الشيخ الصفار يدعو إلى ترك التذمر.. وتحويل المِحن إلى مِنَح
يقول بأن العظماء في التاريخ لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب.
ويحثّ ذوي الاحتياجات الخاصة على الخروج من سيطرة الإعاقة.
ويتناول قصة الخطيب الكفيف الذي جعل اسم عائلته نارا على علم.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى التحول من نزعة التذمر واجترار الغبن والمظلومية إلى ثقافة "تحويل المِحن إلى مِنَح" والبحث عن حلول للمشاكل الماثلة على المستوى الفردي والاجتماعي.
وقال في محاضرته العاشورائية الخامسة مساء الإثنين 5 محرم 1442هـ الموافق 24 أغسطس 2020م إن بعض الناس أفرادا أو مجتمعات يكتفون بالتذمر من معاناتهم ومظلوميتهم ويجترون الغبن ويقفون عند هذا الحد.
وأضاف بأن أهم السبل للتعامل مع المشاكل يكمن في دراسة المشكلة موضوعيا ثم وضع الحلول والأهم من ذلك تحمل المسؤولية وعدم القاء اللوم على الآخرين.
وتابع بأن هذا النهج هو المطلوب للتعاطي مع جميع المشكلات سواء كانت عائلية أو مهنية أو اجتماعية سعيا وراء اختراق المشكلة عوضا عن الاستسلام أمامها.
ومضى يقول بأن كثيرا من العظماء في التاريخ لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب ولا نشأوا في أجواء مترفة.
وتابع سماحته بأن الكثير من البارزين كابد المحن والآلام في طريقه إلى المجد والعظمة والانجازات والمكاسب.
وأوضح بأن ما ميزهم عن غيرهم أنهم واجهوا المشاكل وتحملوها وتلمسوا الجوانب الأخرى في شخصياتهم وفجروا كفاءاتهم وطاقاتهم فاحتلوا المكانة المتقدمة.
وقال إن ذلك ينطبق على حياة الأنبياء ومنهم نبي الله إبراهيم والنبي يوسف والنبي الأكرم محمد فقد عانوا المشاق حتى بلغوا أعلى الدرجات.
واستطرد بأن هذا ينطبق على الكثير من الشخصيات في التاريخ المعاصر والذين شقوا طريقهم للمجد بعد أن كابدوا المحن وحلت بهم الأزمات.
ذوي الاحتياجات الخاصة
وقال الشيخ الصفار بأن هناك نمطا من المشاكل لا سبيل لتجاوزها كأن يصاب الإنسان بعاهات جسدية داعيا إلى التحلي بالثبات والطمأنينة والتفكير الواقعي "فلا يصبح اسيرا لتلك المشكلة".
وحثّ ذوي الاحتياجات الخاصة على الخروج من سيطرة الإعاقة على نفوسهم والالتفات عوضا عن ذلك إلى سائر نقاط قوتهم والإمكانات المتوفرة لديهم والفرص المتاحة أمامهم.
ومضى يقول بأن بعض النقص عند المعاق لا يعني عجزه كليًا "فلا يجب أن يتعامل مع نفسه وكأنه أمام طريق مسدود".
وتابع بأن على الانسان المعاق أن يعرف أن هذه الاعاقة لا تقف أمام تقدمه وأن عليه أن يبحث عن فرص التقدم.
واضاف بأن هذا ما يحقق التقدم والنمو ويعوّض عليهم ما فقدو "وقد يجد الواحد منهم نفسه في موقع أفضل ومستوى أعلى مما كان عليه قبل المشكلة".
وفي السياق حمّل أسر ذوي الاحتياجات الخاصة والمجتمع عامة مسئولية احتضان هذه الفئة واعطائهم الفرصة لتنمية طاقاتهم وقدراتهم معتبرا إياهم أمانة في أعناق الجميع.
وأضاف بأن النصوص الدينية والتجارب البشرية الناجحة عبر العصور تبعث رسالة واضحة لكل من تحل به ازمة قاهرة ألا يصاب بالإحباط واليأس، وأن يتحلى بالثبات النفسي والأمل والتفاؤل.
وتناول في السياق قصة أحد رجال المنطقة الذي طالما أبدى ألمه وخشيته على مستقبل طفله الكفيف، إلا إن هذا الكفيف هو الذي جعل اسم العائلة فيما بعد نارا على علم ولم يكن سوى الخطيب الحسيني المُلا عبد الرسول البصارى.
ونوّه سماحته إلى التطور الحاصل على مستوى العالم في مجال تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة حتى حقق بعضهم المعجزات " فكم مِن مخترع ومكتشف ومفكر كان معاقاً".