الشيخ الصفار: الرذائل الأخلاقية أشد خطرا من الأوبئة الفيروسية
ويقول إن الأوبئة الروحية هي سبب الانحراف والظلم والعدوان بين البشر.
ويحثّ على الحذر من رغبات الجنس والمال أو العدوان والإساءة إلى الآخرين.
ويدعو إلى تعزيز المناعة الروحية وتقوية الإرادة التي تمنع هيمنة الشهوات.
ويدعو إلى المبادرة إلى أخذ لقاح كورونا ضمن الحملة الوطنية في المملكة.
حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار من الأوبئة الروحية المتمثلة في الرذائل الأخلاقية، واعتبرها أشد ضررًا على وجود الإنسان وحياته من الأوبئة الفيروسية، "لأنها سبب الانحراف والفساد والإجرام والظلم والعدوان بين البشر".
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 2 جمادى الآخرة 1442هـ الموافق 15 يناير 2021م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار: إن المواجهة مع الفيروسات الوبائية التي تغزوا الأجسام، يجب أن تلفتنا إلى معركة أخرى ضد الفيروسات الوبائية التي تصيب الأرواح والنفوس.
وأضاف بأن الأوبئة الروحية تتمثل في الرذائل الأخلاقية، والاعتلالات النفسية، التي تُفقد الإنسان إنسانيته، وتهمّش عقله ووجدانه، وتهبط به إلى أسفل سافلين، حيث ينقاد لأهوائه وشهواته.
وقال سماحته بأن خطر الأوبئة الروحية والأمراض الأخلاقية أشد ضررًا على وجود الإنسان وحياته، معللا بأنها سبب الانحراف والفساد والإجرام والظلم والعدوان في حياة البشر، إضافة للشقاء الأبدي في الآخرة.
وأمام حشد من المصلين لفت الشيخ الصفار إلى أهمية الاحتراز عن الذنوب والمعاصي، وتعزيز المناعة الروحية لدى الإنسان، حتى يقاوم تسلل الأوبئة الأخلاقية وتوطينها في نفسه.
وأوضح بأن هذه هي المهمة الأساس للدين والرسالات السماوية، حيث تركز على تزكية النفس وتهذيب الروح، وإحياء الضمير والوجدان، وتفعيل دور العقل.
وأضاف بأن التحذيرات الدينية من الذنوب، والمعاصي، والانحرافات الأخلاقية، تعود إلى اعتبارها فيروسات وأوبئة تنخر في داخل نفس الإنسان، وتصيب روحه بالخلل والسقم.
وتابع بأن نتيجة ذلك بروز السلوك العدواني، والممارسات الاجرامية التي تفسد حياة الإنسان، وتضر بحياة الآخرين.
تقوية الإرادة
وفي هذا السبيل دعا الشيخ الصفار إلى تعزيز المناعة الروحية الذاتية بتقوية الإرادة التي تمنع هيمنة الشهوات والأهواء على النفس، إضافة إلى الارتباط بالله واستحضار رقابته، واستذكار نعمه، والتفكير في المثول بين يديه.
وقال سماحته: إن على الإنسان أن يكون حذرًا تجاه رغبات الجنس والمال أو العدوان والإساءة إلى الآخرين، فإنّ الشيطان يسوّل للإنسان، ويزيّن له بالاستدراج خطوة خطوة.
وأضاف إن المناعة الروحية، هي التي عصمت النبي يوسف الشاب المتوقد جمالاً وحيوية من الاستجابة لدواعي الشهوة مفضلاً السجن.
كما إن ذات المناعة تحجز سائق سيارة أجرة فقير من الاستيلاء على مبلغ مالي كبير، قد يكون نسيّه أحد الركاب، مع قدرته على فعل ذلك.
وعلى النقيض من ذلك تجد أشخاصا يتبوؤون مراتب وظيفية عالية، ويتقاضون رواتب كبيرة، لكنهم مع ذلك يخونون الأمانة، ويمارسون الفساد، ويسرقون من ثروات الوطن، ويأخذون الرشاوي، كما تشير التقارير الرسمية.
ويدعو للمبادرة لأخذ لقاح كورونا
وفي السياق دعا الشيخ الصفار إلى المبادرة إلى أخذ لقاح كورونا، ضمن الحملة الوطنية التي بدأتها الجهات الصحية في المملكة مؤخرا.
وحثّ سماحته عموم الناس إلى عدم الإصغاء إلى الشائعات، قائلا بأن الجهات الرسمية حريصة على صحة المواطنين والمقيمين، ووفرت في هذا السبيل اللقاح الأكثر أمانا وفق المختصين.
لمشاهدة الخطبة بعنوان: مواجهة الأوبئة الروحية
https://www.youtube.com/watch?v=bNgtKy6rfMs
للاستماع للخطبة: