الشيخ الصفار: اكتشف عمار قريش موهبته واستثمرها لخدمة دينه ووطنه
قال الشيخ حسن الصفار أن المرحوم عمار قريش اكتشف ما منحه الله من مواهب واستثمرها في سبيل خدمة الدين والوطن.
وأضاف: الإنسان بحاجة لاكتشاف طاقاته ومواهبه التي اودعها الله في أعماقه، فإذا لم يلتفت لها ويكتشفها تضيع هذه المواهب والطاقات.
جاء ذلك خلال كلمة شارك بها سماحته عبر البث المباشر في الحفل التأبيني الذي أقيم لتأبين المنشد الراحل عمار قريش (أبو سراج) يوم الاحد 18 محرم 1442هـ الموافق 6 أغسطس 2020م.
وتساءل الشيخ الصفار عن سبب حزن الناس على الراحل عمار قريش، وهو الإنسان الذي لم يكن من العلماء ولا من الوجهاء، فلماذا صدحت المساجد بالأذان بصوته، ولماذا رثاه الشعراء، وكتب عنه المثقفون؟
وأبان الشيخ الصفار أن عمار قريش اكتشف موهبة من مواهبه فاستثمر حنجرته لتكون مدخلا لدوره في الحياة والمجتمع.
وتابع: ميزة مهمة أن يكتشف الإنسان موهبته ويعمل على تطويرها واستثمارها.
وأشاد بتوظيف الراحل لموهبته في خدمة دينه ومجتمعه ووطنه، ولم يستثمرها لمصلحته الشخصية.
وأضاف: كانت بدايات الراحل أبو سراج في الأناشيد الدينية ولعله أول من كوّن فرقة للإنشاد الديني للمشاركة في المناسبات التي يحتفى بها المجتمع.
وتابع: كما حاول رحمه الله إيصال رسائل عبر هذه الموهبة لقلوب الناس وعواطفهم ليكونوا أكثر تفاعلا مع المناسبات، مؤكدا أن مشاركاته الاجتماعية تركت صدا كبيرا في أوساط مختلف الشرائح حتى صار الأطفال يلهجون بها.
وأبان أن الراحل قريش وظف موهبته في الانشاد لتأكيد حب الوطن والولاء له، ورسالته أن حب الوطن من الإيمان، وأن الإنسان المتدين يجب ألا يخجل من اظهار حبه لوطنه. مؤكدا أن وجود تناقض بين التدين وحب الأوطان وهم زائف.
وتابع لقد وصل صوت الراحل أبو سراج إلى كل انحاء الوطن وأحبه الرجال والنساء والأطفال بجميل ما أنشده وبثه من فن الإنشاد الهادف الراقي.
وأوضح أن المرحوم أتقن لغة المحبة وتحدث بها ومارسها بسلوكه وأخلاقه، كان يفيض حبه على الناس وقابله الناس بالمودة والحب.
وأضاف: كانت أخلاقه مع الناس اخلاقاً عالية، مستنكرا ما يصاب به البعض من غرور وتعالي على الاخرين لوجود موهبة لديهم.
وتابع: كلما تجلت موهبة أبا سراج وبرز دوره أكثر كان أكثر تواضعا وابداءً للحب لمن يعيش معه، لذلك استحق هذه المحبة والمكانة في نفوس عارفيه.
يشار إلى الراجل الحاج عمار عبد الكريم آل قريش «أبو سراج»، من أهالي صفوى. وهو منشد ورادود وناشط اجتماعي معروف، واجه متاعب صحية وتوفي يوم العاشر من محرم 1442هـ.
وتكونت فقرات الحفل من تلاوة للقرآن الكريم بصوت القارئ حسين الأبيض، وكلمة للشيخ الصفار والشيخ حسن الخويلدي بالإضافة إلى قصيدة شعرية للشاعر سمير المسلم، وكلمة العائلة القاها حسين علي القريش، وختم الحفل بنعي حسيني للرادود أحمد آل هاني.