الشيخ الصفار يدعو الخطاب الديني إلى "التعبئة الأخلاقية"
ويقول بأن التعاليم الاخلاقية ينبغي أن تحتلّ مساحة تتجاوز العبادات والشعائر.
ويضيف بأن النبي لخّص رسالته في عبارة واحدة "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ اَلْأَخْلاَقِ".
ويشدّد بأن المناقب الأخلاقية هي الموضوع الأساس في الدين.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى ما وصفها بالتعبئة الأخلاقية ضمن الخطاب الديني العام معلّلا بأن التعاليم الأخلاقية العظيمة تُمثل في حقيقتها جوهر الإسلام أكثر من أي جانب آخر.
جاء ذلك خلال خطبتي الجمعة 18 ربيع الأول 1441هـ الموافق 15 نوفمبر 2019م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار إن علينا ان نهتم بالتعبئة الاخلاقية ضمن خطابنا الديني كما اهتم بها القرآن الكريم وجسدها النبي نفسه بالدعوة إلى مكارم الاخلاق.
ورأى سماحته بأن التعبئة الأخلاقية ضمن النصوص الدينية في القرآن والسُنّة تحتلّ مساحة أكبر من العبادات والشعائر الدينية.
وقال بأن ظهور النبي في النصف الثاني من القرن السادس الميلادي قاد إلى ثورة أخلاقية عظيمة غيرت وجه العالم ونقلت البشرية إلى عصر جديد.
وأضاف القول بأن السمات التي كانت تحكم المجتمع في ذلك الوقت كانت الأنانية المستحكمة والعصبية والانفعال والتفاخر والتباهي بين القبائل والتمييز والطبقية فيما بين الناس.
وبمناسبة ذكرى مولد النبي الأكرم قال سماحته أن المهمة الأساس لرسالة النبي محمد وشريعته كانت "الارتقاء الأخلاقي بالمجتمع الإنساني ووقف مسيرة التدهور والانحطاط الأخلاقي".
وتابع أمام حشد من المصلين بأنه لخّص رسالته في عبارة واحدة "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ اَلْأَخْلاَقِ".
ومضى يقول إن النبي قاد تحولا عظيما على نحو تجاوز معه المجتمع من حيث المجمل حالة الأنانية المفرطة، والعصبية المقيتة، واحتقار الضعفاء، وإهـمال الفقراء، وصار يحمل تطلعات التغيير والريادة على المستوى العالمي.
التعبئة الأخلاقية
وعن العوامل التي قادت إلى نجاح النبي في مسعاه هذا قال الشيخ الصفار إن ذلك كان نتيجة ما وصفه بالتركيز والتعبئة الأخلاقية.
وأضاف سماحته بأن التعبئة الأخلاقية التي مارسها النبي ضمن مجتمعه فاقت بكثير جانب الممارسة العبادية.
واستطرد معلّلا بأن الشعائر العبادية نفسها كانت أداة وطريقا إلى الكمال الأخلاقي "وإن لم يكن كذلك فهذا ينبأُ عن خلل في العبادة".
وشدّد القول بأن المناقب الأخلاقية هي الموضوع الأساس في الدين.
وأوضح الشيخ الصفار أن من أبرز عوامل التأثير النبوي هو تجسيده للقدوة الحسنة والنموذج الأخلاقي أمام الجميع "فقد جذب النفوس، واستمال القلوب بأخلاقه العظمية، ليتحفزوا للاقتداء به".
وأضاف بأن النبي مثّل نموذجا تطبيقيا للأخلاق التي دعى لها وربّى مجتمعه عليها.
وقال سماحته بأننا حين نحتفي بأخلاقيات النبي فذلك لكي نتأسى به في تعاملنا مع أهلنا وجيراننا وزملائنا ومع من يختلفون معنا.