الظلم والتحريض على الكراهية يعوقان السلام
وعقد الاحتفال بمباركة من ملك البحرين وبرعاية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الشؤون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة الذي القى كلمة في الحفل.
كما شارك في الالقاء الداعية الإسلامية الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس السابق لجامعة الأزهر في مصر الذي يزور البحرين للمشاركة في هذه المناسبة.
وألقى الارشهندريد ابرام كلمة المطران قسطنطين رئيس الكنيسة الارثوذكسية في الكويت والخليج.
ثم جاءت مشاركة سماحة الشيخ حسن الصفار كلمة ضافية نقلت جريدة أخبار الخليج 22/9/2005م الفقرات التالية:
«ألقى الداعية الإسلامية الشيخ حسن الصفار الذي تستضيفه المملكة بهذه المناسبة كلمة معبرة تحدث فيها عن الإمام الحجة المنتظر وأهمية الوحدة بين المسلمين في هذه المرحلة على وجه الخصوص، وابتدأ الصفار كلمته بالاستشهاد بقول الرسول : «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً»، وقوله : «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم». وأضاف الصفار: الأحاديث التي تتحدث عن الإمام المهدي وأنه من عترة الرسول عليه الصلاة والسلام ومن وُلد فاطمة الزهراء (عليها السلام) وأنه يظهر آخر الزمان متواترة في مختلف الكتب والمصادر الإسلامية، كما أن الحديث عن نزول نبي الله عيسى وصلاته خلف الإمام المهدي أيضاً من الأحاديث المتواترة، ومن ذلك ما ذكره ابن ماجه في حديث أبي أمامة الطويل: «وكلهم ـ أي المسلمون ـ في بيت المقدس، إذ نزل عيسى، فرجع الإمام ليتقدم عيسى، فيقف عيسى بين كتفيه ويقول: تقدم فإنها لك قد أقيمت»، كما جاء في فتح الباري بأن الأخبار قد تواترت بأن المهدي من هذه الأمة وأن عيسى يصلي خلفه، وذكر الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة أن الرسول قال: «لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدواناً، ثم يخرج رجل من عترتي يملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجورا».
دلالات الاحتفال
وانتقل الصفار إلى الحديث عن هذه الاجتماعات والاحتفالات بمناسبة النصف من شعبان مؤكداً أنها سنة حسنة دأبت عليها مجتمعاتنا ووردت بشأنها الكثير من الأحاديث عند جميع المذاهب، وليلة النصف من شعبان التي تصادف ذكرى ولادة الإمام المنقذ لا تعدلها ليلة بعد ليلة القدر، وتابع: الاحتفاء بذكرى المنقذ تعني أمرين: الأول: هو عدم الرضا عما يسود الدنيا وما تعيشه الإنسانية من مشاكل ومآسي وآلام في كل العصور، ولابد أن يكون ضمير الإنسان منزعجاً ورافضاً للظلم والجور في كل عصر وزمان، والاحتفاء بالمنقذ في هذه الليلة يعني رفض هذا الواقع الذي يشوبه الظلم والانحراف والفساد.
والأمر الثاني: هو التطلع إلى العدل والقسط، فبالعدل تحيا النفوس والقلوب وتنتظم الأمور ويسود السلام والوئام، ونحن نرى أن الأحاديث لا تتحدث عن تأمين القسط والعدل للمسلمين فقط وإنما للبشرية جمعاء، ذلك أنها أسرة واحدة كما قال الإمام علي : «الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق»، مما يؤكد أن البشرية أسرة واحدة، وحينما يعاني أي جزء منها من الظلم والجور فإن ذلك يؤثر على واقع البشرية كلها خاصة في هذا العصر الذي تداخلت فيه الأمور وسادته العولمة. لذلك فإن الحديث عن السلام والوحدة يجب أن يغادر منطقة الشعارات والتنظير والأفكار إلى منطقة العمل، وأن يكون هناك توجه إنساني عالمي لتحقيق ذلك.
أغبطكم يا أهل البحرين
ومع دعوته إلى اتخاذ الوحدة والسلام منهجاً، أكد الشيخ حسن الصفار في كلمته أن هناك عائقين أساسيين يعيقان انتشار السلام بين أرجاء المعمورة:
الأول: هو الظلم والجور الذي يسود المجتمعات، وقال إنه طالما وُجد الظلم فلا يمكن أن يتحقق السلام والوئام خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تعيش الاضطرابات والمشاكل بسبب وجود الظلم فيها وبسبب وجود إسرائيل وما تفعله في المنطقة، وما نرجوه هو أن يكون الانسحاب من غزة بداية حقيقية وليس مجرد مسرحية لانسحابها من أراضي الفلسطينيين، فهذه المشكلة تعتبر المشكلة الأم في المنطقة، وهي التي خلّقت جماعات يستفيدون من عنوانها لكنهم يسيئون إلى العرب والمسلمين حينما يسيرون في طريق العنف والإرهاب. لذلك يجب أن نعمل على توجيه أنظار العالم عندما ندين الإرهاب إلى ضرورة معالجة أصل المشكلة في الشرق الأوسط بما في ذلك معالجة سياسة الظلم والتمييز بين الناس.
والعائق الآخر: ـ أضاف الصفار ـ هو ثقافة التحريض على الكراهية، فهناك جهات تعتبر أن اعتناقها لدين أو مذهب معين يبرر اتخاذها مواقفا ضد الأديان أو الاتجاهات الأخرى، فيحرضون الناس على بعضهم البعض وينشرون ثقافة الكراهية، في حين يقول الله تعالى: ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ﴾، فاستخدم لفظ البر الذي استخدمه مع الوالدين. فنحن بشر أبناء أسرة إنسانية واحدة، ومسلمون أبناء أمة واحدة، يجب ألا نقبل بوجود ثقافة التحريض على الكراهية، يجب أن ندين هذه الثقافة ونجرّمها حتى يمكن أن يشق الوئام طريقه إلى مجتمعاتنا.
واختتم الداعية الإسلامي كلمته بقوله: في الحقيقة أغبطكم يا أهل البحرين على ما تعيشونه من وئام ووحدة، أرجو أن تصونوا هذه الوحدة بتلاحمكم وأفكاركم، فلا شيء يحمي وطنكم أجيالكم إلا الوحدة والتعاون».
وقد حضر الحفل عدد من الوزراء وكبار المسؤولين ورجال السلك الدبلوماسي في البحرين وجمع من العلماء والأدباء وحشد كبير من المواطنين.
صور من الحفل
مع معالي الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفه
مع سماحة الشيخ أحمد العصفور ومعالي الدكتور الشيخ محمد علي الستري
الدكتور فيصل الناصر والشيخ أحمد عطا الله والوجيه حسين بوكنان
الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن راشد والشيخ عدنان القطان