الشيخ الصفار: حكمة أهل البيت جنبّت مدرستهم خطر الفناء
ويقول إن أئمة أهل البيت لم يستسلموا للضغوط ولم يذهبوا للصدام.
ويشيد بانتهاج الحكمة في مواجهة الضغوط وعدم "احتراف" المواجهة.
ويقول إن إحياء عاشوراء لتأكيد الولاء والانشداد العاطفي لأهل البيت.
ويحثّ العلماء والمثقفين على معالجة مشاكل المجتمع وهمومه الراهنة.
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن القيادة الحكيمة لأئمة أهل البيت هي التي أبقت مدرستهم حية رغم الضغوط الهائلة في مقابل انحسار مدارس أخرى وتلاشي اتجاهات فكرية بارزة في زمانها.
وأشار الشيخ الصفار في محاضرته العاشورائية الثانية مساء الجمعة 2 محرم 1442هـ الموافق 21 أغسطس 2020م إلى نهجين ساهما في تلاشي واضمحلال المدارس والتيارات العقدية.
وأوضح بأن هناك من جنح إلى الاستسلام أمام الضغوط ومن ثم الذوبان والتلاشي كما حدث مع مدرسة المعتزلة، وأخرى سلكت طريق الصدام والعنف كما فعل الخوارج وهو ما قاد لانحسارهم.
وأشار في مقابل ذلك إلى نهج ثالث وهو الذي سلكه أئمة أهل البيت من خلال الاستجابة للتحديات بثبات والقدرة على ابتكار وسائل الحماية ومقومات البقاء والنمو.
وأضاف بأن قوة مدرسة أهل البيت تتجلى في كونها لم تحظ بغطاء سياسي ولا اعتراف رسمي من الحكومات المعاصرة للأئمة كما حظيت مدارس أخرى ومنها المذاهب الأربعة رغم إن رؤسائها كانوا تلاميذ تحت أئمة أهل البيت.
وأضاف القول إنه بالرغم من ذلك استمر خط أهل البيت في النمو والتقدم من حيث الإنتاج العلمي والفكري وتخريج القيادات حتى باتت مدرستهم أحد مكونين رئيسين للعالم الإسلامي؛ السنة والشيعة.
عوامل نجاح مدرسة أهل البيت
وأرجع الشيخ الصفار نجاح مدرسة أهل البيت إلى عوامل عديدة أبرزها انتهاج الحكمة والعقلانية في مواجهة الضغوط، وعدم دفع شيعتهم إلى احتراف الصدام والمواجهة.
وأوضح بأن الأئمة على النقيض من ذلك كانوا يصرفون جهدا كبيرا في ترويض نفوس أتباعهم وكبح جماح تلامذتهم المندفعين نحو الصدام.
ومضى يقول إن هذه العقلانية والحكمة في نهج أهل البيت هي التي أمّنت الحماية والاستمرار لخطهم ونهجهم على مر التاريخ.
وتابع سماحته بأن هذه المنهجية ليس فيها انهزام ولا ذوبان ولا تمييع للمعتقدات والمواقف "وهنا تكمن الموازنة الصعبة من حيث التزام الحكمة والثبات في المواقف في نفس الوقت".
وأضاف بأن أئمة أهل البيت نجحوا في وضع البرامج الاستيعابية لاتباعهم وجمهورهم لضمان استقامتهم على نهجهم ولتجاوز آثار الضغوط والتحديات.
وقال إن هذه البرامج تستحق أن تدرس بعناية على ضوء علم النفس والاجتماع فهي التي مكنت شيعتهم من استيعاب الضغوط والصدمات والاستمرار على خطهم ومدرستهم.
واعتبر سماحته احياء ذكرى الإمام الحسين في عاشوراء في طليعة تلك البرامج لما تحمل هذه القضية من مضامين أساسية أبرزها تأكيد الولاء والانشداد العاطفي والنفسي لأهل البيت.
وأضاف بأن من مضامين ذلك أيضا الاستعداد للتضحية والفداء وتنمية روح الصبر وتحمل المصائب والآلام والضغوط اضافة إلى تعزيز التماسك الداخلي بين شيعتهم.
وتابع بأن موسم عاشوراء يمثل مكسبا كبيرا لمجتمعاتنا وفرصة قل نظيرها لدى المجتمعات الأخرى.
هدف الإصلاح
وقال الشيخ الصفار إن إحياء عاشوراء يأتي استجابة لدعوة أئمتنا وعلينا الاستمرار في ذلك من حيث المضمون ومواكبة التطورات من حيث الوسيلة الأسلوب.
وأضاف بأن هدف حركة الإمام الحسين كان اصلاح الأمة فلابد وأن يشتمل خطاب المنبر الحسيني على معالجات لإصلاح أوضاع المجتمعات في كل عصر تبعا لنمط التحديات القائمة.
ومن حيث المضمون قال سماحته إن دور الخطباء والعلماء والمثقفين ينبغي أن يتجلى في هذه المناسبة من خلال معالجة مشاكل المجتمع وهمومه الراهنة.
وحث على الاستفادة القصوى من الوسائل المتطورة لمواكبة الظروف واحياء المناسبة من خلال المنبر ووسائل الاعلام الفضائية والالكترونية والمسرح والفنون المختلفة.