الشيخ الصفار يتناول أبرز سُبل حماية الهوية الدينية
ويقول إن صدق الانتماء لأهل البيت نقيض الانشغال بالخصومات مع المخالفين.
ويعتبر "تيارات الغلو" من أبرز الأخطار الداخلية على هوية أتباع أهل البيت.
ويضيف بأن تحقيق مقاصد أهل البيت رهن ببناء الكفاءات العلمية والكمال الأخلاقي.
ويقول إن الفرد الذي يعيش الجهل والتخلف لا فائدة ترتجى من تبجحه بهويته الدينية.
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن أئمة أهل البيت وضعوا أسسا منهجية لحماية الهوية الدينية لأتباعهم قوامها التعامل العقلاني مع المهددات الخارجية إلى جانب التحذير من الاخطار الداخلية على الهُويّة.
وأشار الشيخ الصفار في محاضرته العاشورائية الأولى مساء الخميس 1 محرم 1442هـ الموافق 20 أغسطس 2020م إلى تشديد أئمة أهل البيت على التزام أتباعهم أقصى درجات العقلانية والنأي عن الاستجابة للاستفزاز الديني أو الاستدراج للصراع الطائفي.
وأضاف القول "لم يسمح أئمة أهل البيت لشيعتهم تحت أي ظرف بأن يسترسلوا مع حالة الانفعال أو ينفلتوا من عقال الحكمة والعقلانية".
وتابع سماحته بأن توجيهات أئمة أهل البيت لشيعتهم كانت تصب دائما باتجاه التعقل في ادارة الصراعات التي تهدد هويتهم والتزام التعامل المبدئي الذي يقدم المصلحة العامة للأمة على أي اعتبار آخر.
وقال إن صدق الانتماء لأهل البيت أبعد ما يكون عن الانشغال بتفجير الخصومات مع هذه الجهة أو تلك.
اخطار داخلية على الهُويّة
وأشار الشيخ الصفار في المحاضرة التي بُثت عبر قناة التسامح على "يوتيوب" نظرا لظروف جائحة كورونا إلى تحذير أئمة أهل البيت من أخطار نابعة من أوساط أتباعهم وتهدد بتمزيق وحدتهم وتشويه هويتهم الدينية.
وأوضح بأن من أبرز الأخطار الداخلية على هوية أتباع أهل البيت هو بروز تيارات الغلو والانحراف.
ومضى يقول إن الأولوية القصوى عند أئمة أهل البيت هي عبادة الله وتوحيده جل وعلا، في حين يعمد الغلاة إلى تلويث التوحيد وتشويه المذهب.
وتابع القول إن أئمة أهل البيت طالما حذروا من خطر الغلاة على شباب الشيعة لأنهم يفسدون عقائدهم، باسم أهل البيت زعما وانحرافا.
وضمن الأخطار الداخلية أيضا أشار سماحته إلى خطر الوضّاعين والمتقولين على أهل البيت "وهو خطر داخلي طالما تناوله الأئمة بالتنبيه والتحذير".
واضاف بأن العلماء بذلوا في هذا السبيل جهودا كبيرة لتنقيح وغربلة الأحاديث والمرويات الواردة عن أهل البيت لكثرة ما دسّ الوضاعون في تراث البيت النبوي.
وفي ذات السياق تناول الشيخ الصفار بروز نزعات التطرف الديني وما يمثل من خطر على الهوية الدينية لأتباع أهل البيت.
وأرجع ذلك إلى بروز تيارات داخلية لا تتفهم حالات الاختلاف ولا تعي تعددية الرأي والتباين في فهم النص الديني والاجتهاد فيه.
ورأى سماحته ان ظهور نزعات التشدد الديني خطر على الهوية وسبب للتمزق الداخلي جرّاء تبرؤ المتشددين من اخوانهم في الدين والمذهب على خلاف تعاليم أهل البيت في هذا الشأن.
تعزيز الهُويّة في مدرسة أهل البيت
وقال الشيخ الصفار إن أئمة أهل البيت اتبعوا منهجية واضحة حيال حماية الهوية الخاصة بأتباعهم.
واشار إلى أن أبرز ملامح تلك المنهجية هو تأكيد الثقة والثبات على خط الولاية لأهل البيت مقابل الضغوط والحصار والتشويه. اضافة إلى الوعي وصدق الالتزام بالهُويّة "فلا تكون مجرد انتماء موروث، أو ادعاء شعاراتي"
وتابع بأن الأئمة حثّوا أتباعهم باستمرار على الانشغال ببناء الذات وتفجير الكفاءات والإنتاج العلمي والكمال الأخلاقي، ليحققوا مقاصد خط أهل البيت.
وأوضح بأن منهج أهل البيت ليس خطاً لتحصيل مكاسب سياسية مصلحية وإنما هو تجسيد لمبادئ الدين وتعالميه في حياة معتنقيه وحياة الأمة.
ومضى يقول إن المنتمين لأي هوية إذا تمتعوا بالكفاءة العلمية المتقدمة والكمال الروحي فإن هذا مما يعزز هويتهم أمام الآخرين.
ورأى في مقابل ذلك أن الفرد إذا كان فارغا يعيش الجهل والتخلف فلا فائدة ترتجى من تبجحه بهويته الدينية أو المذهبية "بل هذا مما يسبب ضررا بالغا ويعطي صورة سلبية عن هويته الدينية".