الشيخ الصفار يحّذر من خطورة الأمراض النفسية على أمن المجتمع
ويقول ان اضطراب الصحة النفسية قد يدفع الى الانتحار أو تهديد الآخرين.
ويدعو إلى النأي عن ربط العلاج النفسي باتهام المريض بالجنون.
ويرفض اللجوء إلى العرّافين والمشعوذين وأدعياء الرقية الشرعية.
ويحض على إشاعة البهجة والسرور في المحيط العائلي والمجتمعي.
حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار من خطورة الأمراض النفسية على أمن المجتمع، داعيا الى وضع الصحة النفسية وتعزيزها على رأس الأولويات عند الأفراد والعائلات.
جاء ذلك في المحاضرة العاشورائية الخامسة التي القاها مساء الأربعاء ليلة الخميس 5 محرم 1441هـ الموافق 5 سبتمبر 2019م في مجلس المقابي بمدينة القطيف.
وقال الشيخ الصفار "ان اضطراب الصحة النفسية قد يدفع المريض الى الانتحار أو التحول إلى خطر على الآخرين.. فيحاول تدميرهم قبل ان يدمّروه كما يتوهم".
وأشار إلى الإحصاءات الرسمية المحلية بشأن وجود ما يربو على نصف مليون مريض نفسي في السعودية فيما يصل العدد على المستوى العالمي إلى 500 مليون مريض نفسي وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتابع القول أمام حشد ملأ القاعة "لقد باتت الأمراض النفسية في العصر الراهن وباءً عاما يعاني منه ملايين البشر".
وأرجع جانبا من أسباب تزايد الأمراض النفسية إلى ما وصفه بطوفان الاهتمامات المادية "التي تجعل الإنسان في كثير من الأحيان يقف مأزوما أمام تطلعاته التي لا تتحقق".
واعتبر سماحته ظهور أدعياء الاتصال بالوحي أو زاعمي رؤية الأنبياء والأئمة بأنهم ضحايا لشكل من أشكال الأمراض النفسية، أو مدفوعون لأغراض معينة. معربا عن الأسف لانخداع بعض الناس بمزاعم هؤلاء.
وأسف الشيخ الصفار إلى عزوف الكثير من الناس في المجتمع عن الاعتراف بأمراضهم النفسية وهذا ما يجعل قسما كبيرا من المرضى النفسانيين يتجنبون مراجعة المستشفيات ولا يتلقون العلاج المناسب.
ودعا سماحته الى الاهتمام بتعزيز الصحة النفسية ووضعها على قائمة الأولويات بالنسبة لكل فرد تجاه نفسه والمحيطين به وأبناء المجتمع "لأن الأمراض النفسية خطر على أمن المجتمع كله".
سُبل العلاج
وحول سُبل العلاج رأى الشيخ الصفار بأن مواجهة الأمراض النفسية ينبغي أن تكون عن طريق الوقاية والعلاج على غرار الأمراض الجسمية تماما.
ومضى يقول ان مجتمعاتنا لا تزال تعاني عجزا في سُبل مواجهة الأمراض النفسية لعدم إدراك الحاجة اليها إلا مؤخرا.
وحثّ أبناء المجتمع على النأي عن ربط العلاج النفسي بالاتهام بالجنون، وعدم الخجل من مراجعة الأخصائي النفسي لتقلي العلاج في حال الاكتئاب الشديد أو الشعور باضطراب نفسي.
وفي حين أشار الشيخ الصفار إلى أهـمية الجانب الروحي والبعد الإيماني في تعزيز الصحة النفسية عند الفرد، رفض في الوقت عينه اللجوء إلى العرّافين والمشعوذين وأدعياء الرقية الشرعية.
وفي السياق دعا سماحته إلى اهتمام المجتمع بتقديم الدعم النفسي عن طريق لجان إصلاح ذات البين ومساعدة المرضى والمعوقين وتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية.
واستطرادا أشاد ببعض اللجان الأهلية ومنها لجنة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية والاجتماعية بالقطيف، والهاتف الاستشاري التابع لجمعية القطيف الخيرية.
وفي سبيل تجنب انتشار الأمراض النفسية دعا إلى توفير أجواء العلاقات الحميمة وإشاعة البهجة والسرور في المحيط العائلي والمجتمعي.
وأوضح بأن الإسلام يريد من كل فرد من أبناء المجتمع المسلم تحمل المسؤولية من أجل إسعاد الآخرين من خلال إظهار الاحترام والتقدير ورفع المعنويات والتشجيع وتقديم المساعدة والدعم للمحتاجين والمكروبين.