الشيخ الصفار يرفض التهاون بالاحترازات الوقائية بزعم التوسل بالأنبياء والأئمة
ويقول ان القرآن الكريم يؤكد على الطبيعة البشرية للأنبياء ﴿بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ﴾.
ويرفض استغلال عواطف الناس ومحبتهم للنبي والأئمة لرفض السبل الطبيعية.
ويوضح بأن المعجزات والكرامات هي حالات استثنائية تتم بإذن الله.
ويقول إن بعض الخطاب الديني يقع في المحذور بالإيحاء إلى الناس بأفكار الغلو.
رفض سماحة الشيخ حسن الصفار التهاون في التزام الاحترازات الوقائية حيال الأخطار المختلفة بزعم التوسل في ذلك بالأنبياء والأئمة والأولياء على نحو مطلق.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 5 ربيع الثاني 1442هـ الموافق 20نوفمبر 2020م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار إن بعض الخطاب الديني يقع في المحذور حين يوحي إلى الناس بأفكار الغلو في النبي والأئمة بذكر روايات غير معتبرة السند وأحداث وقصص من مصادر غير معتمدة.
ورفض سماحته استغلال عواطف الناس ومحبتهم للنبي والأئمة بإثارة التوقعات الغيبية في نفوسهم على حساب الأخذ بالوسائل الطبيعية المتاحة.
واضاف بأن الدعاء والتوسل بالنبي والائمة أمر مطلوب لكنه ليس بديلا عن الوسائل الطبيعية بل معها وإلى جانبها.
ودعا سماحته إلى الأخذ بالاحترازات وأساليب الحماية تجاه أي خطر وتهديد والتحرك لمواجهته بأقصى ما يمكن، وأن يدعو ويتوسل لكي يتحقق له ما يريد فإن لم يتحقق سلّم لقضاء الله وقدره ووثق بإرادته ومشيئته.
نهج القرآن الكريم
وقال الشيخ الصفار إن التهاون في الأخذ بالاحترازات الوقائية حيال الأخطار المختلفة مخالف لنهج القرآن الكريم سيما بزعم الاتكال في ذلك على التوسل بالأنبياء والأئمة والأولياء على نحو مطلق.
وأضاف بأن ذلك مخالف للتأكيد على خلوص التوحيد لله سبحانه وتعالى وحرمة الغلو في الأنبياء والأولياء.
وتابع بأن الله تعالى أراد لرسله أن يمارسوا حياتهم ووظيفتهم الرسالية ضمن قوانين الكون وأنظمة الحياة.
وأوضح بأن المعجزات والكرامات هي حالات استثنائية تتم بإذن الله وإرادته لإثبات صدق النبي "بمقدار الحاجة والمصلحة التي يقدرها الله تعالى وليست منهج حياة النبي ولا أسلوبه الدائم في أداء وظيفته".
وقال سماحته بأن القرآن الكريم يشير بوضوح الى أن الأنبياء هم بشر يعيشون محدودية القدرة الإنسانية في الحياة "إلا فيما يأذن الله تعالى به من تصرفات اعجازية".
وأضاف أمام حشد من المصلين بأن التأكيد على بشرية الرسول يهدف إلى وضع حد للتوقعات المبالغ بها في وسط المؤمنين لئلا يقعوا فيما وقعت فيه أمم سابقة بتأليه انبياءهم أو ادعاء أنهم جزء من الذات الإلهية (ابن الله).
ومضى يقول إن الرسول بشر يخضع لسنن الحياة وأنظمة الكون، ويواجه المشكلات والتحديات بالوسائل الطبيعية المتاحة لأبناء البشر.
واستدل في ذلك بأن النبي وقع عليه الإيذاء من قومه وأصابته وجيشه الهزيمة في معركة أحد وأصيب جسمه ببعض الجراحات وهكذا سائر الأنبياء والأئمة، الذين قتل بعضهم وسجن بعضهم الآخر وعُذّب.
واستطرد بأن النبي أو الإمام حينما يصيبه المرض يتعامل معه كما يتعامل سائر البشر، بطلب العلاج ومراجعة المتخصصين.