الشيخ الصفار يدعو أبناء المجتمع إلى التفكير الحر والاستقلالية في الرأي
ويرفض تحول الأفراد إلى "إمّعات" ومنقادين لغيرهم بشكل أعمى.
ويوضح بأن الاستقلالية في الرأي لا تعني استبداد المرء برأيه.
ويقول انّ كلّ الانتماءات يجب أن تكون تحت سقف القيم الدينية.
وينتقد القيادات الدينية "التي تقفل الصندوق على عقول اتباعها".
حثّ سماحة الشيخ حسن الصفار أبناء المجتمع على التفكير الحر والاستقلالية الفردية وتحمل المسئولية إزاء مختلف القضايا العامة والخاصة دون الركون إلى آراء الآخرين على نحو أعمى.
جاء ذلك في المحاضرة العاشورائية السابعة التي القاها مساء الجمعة ليلة السبت 7 محرم 1441هـ الموافق 7 سبتمبر 2019م في مجلس المقابي بمدينة القطيف.
وقال الشيخ الصفار ان أبرز صفات الاستقلالية الفردية هي أن يتمتع الفرد بالقدرة على الإفصاح عن مشاعره الإيجابية والسلبية والتعبير عن آرائه والعمل على حماية مصالحه وحقوقه مع احترام حقوق الآخرين.
واستدرك قائلا "لكن الإنسان حين يفقد ثقته بنفسه ويضعف تقديره لذاته يصبح إمّعة يتبع الآخرين".
وأوضح بأن الإتّباع الأعمى يعني التخلي عن التفكير المستقل وتحمل المسئولية الفردية وعوضا عن ذلك ينزلق نحو الانقياد الأعمى للآخرين سواء كانا الأبوين أو جماعة أو حزب أو مؤسسة وغير ذلك.
وشدّد سماحته على القول "أنّ كلّ الانتماءات يجب أن تكون تحت سقف القيم الدينية، فلا يدفع الإنسان انتماء أو اتّباع زعامة لتخطّي القيم والتعاليم الدينية".
وأضاف بأن الإنسان هو من سيتحمل تبعات آرائه ومواقفه ونتائج اعماله "فعليه ان يتأكد شخصيا من الفكرة التي يعتنقها او الموقف الذي يتخذه لأنه مسؤول عن ذلك في الدنيا والآخرة".
وأسف سماحته بشدة لخسارة بعض الناس أنفسهم انقيادا لزعامة أو جماعة "ويرتكب الموبقات والمحرّمات لدعمها وتأييدها".
وأكدّ على مبدأ المسؤولية الفردية وأن يحفظ الإنسان استقلالية شخصيته عن الوقوع تحت تأثير الآخرين على حساب عقله وضميره وقيمه الدينية.
الاتباع الواعي والتبعية العمياء
في مقابل ذلك قال الشيخ الصفار ان الاستقلالية في الرأي لا تعني استبداد المرء برأيه. معلّلا ذلك بكون الفرد عرضة للخطأ والقصور عن الإحاطة بكل شيء وتأثره بالعواطف والرغبات اضافة إلى حاجته للاستماع لذوي الخبرة والتجربة.
وأوضح بأن العقل يدعو الانسان لاتباع ذوي العلم والاختصاص فيطيع الطبيب ويأخذ برأي المهندس ويتبع فتوى الفقيه الجامع للشرائط.
ومضى يقول "ان هذا كله يدخل في نطاق الإتّباع الواعي وهو لا ينافي الاستقلالية ولا توكيد الذات".
واستدرك قائلا "لكن بعض الناس يقع في هاوية التبعية العمياء فيتبع الآخرين دون مبرر معقول، انما باندفاع عاطفي، أو بسبب انعدام ثقته بنفسه وتقديره لذاته، أو لكسله عن التفكير، وضعفه في اتخاذ القرارات والمواقف".
وأوضح بأن النصوص الدينية تشدّد على النأي عن التبعية العمياء للمجتمع في حالات الظلم والانحراف خاصة "فلا يصحّ أبدًا أن يستسلم المرء للحالة السّائدة، وإنما ينبغي أن ينأى بنفسه تمامًا عن ذلك الوضع".
إثارة عقول الأتباع
إلى ذلك انتقد الشيخ الصفار القيادات الدينية غير الواعية "التي تقفل الصندوق على عقول اتباعها فلا يطلعون على رأي آخر ولا يلتقون بذوي رأي مختلف".
ورأى بأن القائد الديني الحقيقي هو الذي يثير في الناس دفائن عقولهم ويدفعهم للتفكير، وليس الذي يبحث عن أتباع منقادين فيما يُبعد عنه كل من يخالفونه الرأي.