الشيخ الصفار: ينبغي استيعاب الشباب بصرف النظر عن درجة تديّنهم
ويدعو إلى الترحيب بأي مستوى من التدين لدى شبابنا وبناتنا.
ويقول ينبغي ألا نتطلّب من الشباب فوق طاقتهم "فورا ومرّة واحدة".
ويرفض إساءة بعض المتدينين لمن يظنون أنهم أقل تديّنا منهم.
ويقول إن التفاوت في التدين أمرٌ طبيعي كالتفاوت التعليمي والمهني.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الأوساط الدينية إلى استيعاب الناس عموما والشباب خاصة أيا كانت درجة تديّنهم والنأي عن التشدد معهم حتى لا يدفعهم ذلك إلى مسالك خاطئة.
جاء ذلك خلال خطبتي الجمعة 25 ربيع الأول 1441هـ الموافق 22 نوفمبر 2019م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار "إن علينا أن نستوعب شبابنا وبناتنا ونحتضنهم أيا كانت درجات تديّنهم وألا نتشدد معهم فننفرهم من الدين".
وأضاف القول انه ينبغي ألا نتطلّب من الشباب فوق طاقتهم "فورا ومرّة واحدة" وإنما العمل على الارتقاء بهم تدريجيا وبرفق.
وأمام حشد من المصلين رفض الشيخ الصفار إساءة بعض المتدينين إلى من يظنون أنهم أقل تديّنا منهم.
ومضى يقول إن على المتدين الذي يرى نفسه في مرتبة متقدمة من التدين "عقيدة أو عبادة او سلوكا" أن لا يسئ النظر والتعامل مع من هم أقل منه تدينا.
وحثّ الأوساط الدينية التي تتطلع لأن يكون الناس في مستواهم من التدين "أن يسعوا للارتقاء بهم بمحبة ورفق وأن يتفهموا ظروف وقدرات الآخرين فلا يطلبوا منهم ما لا يتحملون، فيسبب تنفيرهم من الدين".
وتابع بأن الدعاة والمبلغين في هذا العصر وكذلك العائلات جميعهم مدعوون للترحيب بأي مستوى من التدين لدى شبابنا وبناتنا.
وحذّر سماحته من دفع الشباب والشابات دفعا نحو مزيد من الانحراف في حال عدم استيعابهم لو كانوا في درجات متواضعة من التدين.
وحثّ على تقبل الناس جميعا واستيعابهم ضمن الأجواء الدينية والسعي للارتقاء بهم وتنمية حالتهم الدينية بصرف النظر عن درجات تدينهم سواء كانت رفيعة أم غير ذلك.
وقال ان المنهج الديني الصحيح يقوم على استيعاب الناس أيا كانت درجات تدينهم ليقوم على تنمية هذا التدين الفردي والارتقاء بالحالة الدينية على المستوى العام.
وأوضح الشيخ الصفار بأن مستويات التدين عند الناس متفاوتة بطبعها على الصعيد العقدي والعبادي والالتزام السلوكي.
وأرجع ذلك التفاوت إلى اختلاف مستوى الوعي والمعرفة وتأثير البيئة والمحيط الاجتماعي إلى جانب تفاوت مستوى الإرادة عند الانسان.
وقال بأن تفاوت درجات التدين هو أمرٌ طبيعي كما هو حال التفاوت على مختلف صعد الحياة التعليمية والمهنية والاجتماعية.
واستطرد بأن النصوص الدينية توجه الناس الى ان يتفهموا هذه الحقيقة "فلا يتوهمون ان كل المتدينين هم في درجة واحدة وأنّ من قلّت درجة تدينه يخرج من دائرة الدين".
وأوضح بأن مقاييس القبول والقرب من الله لا تتحدد بمستوى المعرفة العقدية والأداء العبادي والالتزام السلوكي فقط "وانما ترتبط بمدى الخلوص وسلامة القلب وحسن الخاتمة والعاقبة".