الشيخ الصفار ينتقد المحرضين على الخصومة وقطيعة الأرحام
ويقول ان الصلح مع الأرحام ليس ضعفا ومذلة بل دليل ينمّ عن العزة وطاعة الله.
ويحث على رفض الاستجابة للمحرضين على قطيعة الرحم حتى لو كان الوالدان.
وينتقد بشدة من يريد من الآخرين "أن يوالوا من والى ويعادوا من عادى".
ويدعو أتباع بعض الشخصيات الدينية إلى رفض الزج بهم في الخصومة مع الناس.
انتقد سماحة الشيخ حسن الصفار المحرضين على الخصومات الاجتماعية وقطيعة الأرحام نتيجة خلاف في الدين والمذهب أو تباين في التوجه والرأي أو جرّاء خلاف شخصي أو طلاق أو نزاع على ارث.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 5 رمضان 1440هـ الموافق 10 مايو 2019م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار "أن هناك من الناس من يفرض على أقربائه وأصدقائه مقاطعة من يقاطعه هو، بل ويغضب إذا لم يستجيبوا له".
وفي السياق انتقد بشدة في حال الخلاف الزوجي دفع أحد الزوجين أو كليهما الأولاد أو سائر أفراد العائلة لمقاطعة الطرف الآخر.
وأضاف بأن الحال نفسه ينطبق في حال الخلاف بين الأخوة والأخوات رافضا الزج بسائر أفراد العائلة في معمعة الخلاف الشخصي بين طرفين.
وتابع أن هناك من الناس من يفرض على اقربائه وأصدقائه مقاطعة من يقاطعه هو، بل ويغضب إذا لم يستجيبوا له "إنه مصداق للأمر بالمنكر والنهي عن المعروف".
وتسائل سماحته عن مبرر ربط باقي الأقرباء والأصدقاء بمشاكل غيرهم فيزجون في خلافات شخصية لا علاقة لهم بها بين هذا وذاك أو تلك.
وقال: إن هذا المسلك يرقى إلى الأمر بالمنكر والحض على مخالفة أمر الله تعالى في وجوب صلة الرحم.
وشدد القول أن قطيعة الرحم ليست مجرد ذنب عادي وإنما هي من كبائر الذنوب لا يجوز ارتكابه حتى في ظل اختلاف الدين والمذهب فضلا عن تحريض الآخرين على ارتكابه.
وأضاف القول "إذا ما تجرأ انسان على قطيعة رحمه فإنه لا يجوز له أن يتجرأ على ذنب أعظم وهو تحريض الآخرين على القطيعة والضغط عليهم بهذا الاتجاه".
تباين الآراء ليس مبررا للقطيعة
وقال الشيخ الصفار بأن النهي عن القطيعة ينسحب على العلاقات الاجتماعية في ظل اختلاف الآراء والتوجهات العامة منتقدا بشدة من يريد من الآخرين "أن يوالوا من والى ويعادوا من عادى".
وأوضح أن أصل الدخول في الخصومات على خلفية الآراء والتوجهات العامة هو خطأ فادح، مستدركا بأن الأسوأ منه هو اقحام البعض لأتباعهم ومريديهم في الخصومة والضغط باتجاه قطيعة الأرحام دون مسوغ.
وتابع بأن القطيعة من المحرمات الشرعية وأما التحريض عليها فهو أشد حرمة منه لأنه أمر بالمنكر ونهي عن المعروف.
ويرفض التحريض على القطيعة
في مقابل ذلك شدد الشيخ الصفار على عدم الاستجابة للمحرضين على قطيعة الرحم حتى لو كان الوالدان نفساهما.
كما شّدد على عدم جواز الاستجابة للأب أو الأم عند أمرهما بقطيعة الأرحام من الأعمام أو الخالات أو غيرهما نتيجة خلاف شخصي أو طلاق أو نزاع على ارث أو غير ذلك.
ومضى يقول ان الحال نفسه يجري مع أتباع بعض الشخصيات الدينية او الاجتماعية التي لديها خصومة مع أطراف أخرى. داعيا الأتباع إلى أن يتذكروا قول النبي "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
وقال سماحته ان قطيعة الرحم في نفسها كبيرة من كبائر الذنوب ولا يجوز لمن تورط في هذا الذنب أن يغري الآخرين بالوقوع فيه.
وحثّ على استثمار الشهر الفضيل في تأهيل النفس لنيل رضوان الله ومغفرته عبر تجاوز تبعات الخصومات.
وشدد على النأي عن وساوس الشيطان التي تصور المصالحة بأنها ضعف ومذلة، قائلا بأن هذا التواصل ينمّ عن العزة لأنه استجابة لأمر الله في الصلح والخير.
واستدرك سماحته بأن قرار انهاء قطيعة الرحم حتى لو شابه شعور متوهم بالذل والاستسلام فهو يبقى من صميم صفات المؤمنين الذين يبدؤون بصلة من قطعهم كما ورد في الحديث "صِل من قطعك".
وقال إن صلة الإنسان لأرحامه واقربائه ليس أمرا كماليا ثانويا يرتبط برغبة الإنسان ومزاجه. بل هو أمر إلهي لابد للإنسان أن يلتزم به إذا كان حريصا على طاعة ربه سبحانه وتعالى.