الشيخ الصفار يدعو لخطاب يرسّخ القيم الأخلاقية والاجتماعية في نفوس الشباب
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الخطباء والموجهين إلى إعطاء الأولوية للخطاب الذي يرسخ القيم الأخلاقية والاجتماعية والتربوية في نفوس أبناء المجتمع من الناشئة والشباب.
وأوضح أن على الخطباء أن يولوا المشاكل الاجتماعية والتربوية الاهتمام الذي تستحقه، وأن يتحدثوا عن المشاكل الاجتماعية والأخلاقية أكثر من حديثهم عن القضايا التاريخية.
جاء ذلك في الحوار الذي أجراه الأستاذ محمد الشريم مع سماحة الشيخ الصفار ضمن برنامج (ليال خاصة) بعنوان "ماذا بعد والدي؟"، مساء يوم الجمعة 5 ذو القعدة 1441هـ الموافق 26 يونيو 2020م، على منصة إنستغرام (Instagram)
وأبان الشيخ الصفار أن الخطباء يستهلكون القسط الأكبر من خطبهم في القضايا التاريخية، ويعطون الجانب الأخلاقي والاجتماعي الحصة الأقل.
وتابع: الآن الناس في حاجة إلى ترسيخ القيم الأخلاقية والاجتماعية والتربوية، فلا بد للمنبر أن يتوجه إلى هذا الجانب لحاجة الناس إليه.
وفي موضوع متصل تحدث سماحته عن دور الأب ومسؤوليته الكبيرة تجاه أبنائه، إذ جعله الله راعيًا وقوامًا على هذه الأسرة.
وقد حدد سماحته دور الأب في إغداق العاطفة والحب والحنان على أفراد أسرته، مؤكدًا أن هذا الأمر مطلب أساس في هذه الحياة، فلا يمكن لإنسان أن يشعر بقيمته في هذه الحياة إذا عاش جفاءً ونقصًا عاطفيًا.
وتابع أن الأمر الثاني هو الرعاية المادية وتوفير مستلزمات الحياة لأفراد أسرته، مبينًا أن هذا واجب شرعي على الإنسان الذي يعول أسرة ويرعى حاجتهم، وعليه أن يكدح في الكدّ على عياله، مضيفًا أن الأمر الثالث هو الإرشاد والتوجيه والتربية السلوكية والأخلاقية.
وعن أسباب عقوق الأبناء اتجاه الإباء، فقد حصر الشيخ الصفار هذه الأسباب في سوء معاملة الأب لأبنه الذي يجعل عنده ردة فعل تجاهه، مستدركًا سماحته بأن الابن إذا كان راشدًا واعيًا عليه أن يصبر على سوء معاملة أبيه.
وتابع أن الأمر الثاني يتمثل في تقصير الأب في توجيه ابنه سلوكيًا وأخلاقيًا، مضيفًا أن سلوك الأب مع والديه يوجّه سلوك أبنائه معه، لذلك ورد في الحديث (بروا آباءكم تبركم ابنائكم).
ووجّه سماحته الشباب بعدم انشغالهم عن والديهم بحجة الدراسة، أو العمل الوظيفي، أو ببيته الخاص به، مؤكدًا على أنه لا شيء يعدل برّ الوالدين والاهتمام بهم، ولا يوجد أي عمل يقارن بخدمتهم أبدًا.
وشدد الشيخ الصفار على التسابق بين الأبناء على خدمة الوالدين، وألا يعتمد أحد على أخيه في القيام بهذه المسؤولية والمبادرة العظيمة.
وتحدث سماحته عن قيمة الاحترام المتبادل بين الآباء وأبنائهم في مقابل الأساليب المنحرفة التي تسبب جرح مشاعر الطرف الآخر. مستشهدًا بمعاملة الرسول مع الحسنين حيث كان يرسي منهجًا قيميًا في التربية في وسط الأمة ليعرفهم كيف يتعاملون مع أطفالهم.
وأشار إلى أهمية نقل التجارب السليمة التي تفيد الإنسان في حياته من الآباء للأبناء. مؤكدًا على أن الأساليب قد تختلف من وقت إلى آخر، إلا أن القيم الأساسية لا تتراجع ولا تتغير في حياة الإنسان.
من جهة أخرى خاطب الشيخ الصفار من اُبتلي بحالة اليتم وفقد أباه أن يثق برعاية الله تعالى له، وأن يعتمد على نفسه، ويفجر طاقاته وكفاءاته، فكثير من العظماء مروا بمرحلة اليتم، لكن ذلك كان حافزًا لهم للتحدي، ولم يقعد بهم عن التقدم، ونبينا محمد خير خلق الله نشأ يتيماً.
ودعا الشيخ الصفار أمهات الأيتام إلى مضاعفة جهدهن في التربية والعناية بأبنائهن، ليعوضن الفراغ الذي يتركه الأب الراحل. كما دعا المؤسسات إلى احتضان الأيتام ورعايتهم في مختلف المجالات.