الشيخ الصفار يدعو إلى خطاب متجدد يوصل رسالة الحسين إلى العالمية
ويحض على استثمار مناسبة الأربعين في ترسيخ الإيمان وزيادة الوعي والثقافة.
ويقول بأن العالم يتوق إلى التعرف على فكر الإمام الحسين ومنهجه ومواقفه.
ويضيف بأن العالم غير مهتم بالخطاب الذي يركز على مصائب الحسين فقط.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى خطاب متجدد يوصل رسالة الإمام الحسين إلى العالمية بالّلغة والمفاهيم التي يفهما العالم، بعيدا عن الإطار الضيق الذي ألفناه وتعودنا عليه دون الاكتراث بالآخرين.
جاء ذلك خلال خطبتي الجمعة 19 صفر 1441هـ الموافق 18 أكتوبر 2019م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار بأن الخطاب الديني الذي يركز على المصائب التي ألمّت بالحسين وأهل بيته ليس هو ما يبحث عنه العالم بقدر ما يريد الوقوف على المضامين والأسباب والأهداف وراء ثورة الإمام الحسين.
وأضاف بأن عالمية الرسالة الحسينية يتطلب تحقيقها ما هو أكثر بكثير من مجرد الإصرار على ابقاء قضية الإمام الحسين ضمن الإطار الضيق الذي ألفناه وتعودنا عليه دون الاكتراث بالعالم.
ودعا سماحته إلى ابتداع اللغة والخطاب والشعار الذي يوصل رسالة الإمام الحسين إلى العالم. مستدركا بأن بشائر هذا الخطاب بدأت تلوح في الأفق بانتظار الدعم والتشجيع والنمو.
ومضى يقول نحن بحاجة إلى إيصال رسالة الحسين للعالم باللغة التي يفهمها العالم سواء على مستوى الخطاب الفكري أو الشعارات العامة.
وتابع الشيخ الصفار بأن العالم يتوق إلى التعرف على فكر الإمام الحسين ومنهجه والرسالة التي حملها والمواقف التي اتخذها والقضية التي ثار واستشهد من أجلها، أكثر من مجرد الرغبة في معرفة وقت مولده ومكان مقتله.
وأضاف القول بأنه لا سبب يمنع من إيصال رسالة الحسين للعالم على مستوى الوسائل والسبل، بقدر ما يتطلب ذلك أن نكون نحن على قدر المسئولية والوعي بقضية الإمام الحسين.
وعلى مستوى الداخل الديني دعا سماحته إلى استثمار مناسبة الأربعين وتوظيفها، عوضا عن اضاعة الجهود في الجدالات التي محلها مجالس البحث العلمي.
وتابع بأن أول ما ينبغي أن يجري استثمار مناسبة الأربعين فيه هو مبدأ ترسيخ الإيمان في نفوس الناس، وتثبيت المبادئ الدينية والقيم العظيمة التي جسدها الإمام الحسين واستشهد من أجلها.
وأرجع ذلك إلى ما تتعرض له مجمل الحالة الإيمانية والقيم الدينية من عواصف من التحديات والاهتزازات.
وقال ان علينا أن نشكر الله تعالى الذي هيأ الظروف لخروج هذه المناسبة بهذا الشكل المهيب والمشاركة المليونية والتأثير الكبير في هذه المنطقة المهمة من العالم.
ودعا سماحته إلى أن تتحول زيارة الأربعين إلى مناسبة لزيادة الوعي والثقافة والالتزام الديني بالأحكام الشرعية والأخلاق العامة.
وأردف بأن مضامين الزيارة المنصوصة التي تُقر للإمام الحسين بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينبغي أن تتجسد بأجمعها في قلوب الزائرين وتنعكس على سوكهم.
واشاد بالجهود الواعدة التي تقوم عليها الجهات الدينية والثقافية الرامية إلى نشر الوعي والثقافة بين الزائرين للمراقد المقدسة وخاصة منهم الماشين للزيارة على الأقدام "المشّاية".
واضاف بأن هؤلاء الزوار لابد وأنهم يتأثرون من مشاهد التوقف لأداء صلوات الجماعة على الطريق والاستماع للأحكام الشرعية والأخلاق الإسلامية اضافة إلى روح التعاون والعمل التطوعي الذي يشارك به الجميع.
وشدّد على أن هذه من أبرز القيم الدينية التي ينبغي أن نوظف زيارة الأربعين من أجل تكريسها في نفوس الزائرين ونقلها إلى الناس أجمعين.
وانتقد حالة الانشغال بالجدالات الجانبية ومن ذلك مرور سبايا أهل البيت بكربلاء أثناء مسيرهم من الشام إلى المدينة. قائلا بأن هذا من صميم البحث التأريخي المختص بالباحثين.
ورفض الخوض في هذه الجدالات متى جاءت بغرض التشويش على مناسبة الأربعين ودلالاتها وأبعادها ومضامينها.
وأضاف بأن زيارة الإمام الحسين أصل ثابت جرى التأكيد عليه من قبل جميع أئمة أهل البيت. وقد دفع أتباع أهل البيت أثمان باهضة ودفعوا حياتهم في هذا السبيل.