الشيخ الصفار يدعو الباحثين لبذل الجهد في دراسة السيرة النبوية وغربلتها من الموضوعات
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار العلماء والباحثين أن يبذلوا جهدهم في دراسة المرويات التي تتحدث عن تفاصيل حياة رسول الله، وغربلتها من الموضوعات، ومما لا يليق بشأنه ، وسمو أخلاقه.
وأشار إلى أن اتباع النبي لا يشمل سيرته في بعدها البشري. مؤكدًا أن النبي لم يلزم أصحابه بأسلوب عيشه المنبثق من طبيعته البشرية.
جاء ذلك في خطبة الجمعة 12 ربيع الثاني 1442هـ الموافق 27 نوفمبر 2020م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وأبان الشيخ الصفار أن أفعال رسول الله وممارساته ليست صنفًا واحدًا، بل يمكن تقسيمها إلى عدة أصناف، قد يكون الاقتداء مطبوبًا في بعضها دون الآخر.
وأوضح سماحته أن الاطلاع على تفاصيل حياة رسول الله حتى في البعد الشخصي البشري أمر محبذ ومطلوب، لتتجلى لنا صورة رسول الله بأعلى درجة ممكنة.
وأثنى على جهود المحدّثين، والمؤرّخين، الذين حفظوا هذا التراث النبوي، واهتموا بتدوين هذه التفاصيل الدقيقة عن جميع جوانب حياة رسول الله .
وقال الشيخ الصفار أن علينا أن يستخلص من الروايات الواردة في البعد الشخصي البشري للنبي القيم، والمبادئ، والملامح العامة لشخصية رسول الله
وأضاف كما يمكن استخلاص القيم من تنظيمه لأمور حياته بعقلانية واعتدال، والتزامه بساطة العيش، والزهد، والتواضع، والنظافة، والأناقة، وأعلى درجات مكارم الأخلاق.
وتابع: ليس في سلوك رسول الله وممارساته ما يخدش في كماله، أو يسبب نفورًا واستهجانًا.
وأشار إلى أن رسول الله لم يلزم أصحابه المعاصرين له، بأسلوب عيشه المنبثق من طبيعته البشرية.
وقال: إن إضفاء حكم الاستحباب والكراهة على كثير من الممارسات والتصرفات بناءً على ما روي في السيرة النبوية، يحتاج إلى تأمل وتدقيق، خاصة مع عدم تحقيق تلك المرويات، بناءً على التسامح في أدلة السنن.
وأبان أن من المسلّم به أن النبي بحكم عصمته وكماله الأخلاقي، لا يفعل حرامًا ولا يترك واجبًا، مما يعني أن ما يفعله الرسول لا تحتمل الحرمة في شيء منه، وأن ما يتركه لا يحتمل وجوب شيء منه.
وتابع: أن الحديث هو عن الفعل الصامت في البعد البشري، أما ما يصحبه أمر أو نهي عن النبي ، فذلك داخل في إطار التشريع وأداء مهمته التبليغية.
وقال سماحته: هناك اتجاهان في النظر إلى الحالات البشرية للنبي، "اتجاه يرى استحباب الاقتداء بالنبي في كل هذه الحالات" واتجاه آخر "يرى أن الأفعال الجبليّة من النبي لا يستفاد منها أكثر من العلم بالإباحة، ولا يستفاد منها تشريع فوق ذلك".
وأوضح أن انعكاس الاختلاف بين هذين الاتجاهين يظهر مثلا في التعامل مع الروايات الواردة عن رغبة الرسول في تناول بعض الأطعمة، أو عزوفه عن أطعمة أخرى.
وتابع: إن من يرى شمول الاقتداء بسنن النبي حتى في أفعاله الجبليّة البشرية يحكم باستحباب اتباعه في هذه الأمور، فما يرغب في أكله يكون أكله مستحبًا، وما يعزف عنه ويعافه يكون مكروهًا.
وأضاف: بينما يرى أصحاب الاتجاه الآخر، أن ذلك يحكي عن رغبة النبي ضمن طبيعته البشرية وليس تشريعًا.
لمشاهدة الخطبة بعنوان:
مساحة التشريع والاقتداء في السيرة النبوية
https://www.youtube.com/watch?v=JZh-z9rHZIA
للاستماع للخطبة: