الشيخ الصفار يحضّ الأقليات المذهبية على الاندماج في أوطانها

وينتقد بعض التوجهات التي تضع حواجز الفرقة المذهبية أمام الناس.

ويقول ان أهل البيت طالما دعوا أتباعهم الى رفض الانعزال عن الأمة.

وينتقد التغاضي عن روايات أهل البيت التي تحض على الاندماج في الأمة.

ويستعرض تجربة الأقليات الإسلامية في الغرب وكيف كسب بعضهم وخسر آخرون.

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الأقليات المذهبية إلى الاندماج في أوطانها بصرف النظر عن الانتماء الديني، منتقدا التوجهات الانعزالية التي ترفع حواجز الفرقة المذهبية أمام الناس.

 جاء ذلك في المحاضرة العاشورائية الثامنة التي القاها مساء السبت ليلة الأحد 8 محرم 1441هـ الموافق 8 سبتمبر 2019م في مجلس المقابي بمدينة القطيف.

 وقال الشيخ الصفار "إن الخيار الأمثل هو أن تندمج الأقليات المذهبية في أوطانها بصرف النظر عن الانتماء الديني، فالدين لا يمنع من التداخل مع الآخرين والاندماج معهم". 

 وأبدى سماحته تحفظه حيال استخدام مصطلح الأقلية والأكثرية. قائلا بأن هذا التوصيف ينبغي ألا يجري بين مواطني البلد الواحد.

 وفي السياق انتقد بعض التوجهات عند طرفي الأكثرية والأقلية التي تضع حواجز الفرقة المذهبية أمام الناس.

 وقال ان ذلك خلاف التوجه الذي تتبناه البلاد من خلال رؤية 2030 في التخفف من تأثيرات حالة التعصب والتزمّت الديني.

 ودعا الشيخ الصفار المواطنين الواعين الى التفاعل مع هذا التوجه وان يتوسعوا في حالة الاندماج والتداخل مع أبناء وطنهم.

 واوضح بأن الأقليات المذهبية في بلاد المسلمين كالمنتمين لمذهب أهل البيت المتواجدين وسط أهل السنة غالبا ما تسود بينهم ثقافة تشجع على الانعزال خوفا من الذوبان وضياع الهوية إلى حدّ المبالغة.

 وأضاف بأن حالة الانكفاء تأتي أحيانا نتيجة ما يمارس على أفراد الأقلية من التمييز والإقصاء فيأتي الردّ خاطئا على هذه الحالة باللجوء الى العزلة والانزواء فيخسرون هم ويحرمون اوطانهم.

 وتابع بأن الدين لا يطلب من الانسان أن يبتعد عن الناس حتى لا يتأثر بهم، وإنما يطلب منه أن يبني وعيه حتى يجعل نفسه في مستوى من الحصانة والالتزام حدّ القدرة على التأثير في الآخرين أكثر من التأثر بهم.

 وقال الشيخ الصفار ان أئمة أهل البيت طالما دعوا أتباعهم الى رفض الانعزال عن الأمة وعدم التقوقع على أنفسهم ضمن دوائر اجتماعية منفصلة. 

 وعلى النقيض من ذلك قال الشيخ الصفار إن أئمة أهل يحضون أتباعهم على الاندماج مع بقية المسلمين، وأن يعيشوا بينهم ويتفاعلوا معهم ويشاركونهم الآمال والآلام.

 وأسف سماحته الى بروز الثقافة الانتقائية من خلال الاخذ ببعض الروايات من سيرة أهل البيت والتغاضي عن روايات أخرى، وخاصة التي تحض على الاندماج وتأمر بالمداراة والتفاعل مع هموم الأمة ردا على ظروف الحصار والتهميش.

 وقال إن الإنسان العاقل الواعي ينبغي أن يكون منفتحا على الآخرين، مهما اختلفوا معه في المذهب أو الدين.

 واستطرادا استعرض الشيخ الصفار تجربة الأقليات الإسلامية في البلاد الغربية وكيف انشغل قسم منهم بقضايا النقاب ورفع الأذان فيما اندمج قسم آخر في أوطانهم الجديدة وباتوا أفرادا فاعلين ومؤثرين.

 وأضاف بأن النتائج باتت واضحة فالمجموعة الأولى آثرت الانكفاء ولاتزال تراوح مكانها، فيما بلغ أفراد المجموعة الثانية مراتب عليا في الحكومات والبرلمانات وكراسي القضاء في عدد من الدول الغربية.