الشيخ الصفار يحذر من بيع الأوهام على الناس باسم الدين
حذر سماحة الشيخ حسن الصفار من استغلال العاطفة الدينية عند الناس، وبيع الوهم عليهم بالإضافات في الدين.
وتابع: علينا أن نحذر من الغلو في الدين بأي عنوان جاء.
جاء ذلك خلال الندوة التي شارك فيها سماحته ضمن برنامج بينات من الهدى الرمضاني بالربيعة ليلة الأربعاء 7 رمضان 1442هـ الموافق 19 أبريل 2021م عبر البث المباشر، بعنوان: العاطفة الدينية بين الترشيد والاستغلال.
وقال الشيخ الصفار إن انشداد الإنسان لدينه له مسار عقلي يؤمن من خلاله بعقائده عبر الدليل والبرهان، ومسار سلوكي يعبر عنه بالإلزام بالأوامر والنواهي، ومسار عاطفي حيث تتمحور مشاعره حول مبادئ دينه ورموزه.
وأبان أن العاطفة جزء أساس ومكون رئيس من شخصية الانسان، وهي تتمظهر في المشاعر كالحب والكره والرضا والسخط والرجاء واليأس.
وتابع: للعاطفة تأثير كبير في حياة الإنسان فكثير من سلوكياته تنبثق من المشاعر والاحاسيس.
وقال: رغم الدور الكبير للعقل وأهميته في حياة الانسان إلا أن العاطفة تزاحم هذا الدور وقد تنتزع منه زمام المبادرة وتدفع في اتجاه مخالفة العقل.
وأضاف: على الإنسان أن يكون قوي الإرادة ويحسم الصراع لصالح العقل.
وقال سماحته: لقد اهتم الدين بالعاطفة وترويضها لتكون ضمن نطاق العقل والالتزام بالقيم.
وأضاف: النصوص الدينية تدعو لتعزيز العاطفة الدينية في نفس الانسان المسلم، وأن يعمق في قلبه حب الله والشوق الى رضوانه، والتلذذ بمناجاته، والرغبة في ثوابه.
وأبان أن الدين حدد ضوابط لتمظهرات العاطفة الدينية ورفض خروجها عن هذه الضوابط، مؤكدا أن من أهم هذه الضوابط اتباع الرسول وأهل بيته لما جسدوه من قيم ومثل عالية، مستشهدا بقوله تعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّه﴾.
وأشار إلى أن حب أهل البيت ليس مجرد مشاعر نفسية وإشادة وتمجيد ومدح وبكاء، مؤكدًا أن الحب الصادق يتجلى في اتباع اوامر الله واجتناب نواهيه.
وقال مساحته أن بعض الاطراف تستغل العاطفة الدينية عند الناس فتوجهها بمسار منحرف عن الإطار الذي رسمه الدين.
وأوضح أن استغلال العاطفة الدينية يكون بالغلو في الدين ورموزه، وهو مرفوض حذرت منه النصوص الدينية.
وتابع: ويكون استغلال العاطفة الدينية بالإضافات في الدين، فقد وضع بعض أصحاب المصالح إضافات بعناوين دينية.
وأضاف: مشكلة كبيرة أن يروج إنسان متدين لأشياء لا أصل لها، ويضع أحاديث مختلقة، ويبرر ذلك بترغيب الناس في أمور الدين.
وأشار إلى أن اسلوب الاختلاق والوضع والاضافة الى الدين اسلوب سيئ، ونوع من انواع استغلال العاطفة الدينية، داعيًا العلماء الواعين أن يتلافوا مثل هذه الأخطاء.
وتابع: يجب التحفظ على الأعمال التي لم ترد في الدين، وعدم إعطاء الفرصة لاستغلال عواطف الناس، من أجل مصالح شخصية قد ندفع بسببها أغلي الأثمان.
لمشاهد الندوة بعنوان: العاطفة الدينية بين الترشيد والاستغلال
https://www.youtube.com/watch?v=3bTtZjlXjk0