القطيف: السيد الصالح من مكتب الصفار «العالم ينتظر من هذه الأمة أن تقدم مشروعها»
قال سماحة السيد علي الصالح أن الغرب في عالم ما بعد سبتمبر وإزاء التطورات الخطيرة التي شهدها مؤخراً، صار ينتظر كلمتنا ويصغي جيداً لما نقول ويراقب خطابنا والقيم الإنسانية التي ندعو لها.
جاء ذلك في معرض محاضرته التي اتسمت بالشفافية والصراحة ضمن اللقاء المفتوح الذي نظمه مكتب سماحة الشيخ حسن الصفار مساء الجمعة الموافق 14 رجب 1426هـ، بحضور أكثر من مائة شخصية دينية وسياسية وثقافية من أبناء المنطقة، كان من بينها سماحة السيد علي السيد ناصر السلمان، وسماحة الشيخ حسين الراضي، والدكتور جميل الجشي سفير المملكة العربية السعودية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية سابقاً، والأستاذ محمد رضا نصر الله عضو مجلس الشورى، والوجيه السيد حسن العوامي وآخرون.
وافتتح اللقاء سماحة الشيخ الصفار بعد تلاوة قرآنية، بالترحيب بالسيد الضيف معرفاً إياه بسماحة الدكتور السيد علي بن السيد عبد الله الصالح، احدى الشخصيات العلمية الأحسائية، طبيب وأكاديمي، رئيس ومؤسس مركز أهل البيت الإسلامي بأيرلاندا، كما رحب بالسادة الحضور وبارك للجميع ذكرى ميلاد أمير المؤمنين .
ونوه الصفار في تقديمه إلى الهوة السحيقة بين الغرب والإسلام أو ما يسميه البعض بصراع الحضارات، والحاجة الماسة الى تجسير هذه الهوة عبر بعث مفاهيم الإسلام الأساسية وقيمه الأخلاقية التي تستوعب مختلف بني البشر، على أساس النهج النبوي والعلوي الذي يرى «أن الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق»، بعيدا عن الفكر الظلامي الذي مزق الأمة وشوه قيم الدين عبر العالم.
وعبّر سماحة الشيخ الصفار عن أسفه لتركيز جهود الدعاة على الداخل دون أن تكون لهم بصمتهم الخاصة على الإطار الخارجي الدولي، مشيراً إلى أنه لو لا الضغوط على الحوزات العلمية لما انتشر جمعٌ من العلماء والمبلّغين في أقطار مختلفة من العالم، وأضاف أن هذا الأمر كانت له فوائد في اتجاهين:
الأول: ساعد على إنضاج الفكر والرأي الإسلامي، حيث أن العالم فيه الكثير من التجارب البشرية التي قطعت شوطاً كبيراً في طريق النهضة الإنسانية، ومن الضروري أن يطلع الدعاة الإسلاميين على هذه التجارب، والقرآن الكريم فيه خطابٌ صريحٌ في هذا الجانب: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾ (الزمر، 19)، ورسول الله أعلنها من قبل في قوله : «اطلبوا العلم ولو في الصين»، وفي حديث آخر قال (ً): «الحكة ضالة المؤن يأخذها أنى وجدها.»
الثاني: أعطى فرصة مناسبة لتبيين مفاهيم الإسلام الحقة، ونهج الأئمة (عليهم السلام).
وأشاد سماحة الشيخ الصفار بالدور الكبير الذي يقوم به الضيف الكريم من خلال مركز أهل البيت الإسلامي في إيرلندا.
إلى ذلك، أشار سماحة السيد الصالح في معرض محاضرته الشيقة التي أضفى على عمقها الفكري وجديتها مزيداً من المرح، إلى أن الجالية الإسلامية المقيمة في أوروبا لم تنجح حتى الآن في إيصال الإسلام بالصورة التي تستطيع إقناع الإنسان الأوروبي إلى الحد الذي يمكن أن نرى فيه الناس تدخل في دين الله أفواجاً، بل ظل ضمن إطار استقطاب الغربيين كآحاد أو مجموعات صغيرة جداً، وغالبا ما يسلم هؤلاء نتيجة مشاكل روحية، في حين لم نجد ذلك الإقبال من قبل المفكرين والأساتذة إلا على صورة أفراد وليس جماعات أيضاً.
ويضيف الصالح أننا نقول ذلك ونحن نضع بعين الاعتبار تضاعف الجاليات المسلمة في أوروبا، وأن أكثر أسماء المواليد انتشارا في بريطانيا قبل سبتمبر 2001 هو اسم محمد، بل أشارت الإندبندنت قبل فترة إلى أن أوروبا ستكون مسلمة بحلول عام 2100، لكن ومع سعة الانتشار الإسلامي لدرجة أن بعض مناطق لندن وصلت نسبة المسلمين فيها 26 في المائة لم نستطع ممارسة التأثير في المجتمع الغربي بالشكل الذي يوازي هذه النسبة..
ويعدد الدكتور علي ثلاثة عوامل لما سبق؛ أول هذه العوامل هو أننا نعيش في مجتمع لا نتحدث لغته، ولا نقصد باللغة هنا اللغة الإنجليزية، بقدر ما هي اللغة الفكرية التي نخاطبهم بها بما تمثل من مجموعة المصطلحات التي تصنع العقل وتصيغ الذهنية، من هنا تنبع ضرورة تغيير وتصحيح المصطلحات التي تعودنا عليها والتي توافق المتلقي المسلم في البلاد الإسلامية، ولعل من المناسب هنا تذكر كيف أن الخطاب القرآني اختلف باختلاف المجتمع المتلقي بين المجتمع المكي والمجتمع المدني.
ويشير سماحة السيد إلى ثاني تلك العوامل بالإشارة إلى عامل الوسائل، فبالامكان القول: إن مجتمعاتنا الإسلامية هي مجتمعات الوسيلة الواحدة المتمثلة بالمنبر، يقول السيد الصالح: (خرجنا من مجتمعٍ لديه وسيلة الإيضاح الواحدة وهي: المنبر الحسيني، وهو مهم، لكنه قد لا يصلح لمجتمعاتٍ أخرى تقدمت في ابتكار وتطوير الوسائل). مشيراً إلى أن تلك المجتمعات استطاعت أن تنشر أفكارها بلغة الإشارة والعين دون الحاجة إلى الخطابة، وهذا دليلٌ قاطع على تقدمهم وعمق تفكيرهم، وأكد أنه على المجتمعات الإسلامية أن تخطو قدماً في هذا الإطار.
في حين أن تلك المجتمعات لديها من الوسائل المختلفة ما يغنيها عن المنبر، فلعل معرضا عن الفن الاسلامي يوصل من القيم والمعاني لتلك الشعوب مالا يستطيع فهمه المتلقي في بلادنا، فأستاذة الخط العربي في جامعة السوربون تشير وهي تتجول في معرض الفنان العراقي السيد علي الموسوي في باريس بالقول؛ أن الحضارة التي تنتج هذا الفن الاسلامي والخطوط الانسيابية الجميلة يستحيل أن تكون حضارة مصدرة للعنف.
ومن واقع تجربة شخصية يشير الدكتور الصالح إلى أن أستاذة الفن الإسلامي في جامعة هيوستن ذكرت في معرض تعليقها ضمن مؤتمر فهم الإسلام في دبلن وهي تستعرض الخطوط الإسلامية، إلى أن الحضارة الإسلامية اشتهرت بالخطوط المنقوشة على الجدران في حين اشتهرت الحضارة المسيحية بالتماثيل التي تملأ الكنائس، وهذا كما تشير الدكتورة يعطي دلالة قاطعة إلى أن الحضارة الإسلامية التي تعتمد على الخطوط المقروءة تنعدم فيها الأمية، في حين تشير التماثيل والصور الى أن ذلك يشير إلى انتشار الأمية في المجتمعات المسيحية لأنه ببساطة لا يحسن القراءة.
من هنا وجب علينا فهم الأساليب المختلفة وغير المألوفة بالنسبة لنا والتي يألفها ذلك المجتمع ويفهم دلالاتها، فنجاح زين الدين الزيدان في إيصال المنتخب الفرنسي لبطولات عالمية قد يساهم بطريقة مباشرة في الحد من العنصرية في الغرب اتجاه المسلمين، كما أن نجاح رياضي مسلم في مجال الملاكمة يدفع ربما بآخرين للإسلام...
لذلك فإن إحدى التحديات المهمة التي تواجهنا هي أن نكتشف وسائل جديدة في مخاطبة الشعوب الغربية غير وسيلة اللغة والخطابة.
أما العامل الثالث فهو ضرورة أن نفهم أن تلك الأمة التي نخاطبها أمة تقدس الحياة وتعشقها، وعليه ليس من المعقول أن تخاطب هذه العقليات بطلب الزهد في هذه الحياة، وتصوير الإسلام وكأنه مسيحية أخرى تأمر أتباعها بالانزواء عن كل ملذات الدنيا، في المقابل لدينا في المخزون الفكري والقيمي ما يعزز إقبال هؤلاء الناس على الإسلام، إذ من المناسب لتلك العقليات الإشارة إلى أن الرسول الأكرم يقول في حديث شريف «أحب من دنياكم هذه ثلاث الطيب والنساء وقرة عيني الصلاة» ولكم أن تصوروا مدى تأثير هذه الكلمات عند ترجمتها للانجليزية، ومن المناسب كذلك ذكر الأمر النبوي لأحد الأعراب وهو في قلب الصحراء بأن يبدي حبه لزوجته، وهذه لا معنى لها ضمن العقلية الغربية إلا أن الرسول يأمر ذلك البدوي بأن يقول (I love you).
ولذا فكل ما علينا فعله هو أن نقول لهؤلاء الناس أنكم تستطيعون الحصول على اللذة التي تريدون زائدا السعادة التي تفتقدون. نحن في حقيقة الأمر أحوج ما نكون لتغيير الكثير من المفاهيم عن الإسلام في عقولنا نحن قبل حتى نكون قادرين عندها على تغيير عقول الغربيين.
ويضيف الدكتور الصالح إلى نقطة غاية في الأهمية بالقول، ان التحدي المهم الذي يواجهنا هو تغيير العقليات، وأهم عناصر التغيير هو تغيير العقلية التي ننظر بها للغرب، فذلك الغرب الصليبي الوحشي البشع الذي يريد استئصال الإسلام، هو - كمؤسسة- غير هذا الغرب الحالي، والغربيون الحاليون بخلاف ما نتصور هم ليسوا أحفاد الصليبين الأوائل، إن الغرب الذي نراه اليوم ليس لديه إلا غاية وهدف واحد فقط وهو البحث عن مصالحه أينما كانت، وقد وجد أن من مصلحته حفظ إنسانية الإنسان في مجتمعه ففعل ذلك.
وأشار إلى أن الكثير من انتقادات الغرب ضد الإسلام هي نتيجة الطرح المتطرف الذي يُشوّه صورة الإسلام للآخر.
كما يشير سماحة السيد إلى أن العالم كله أعين شاخصة نحو هذه المنطقة التي تربض على احتياطي العالم من النفط، وكله قلق على تدفق هذا الشريان الحيوي لمفاصل الصناعة في العالم، وهو بالتالي ينتظر من هذه الأمة التي تعيش في هذه المنطقة أن تقدم مشروعها، وما إذا كان ذلك المشروع قائم على أساس تصادمي أم أنه مشروع حضاري يبحث عن المصالح المشتركة. والغرب ليس لديه أي دوافع أيدلوجية لمعادة هذا الطرف أو صداقة ذاك، وإن كان لدى هذا الغرب ما نعتقد أنه خطأ التحالف مع إسرائيل فذلك لأننا نحن الذين تركنا الساحة للإسرائيليين ولم نسبقهم في ترتيب علاقاتنا وما يحفظ المصالح المشتركة مع الغرب.
العالم اليوم أمام منعطف مهم إما أنه يحتاج إلى مائة عام أخرى من سفك الدماء والقتل والإرهاب إلى أن تحين فرصة أخرى للالتقاء، أو أن يتقدم حكماء العالم ليصنعوا عالما مسالماً لا حدود فيه للإسلام، وجميع الحقائق على الأرض تشير إلى أن الغرب أقرب للإسلام منه إلى المسيحية، ونقول ذلك لأسباب علمية صرفة لا عقائدية. وفرصة التفاهم والالتقاء مع الغربيين لا تعني بأي حال أن لا فرصة للاختلاف ولا يعني الثقة العمياء، ولعل اقرب مثال للاختلاف في ظل الصداقة هو العلاقة الأمريكية الألمانية، وليس أدل على التحالف في ظل الخصوصية كما في العلاقة التركية او الإندنوسية أو الماليزية من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، فالمصلحة هي الأساس، ولذلك وجد الغرب - على أسس علمية- أن من مصلحته الإستراتيجية أن تعم الديمقراطية في الشرق الأوسط حتى يعيشون هم في سلام.
ودعا الدكتور الصالح في نهاية محاضرته القيمة هذه الأمة القوية الواثقة من نفسها أن تقدم اطروحتها وأن تضع اجندتها وفقا لأجندتها هي لا أجندة غيرها، فكثيرا ما بكينا وفرحنا وفقا لأجندة أناس آخرين، ذلك لأن عقلياتنا مصاغة حسب أجندة أولئك، من هنا كان علينا الالتفات إلى أولوياتنا ومصالحنا.
ليفتح بعد ذلك المجال للمداخلات، بمداخلة لسماحة السيد علي السلمان شكر فيها السيد المحاضر على الصراحة المتناهية والطرح المباشر، وأن ذلك مما يدعونا لأن نتحلى بمزيد من الجرأة في تقييم الأوضاع وأن لا نخشى إلا الله تعالى، وشكر للسيد الصالح آراءه الجريئة والرائعة، وان ذلك مما يدعوننا لأن نعبر عن ما يجول في أذهانا من تأملات في واقع حياتنا.
كما أشار سماحة الشيخ حسين الراضي في مداخلته إلى الحاجة الماسة لأن يتفهم بعضنا البعض الآخر في علاقاتنا الداخلية، وأن تقوم تلك العلاقة وفقا للهدي النبوي وأخلاقيات هل البيت (عج)، وأن لا نتردد في مراجعة مواقفنا بكل شجاعة.
وأشار سماحة الشيخ حسين الراضي إلى ضرورة ترتيب الأوراق الداخلية قبل مواجهة الآخر، مؤكداً على ضرورة فهم نهج أ÷ل البيت (عليهم السلام) الفهم الصحيح، متطرقاً إلى قضية الإمام المهدي (عج) وأنه إذا خرج لن يقود حروباً طاحنة كما هو مشهور وإنما سيُدير العالم بسياسةٍ تجعل الناس يدخلون في الإسلام طواعيةً.
وتعليقاً على هذه المداخلة أكد سماحة السيد الصالح أن العالم الآن لا حديث له إلا عن الإسلام وأهل البيت (عليهم السلام) وهذا يُحمل أتباعهم مسؤولية عرض فكر ونهج أهل البيت بشكلٍ سليم لا كما يحصل الآن على صفحات الإنترنت من سباب وشتائم. وأضاف: نحن لسنا بحاجة إلى أن نُسجّل نقاطاً ضد الآخر، وإنما نحن بصدد طرح منهج ا÷ل البيت الطرح الحضاري والمتناسب مع تطور العصر.
وإجابة على تساؤلٍ من أحد الإخوة الحضور: هل من تصورٍ لمراكز دراسات وأبحاث، وهل أن الغرب يستفيد منها؟
قال سماحة السيد الصالح: نحن بحاجة ماسة إلى معاهد ومراكز بحوث فهي تُقد إستراتيجية للمجتمع الشيعي، ولو كانت موجودة لقطعنا شوطاً كبيراً على صعيد نشر فكر الإسلام ومذهب أهل البيت )عليهم السلام) في المجتمعات الأخرى.
وسئل سماحة السيد الصالح: ما دور مركز أهل البيت الإسلامي الذي تُديرونه؟
فأجاب: يتمثل دور المركز في ثلاثة جوانب:
أولاً- تعريف التشيع الحقيقي لأتباع المذاهب الأخرى.
ثانياً- تعريف الإسلام الحقيق لبقية الديانات الأخرى.
ثالثاً- إضفاء أجواء جيدة لتربية العناصر الشابة في مختلف مجالات الحياة العلمية والهندسية والتقنية.
وأشار هنا إلى أن الإمام المهدي إذا ظهر فإنه لا يُريد شاباً لا يملك من القوة العقلية والفكرية والعلمية الشيء الذي يؤهله لقيادة الأمة، وإذا لم يكن في المجتمع الإسلامي مثل هؤلاء الشباب فبالتأكيد سيتعين الإمام المهدي (عج) بطاقاتٍ من مجتمعاتٍ أخرى غير إسلامية قد تكون أفضل منها في المجتمعات الإسلامية.
وفي جوابه على سؤال: لماذا لا يكون هناك ترجمة للتراث الإسلامي ونشره في الغرب؟
قال سماحة السيد الصالح: كتبنا الإسلامية تُخاطب العقول الإسلامية وليست الغربية، ولذا فإن الترجمة تحتاج إلى إعادة صياغة تلك الكتب بما يتناسب والعقل الغربي.
ويرى السيد أن الأفضل هو أن تنتشر عناصر شابة واعية ليُصدروا أفكار الإسلام إلى الغرب بما يخدم المرحلة الجديدة والتطور المعاصر.
وانتقد الوجيه السيد العوامي في مداخلته الروح الفردية والأنانية والتشكيك لذي نقابل به قياداتنا ورموزنا الدينية والسياسية، في حين المجال واسع أمامنا والفرصة سانحة لإيجاد كيانات مشتركة تضع أسسا عامة للعمل نجتذب من خلالها العالم إسلامي والمسيحي أيضا، في الوقت الذي نرى أن العكس هو القائم حيث التصنيف على أساس مرجعي فهذا من مقلدي فلان وهذا من جماعة الآخر، وهذا المرجع ضال وما إلى ذلك من تضارب خلافات على لا شيء.
وأعرب الأستاذ محمد رضا نصر الله عضو مجلس الشورى السعودي عن مدى إعجابه وسعادته الغامرة بهذه الأمسية التي ذكره الضيف فيها بالمفكرين والرواد الأوائل من أمثال الأفغاني ومحمد عبده، فالسيد الصالح كما يشير نصر الله كان في تحليله لمنظومة القيم في المجتمع الغربي لامس هذا الجانب بجرأة بالغة فحاول في هذه الأمسية أن يموقع الإسلام ووضعه في إطار المتغيرات الحضارية على قاعدة أن الإسلام ثابتوالمتغير هو تعاون الأمم والإضافات الإنسانية من خبرات وتفسيرات للنصوص ومنها الدينية، فالدين ثابت لكنه يتجدد بالمتغيرات، فلذلك لا غضاضة أن نستمع في هذه الأمسية إلى هذا المستوى التحليلي النقدي الجيد الذي على الفكر العربي المعاصر الاستماع إليه.
وفي ختام الأمسية أكد سماحة الشيخ الصفار على أن نعيش الحرية في أجواءنا الفكرية، منوهاً إلى أن مشكلتنا هي أننا نعيش الإرهاب الفكري للدرجة التي تدفع أصحاب الفكر المتجدد إلى قمع أنفسهم، وشدد على أننا بحاجة إلى أن نتحرر من حالة القمع والإرهاب الفكري، وأن يكون في أجوائنا متسعٌ للنقد وطرح الرأي والرأي الآخر، أما أن نشهر السيوف والأسنة ضد كل صاحب رأي جديد فهذا يعني تكريس الواقع المتخلف الذي نعيشه مجتمعنا.
ثم تناول الجميع طعام العشاء على شرف الضيف الكريم شاكرين لسماحة الشيخ الصفار احتضانه لمثل هذه اللقاءات المفيدة الجميلة.
جانب من صور اللقاء