الشيخ الصفار: الإحسان هو السبيل لتصالح مجتمعاتنا مع نفسها
ويقول لا أحد بيده تغيير الآخرين ولا العيش بمفرده في جزيرة نائية.
ويدعو ملاك العقارات الى الرأفة بالمستأجرين المتضررين من كورونا.
ويحثّ على المساهمة في "فك رقاب" الشباب الصغار المحكومين بالقصاص.
ويشيد بالحاج المكحل لتبرعه بنصف مليون ريال لعلاج أحد أبناء بلده.
قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن أعظم تحدٍ يواجه المجتمعات هو التصالح مع نفسها اعتمادا على مبدأ "الإحسان" عوضا عن الدخول في علاقات متشنجة أو مقاطعة بعضهم بعضا.
وأضاف في محاضرته العاشورائية التاسعة مساء الجمعة 9 محرم 1442هـ 28 أغسطس 2020م إن أعظم ضمانة لنجاح العلاقات الاجتماعية هي المبادرة للإحسان للآخرين حتى أولئك الذين نختلف معهم لأي سبب.
ورأى سماحته بأن لا سبيل أمامنا سوى الصبر على بعضنا فلا أحد بيده تغيير طبيعة الآخرين ولا الدخول في توتر دائم معهم كما لا يمكن لأحد الانسحاب والعيش بمفرده في جزيرة نائية.
وأوضح أن من تجليات الصبر هو التغافل عن الكلام المستفز أو التصرفات غير اللائقة أيا كان مصدرها سواء في داخل الأسرة أو مقر العمل أو في ساحة المجتمع.
وتابع في المحاضرة التي نقلتها قناة التسامح على منصة "يوتيوب" ان هذا المبدأ ينطبق على شتى أشكال العلاقات؛ الفردية والأسرية والمهنية والاجتماعية.
وجوه الإحسان
وقال الشيخ الصفار إنّ من أبرز أوجه الإحسان مساعدة الفقراء والمحتاجين وذوي الدخل المحدود ودعم الجمعيات الخيرية خاصة في ظل جائحة كورونا التي تجتاح العالم الآن.
وحثّ في هذا الصدد ملاك العقارات والمؤجرين على اسقاط قيمة الإيجارات المترتبة على المستأجرين المتضررين من الجائحة إلى جانب توفير السكن للأرحام والأقرباء.
وقال إن هذا هو أفضل استثمار في الحياة الدينا وأعظم مكسب في الآخرة.
وعلى الصعيد الطبي حثّ الشيخ الصفار على التبرع بالأعضاء للمرضى ومنهم مرضى الفشل الكلوي المحتاجين لزراعة الكلى، قائلا إن في هذا الإحسان ثوابًا عظيمًا لما فيه من انقاذ لحياة انسان.
وفي السياق أشاد بمبادرة الحاج عيسى المكحل، من مدينة سيهات، لتبرعه بنصف مليون ريال لعلاج أحد أبناء بلده في مستشفى بألمانيا.
كما أشاد بالمشاركين في حملة التبرع بالدم التي نظمت في القطيف في الأيام الأخيرة.
فك رقاب المحكومين بالقصاص
إلى ذلك دعا سماحة الشيخ الصفار إلى المساهمة في "فك رقاب" الشباب الصغار المحكومين بالقصاص من خلال المساهمة في توفير مبالغ الديّة لإنقاذ أرواحهم.
وشدّد سماحته على التفريق بين مجرم محترف لا يمكن التعاطف معه وبين شاب مراهق ارتكب ما ارتكب نتيجة اندفاع وانفعال طفولي.
وناشد أوليا الدم "كمؤمنين محبين للخير أن يعفوا حتى لو أعطاهم الشرع حق القصاص".
في مقابل ذلك خاطب سماحته أولياء الدم المعارضين للعفو اظهارا لحب ابنهم الفقيد، قائلا "إن العفو هو الأقرب لإثبات المحبة للفقيد لقول الله (وإن تعفوا هو أقرب للتقوى)".
وناشد الأهالي التعاون في فك رقاب الشباب الصغار المحكومين بالقصاص من خلال المساهمة في توفير مبلغ الدّية.
ودعا في الوقت عينه أهالي الضحايا إلى عدم المبالغة في مبالغ الدّية التي بلغت ملايين الريالات في أحيان كثيرة.