الشيخ الصفار يدعو إلى قراءة السيرة النبوية وفق نهج اجتهادي متقدم
ويقول إن المنهج الاجتهادي المطلوب ليس مجرد استنباط أحكام لمستحدثات المسائل.
ويضيف بأن عملية الاجتهاد في الفكر والفقه الإسلامي تأتي لاستيعاب تطورات الحياة.
ويطالب بتجاوز الجمود في حدود الضوابط والقواعد المتداولة في البحث الأصولي السائد.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى قراءة السيرة النبوية، وفق نهج اجتهادي متقدم، يأخذ تطورات الزمان والمكان بعين الاعتبار، بعد دراسة النص التشريعي، والروايات التاريخية.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 19 ربيع الثاني 1442هـ الموافق 4 ديسمبر 2020م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار إن المنهج الاجتهادي المطلوب ليس مجرد استنباط أحكام لمستحدثات المسائل ومستجداتها، وإنما ينبغي أن يطال أصول الاجتهاد، وقواعد الاستنباط.
ودعا إلى تطوير عملية الاجتهاد في الفكر والفقه الإسلامي لاستيعاب تطورات الحياة، وإنتاج التشريعات المناسبة لاختلاف الزمان والمكان.
وأضاف القول "نحن نعتقد أن الإسلام صالح لكل العصور بإعمال آلية الاجتهاد في فهم نصوصه وتشريعاته، وإنما فتح باب الاجتهاد لهذا الغرض".
ورأى سماحته أهمية حصول حركة الاجتهاد في كل مجتمع وجيل إسلامي، بأن يتوجه بعض أبناء المجتمع للتفقه في الدين، وامتلاك القدرة الاجتهادية المتقدمة.
وأمام حشد من المصلين طالب سماحته بتجاوز الجمود في حدود الضوابط، والقواعد المتداولة في البحث الأصولي السائد.
وتابع بأن تغيّر ظروف الزمان والمكان يفرض دراسة السيرة النبوية على ضوء الضوابط النابعة من داخل الدين، "والنظر لما هو تشريع مؤقت، وما هو ثابت ومستمر لكل الظروف والازمان".
وأشار إلى أن عددًا من فقهاء العصر تحدث عن أفكار تتعلق بتطوير الممارسة الاجتهادية لدى الفقيه المعاصر، وأكدوا على دخالة الزمان والمكان في استنباط الحكم الشرعي، كالشهيد السيد محمد باقر الصدر وفقهاء آخرين.
وأوضح أن من المعلوم حصول نسخ لبعض الأحكام في القرآن الكريم، والسنة النبوية، وكذلك من قبل أئمة أهل البيت، كما أن في الفقه الإسلامي تغييرات لعدد من الأحكام انطلاقًا من قواعد الاستنباط التي يعتمدها الفقهاء.
وقال سماحته إنه بخلاف الجيل الذي عاصر النبي الأكرم فإن الأجيال اللاحقة ومنها جيلنا الحاضر تواجه تحديات منها معرفة السنة النبوية الصحيحة من بين ركام الأحاديث، والروايات الملتبسة والموضوعة والمحرفة.
أوضح بأن التحدي الأخطر يتمثل في التغيرات الهائلة في ظروف الحياة معرفيا وثقافيا، إضافة إلى التقدم العلمي، والتطور الاقتصادي الذي انعكس على طبيعة تفكير الانسان المعاصر.
وقال الشيخ الصفار إنه مع الفوارق الهائلة في ظروف الحياة، فمن غير الممكن استنساخ التجربة النبوية حرفيا، لنحقق الاتباع والاقتداء برسول الله، على طريقة الحركات السلفية المتشددة في هذا العصر.
كما رفض في مقابل ذلك دعوة تجاوز الأحكام الشرعية بحجة أنها لا تناسب الزمن الجديد، أو تعديلها اعتمادا على استحسان العقل المعاصر، وملائمة للظروف الحاضرة.
لمشاهدة الخطبة بعنوان: السيرة النبوية والظرف الزمكاني
https://www.youtube.com/watch?v=mM_6Zoj9ACI
للاستماع للخطبة