكريم".
وانتقد بشدة ما وصفها عقلية المغالبة ونفسية الانتقام بين الزوجين. مضيفا بأنها حالة غير أخلاقية ولا إنسانية فلا ينبغي للزوجين ان يتعاملا على هذا النحو لا أثناء الحياة الزوجية ولا بعد قرار الانفصال.
كما حثّ عائلتي الزوجين المتخاصمين بأن لا يتدخلوا سلبا في حالات الخلاف "فلا تنفخ في نار الشحناء بينهما ولا تؤجج أحدهما على الآخر في سبيل ابتزازه إلى أبعد حد ممكن".
وقال سماحته أن هذا المسلك مخالف للقيم الدينية والمبادئ الانسانية.
في مقابل ذلك قال سماحته إن المطلوب من أسر الزوجين المتخاصمين أن يعملوا على تهدئة النفوس ويشجعوهما على التنازل الكريم والنأي عن النزعة الانتقامية فيما بينهما.
وأوضح أنه لا بديل عن التحمل والتنازلات المتبادلة بين الزوجين "والأكثر وعيا ونضجا هو الاقدر على التنازل والتفاهم".
إلى ذلك انتقد الشيخ الصفار بشدة حالات الشقاق والخصومة التي تصاحب حالات الطلاق بين الزوجين في مجتمعاتنا.
ووصف ملابسات بعض حالات الطلاق بأنها نوع من الفجور في الخصومة وحب الانتقام ضمن سلسلة من المشاكل والدعاوى والتراشق بالاتهامات والعداوة المستمرة حتى ما بعد الطلاق.
ومضى يقول إذا لم يتم التوافق بين الزوجين فليكن الانفصال بإحسان وفق تعبير القرآن الكريم ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ﴾.
وتسائل سماحته بالقول " فما الداعي لاستمرار الخصومة والعداء.. أين الإنسانية.. أين الوفاء.. وأين التربية الدينية عندنا؟".
وفي السياق تناول سماحته الحكم الشرعي القائل بعدم جواز خروج أو اخراج الزوجة المطلقة طلاقا رجعيا من بيت الزوجية أثناء فترة عدتها التي تستمر ثلاثة أشهر، إلا في حالات استثنائية وضيقة.
ورجح بأن الغرض من ذلك هو تعزيز امكانية التراجع عن قرار الطلاق بينهما أو في أدنى الأحوال أن يجري الطلاق بأقل الأضرار الممكنة.
وتناول سماحته في السياق الطلاق الشهير بين رئيس شركة أمازون العملاقة جيف بيزوس وزوجته السابقة ماكينزي بيزوس ضمن تسوية حصلت بموجبها على 4% من أسهم الشركة بقيمة تصل إلى نحو 35 مليار دولار.