الشيخ الصفار يحذر من تسطيح الوعي الديني ويؤكد على التثقيف الذاتي
حذر سماحة الشيخ حسن الصفار من ظاهرة التسطيح الديني، داعيا لكسب الوعي والمعرفة الدينية من مصادرها الأصلية.
وطالب الواعين بدعم الجهود المعرفية والأبحاث الجادة لتعميق الوعي الديني.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سماحته ضمن برنامج "الملتقى" الذي يبث حياً من مانشستر في بريطانيا على منصة الزوم يوم السبت ليلة الأحد 12 رمضان المبارك 1442هـ الموافق 24 أبريل 2021م.
وأوضح سماحته أن الدين يدعو إلى كسب المعرفة والتوفر على الوعي الأعمق بمقدار جهد الإنسان وطاقته.
وأبان أن الفهم الديني الموروث عائليًا ومن تلقين البيئة الاجتماعية يعطي الانسان معلومات أولية سطحية.
وتابع: إن الاكتفاء بهذا الفهم لا يمنح المتدين الحصانة والصمود أمام الأفكار والتوجهات المناوئة للدين.
ودعا في مقابل ذلك لبرنامج التثقيف الذاتي، مؤكدا أنه متاح في هذا العصر.
ورفض مقولة (اللهم إيمانًا كإيمان العجائز) نافيا صحة نسبتها للنبي ، وقال: إنّ الإنسان المؤمن يبحث عن الإيمان بمنهجية الأنبياء.
وأضاف: حين نقرأ القرآن الكريم نجد أن نبي الله إبراهيم يبحث عن الاطمئنان عبر الدليل، يقول الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾.
وتابع: هذا الإيمان الذي يبحث عن مزيد من الأدلة والبراهين، ولا يمانع من طرح التساؤلات من أجل استجلاء الحقيقة.
وأشار إلى أن تيار التسطيح يكتفي بالضخ الشعائري والتأجيج العاطفي، والتقليل من شأن العمق المعرفي والعلمي.
ودعا للاهتمام بالتثقيف الذاتي، ودعم جهود الإنتاج المعرفي، كدعم مراكز الأبحاث والمجلات المستنيرة، إلى جانب دعم الأنشطة الشعائرية.
وفي موضوع متصل حذر سماحته من تيارات التطرف والغلو والتحريف.
وقال: إننا نعيش عصر تفجر الهويات الاثنية والدينية، وهناك موجة من التطرف داخل مختلف الأديان والمذاهب، بمبرر تثبيت الوجود والدفاع عن الذات والحقوق.
وأبان إن بعض الجهات المنتمية للحالة الدينية استغلّت الدين لكسب الجمهور، وتعزيز النفوذ الاجتماعي، باللعب على المشاعر ودغدغة الأحاسيس والعواطف الدينية الولائية.
وأشار إلى أن بعض التوجّهات استغلّت حب النبي وأهل البيت لنشر ثقافة الغلو والمبالغة في الطقوس والمظاهر العاطفية، على حساب الارتباط الواعي بالقيادات الهادية، والأخذ بتعاليمهم والاقتداء بسيرتهم.
واستطرد: في مقابل هذه التيارات لابد من نشر ثقافة العقلانية والتسامح والاعتدال، فإن ديننا دين العقل، والقرآن الكريم يؤكد على مرجعية العقل.
يشار إلى أن (الملتقى) يبث ندوة كل يوم سبت واثنين وأربعاء عبر منصة الزوم، ويتابعه المهتمون من الواعين والمثقفين والمهتمين من أوربا وكندا وأمريكا والخليج والعراق ولبنان وغيرها من الدول.
لمشاهدة الندوة بعنوان: الوعي الديني والتحديات المعاصرة
https://www.youtube.com/watch?v=fe203ZS3b4Y