الشيخ الصفار: الالتزام الديني والأخلاقي عند الشباب رهن بالتوعية أولاً
ويفنّد الافتراض القائل بعدم امكانية التزام الشباب في البيئات المفتوحة.
ويقول ان الالتزام النابع من وعي ذاتي خير من الالتزام المفروض.
ويضيف بأن مجتمعاتنا تعوّل في تحصين الشباب على عوامل تلاشت تماما.
ويقول ان مسألة التقوى والورع تنسحب على سائر الأمور كاحترام القانون والذوق العام.
قال سماحة الشيخ حسن الصفار ان الالتزام الديني والأخلاقي عند الشباب في هذا العصر بات رهنا بتنمية الوعي والإرادة في نفوسهم وتحصينهم عن الوقوع في المعاصي والانحرافات.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 12 رمضان 1440هـ الموافق 17 مايو 2019م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار "لابد من المراهنة في هذا العصر على تنمية الوعي الذاتي في نفوس الشباب فهذا هو جوهر الدين الذي يعمل على خلق المناعة الذاتية تجاه الاغراءات والمعاصي".
وأضاف بأن جوهر الدين يركز على تنمية الإرادة لدى الإنسان لكي يلتزم أخلاقيا وقيميا وهو ما يعبر عنه دينيا بالورع.
وعلل سماحته بأن مجتمعاتنا الإسلامية كانت تعوّل كثيرا في تحصين الشباب عن الانحرافات على عوامل تلاشت بأجمعها ومنها البيئة الاجتماعية المحافظة والأنظمة الصارمة وانعدام مجالات المعصية المتاحة.
وتابع سماحته بأن الالتزام الديني المفروض نتيجة عوامل خارجية لا يضاهي الالتزام النابع من وعي ذاتي واندفاع داخلي محض.
ودعا في هذا السبيل إلى المراهنة على تنمية الوعي في نفس الانسان المؤمن وتنمية الارادة عنده لتحصينه عن الوقوع في المعاصي والانحرافات.
وفنّد سماحته الافتراض القائل بعدم امكانية وجود الشباب الملتزم دينيا وأخلاقيا في البيئات المفتوحة التي تسودها اغراءات المزالق الأخلاقية ودواعي الشهوات والأهواء.
ودلل على ذلك بوجود جاليات اسلامية ملتزمة دينيا رغم تواجدها وسط مجتمعات غير اسلامية وبيئات غير ملتزمة دينيا.
واستدرك بالقول إنه بطبيعة الحال يحتاج أبناء هذه الجاليات إلى درجة أكبر من مجاهدة النفس في تلك البيئات غير الملتزمة "وهذا ما ينبغي أن يشتغل عليه المتدينون الواعون".
وأمام حشد من المصلين قال الشيخ الصفار ان مسألة التقوى والورع تنسحب على سائر الأمور الحياتية حيال احترام القانون والذوق العام والتصرف على نحو متحضر انطلاقا من اندفاع ذاتي محض دون اكراه من أحد.
وبمناسبة الشهر الفضيل قال سماحته ان الرسالة الأهم للصوم هي تنمية الإرادة الذاتية وروحية الورع عن المحارم والمعاصي كما جاء في قوله تعالى عن غاية الصوم "لعلكم تتقون".