الشيخ الصفار: شخصية الفرد ليست محكومة بعامل الوراثة والبيئة
ويقول لو كانت الوراثة عاملا حتميا لما خرج الصالح من الطالح والعكس.
ويضيف ان نمط الشخصية خاضع لاختيار الأفراد أنفسهم وليس الوراثة أو البيئة.
وينتقد العائلات التي تعارض اختيارات أبنائها وبناتها لشريك حياتهم لسبب انتماء عائلي.
قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن نمط السلوك الشخصي عند البشر أمر خاضع بالدرجة الأساس لاختيار الأفراد أنفسهم، سلبا أم إيجابا، بصرف النظر عن تأثيرات الوراثة أو البيئة.
جاء ذلك في المحاضرة العاشورائية الرابعة التي القاها مساء الثلاثاء ليلة الأربعاء 4 محرم 1441هـ الموافق 4 سبتمبر 2019م في مجلس المقابي بالقطيف.
وقال الشيخ الصفار "إن أسوأ شيء يمكن أن يواجه الفرد هو أن يستسلم لبعض السمات والصفات الشخصية في نفسه اعتقادا منه بعدم القدرة على تغييرها".
وأضاف أن بإمكان الإنسان العمل على تغيير نفسه "ولذلك جاءت النصوص تحث على جهاد النفس بمقاومة ميولها ورغباتها المتجذرة".
وتابع بأن الله تعالى منح الإنسان عقلا ليفكر به وأعطاه إرادة ليقرر بها، فإذا ما قرر فإنه يستطيع تجاوز آثار العوامل المختلفة المؤثرة في تكوين شخصيته.
وأردف بأن نمط السلوك الشخصي عند البشر أمر خاضع بالدرجة الأساس لاختيار الأفراد أنفسهم، سلبا أم إيجابا، بصرف النظر عن تأثيرات الوراثة أو البيئة.
ومضى يقول "لو كانت الوراثة عاملا حتميا لما خرج من العوائل الصالحة طالحون، ولا خرج من العوائل المنحرفة صالحون".
وفي السياق انتقد الشيخ الصفار العائلات التي تعارض اختيارات أبنائها وبناتها لشريك حياتهم لا لعيب في أحد العريسين نفسيهما وإنما لعيب ربما في شخص قريب من أحدهما.
وقال إن تقييم شخصية الأفراد أمر ينبغي أن يعتمد بالدرجة الأساس على المعاينة والمعاشرة والخبرة وليس على أساس قرابة الدم من هذه العائلة أو ذاك الشخص.
وحول سمات الشخصية البشرية لفت الشيخ الصفار إلى الحاجة لفهم الموضوع "لكي نفهم أنفسنا ونشخص سماتنا وسمات الآخرين".
وأضاف ان هناك عدة عوامل مؤثرة في تكوين شخصية الإنسان وتحديد سماتها ومن ذلك العوامل الوراثية وعوامل التربية وعوامل البيئة وعضوية الجماعة إلى جانب عامل الدور الذي يقوم به الفرد في محيطه.
وبشأن الجدل القائم حول عامل الوراثة وعامل التربية وأيهما أكثر تأثيرا قال سماحته أن الفصل بين العاملين لم يعد أمرا مقبولا علميا في الوقت الحاضر "لأن العوامل الوراثية والعوامل البيئية تعملان معا".
