الإمام المهدي ومستقبل العلاقات الإنسانية
بدعوة من دار حسينية الزهراء في الكويت ألقى سماحة الشيخ حسن الصفار محاضرة بعنوان (الإمام المهدي "عجل الله فرجه" ومستقبل العلاقات الإنسانية)، ليلة الاثنين 22 شعبان 1426هـ ـ 26/9/2005م بحضور عدد من الشخصيات الدينية والسياسية والاجتماعية وحشد من الجمهور الكريم.وقد تحدث سماحته عمّا أشارت إليه الأحاديث والروايات الواردة حول الإمام المهدي"عجل الله فرجه" من أنه يقود حركة على المستوى العالمي، ويحقق آمال وتطلعات المجتمع البشري في العدالة والحرية والكرامة، وذلك يعني أن يفكر الإنسان المسلم بهذا الاتجاه الإنساني العالمي، ويتجاوز التقوقع الطائفي والديني والإقليمي.
والإمام المهدي سيقود الأمة الإسلامية متخطياً التصنيف المذهبي، بل سيقود البشرية كلها متجاوزاً الاختلاف الديني، فهو سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا.
ويدل الحديث النبوي الوارد في صحيح البخاري(حديث رقم 3449) وغيره من المصادر على التفاف المسيحيين حول قيادة الإمام المهدي حيث يصلي خلفه نبي الله عيسى بن مريم "عليه السلام"، «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم»، وورد في فتح الباري شرح صحيح البخاري «وكلهم ـ أي المسلمون ـ ببيت المقدس وإمامهم رجل صالح قد تقدم ليصلي بهم، إذ نزل عيسى فرجع الإمام ينكص ليتقدم عيسى، فيقف عيسى بين كتفيه ثم يقول: تقدم فإنها لك أقيمت».
وتشير رواية للإمام الباقر "عليه السلام" إلى أن الإمام المهدي "عجل الله فرجه" يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الزبور بزبورهم، «فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل الفرقان بالفرقان، وتُجمع إليه أموال الدنيا كلها، ما في بطن الأرض وظهرها»
فهو إمام وقائد ومصلح لأوضاع البشرية جمعاء. وأكدّ سماحة الشيخ حسن الصفار على أن الصراعات بين أبناء البشر وإن أخذت عناوين دينية لكنها في حقيقتها ناتجة عن الظلم والجور.
وبعد إلقاء المحاضرة أتيحت الفرصة لمداخلات بعض الحاضرين وأسئلتهم.
ومن الشخصيات البارزة في الحضور الخطيب السيد عبد علي الموسوي من البصرة ـ العراق، وسماحة الشيخ علي حسن إمام جامع خاتم الأنبياء في الكويت، وسماحة الشيخ أحمد الحسين من تجمع علماء الشيعة في الكويت، والمحامي الدكتور علي البغلي وزير النفط وعضو مجلس الأمة سابقاً. والأستاذ عبدالوهاب الوزان وزير التجارة ووزير الشؤون الاجتماعية سابقاً، والكاتب الصحفي الأستاذ عبدالهادي الصالح من تجمع الميثاق الوطني، والأستاذ عبدالحسين سلطان من تجمع العدالة والسلام، وقد احتفى مسؤول الحسينية الحاج كاظم عبدالحسين بزيارة سماحة الشيخ الصفار وإجابته للدعوة.