الشيخ الصفار: لا ينبغي الاستهانة بالعاطفة الدينية في حياة المجتمعات

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

ويقول من دون الجانب العاطفي لا تكون للدين حيوية في حياة الإنسان.
ويرفض اعتبار العاطفة الدينية لدى المجتمعات "نقطة ضعف".
ويضيف بأن الوعي والمعرفة أصل في الانتماء الديني بالتوازي مع الجانب العاطفي.
ويدعو إلى قيام العلاقات بين الجماعات الدينية على الاحترام المتبادل.

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن العاطفة الدينية لها دور حيوي في حياة المجتمعات لا يقل أهمية عن الوعي الديني والمعارف الثقافية.

جاء ذلك خلال المحاضرة العاشورائية الأولى مساء الإثنين 1 محرم 1443هـ الموافق 10 أغسطس 2021م بمجلس الحاج سعيد المقابي في حي الجزيرة بمدينة القطيف.

وقال الشيخ الصفار إن للعاطفة الدينية دورًا أساسًا في حماية الانتماء الفكري والالتزام العملي السلوكي "ومن دون الجانب العاطفي لا تكون للدين حيوية في حياة الفرد والمجتمع الديني".

وأضاف أمام حشد من المستمعين بأن العاطفة الدينية هي التي تخلق الحافز الديني في نفس الإنسان، وتصنع الأجواء الجاذبة للدين في المحيط الاجتماعي.

ورأى ان من غير المناسب الإستهانة بالعاطفة الدينية لدى المجتمعات واعتبارها "نقطة ضعف" والتركيز في مقابل ذلك على تعزيز الوعي والمعرفة فقط.

وأوضح بأن البعد العاطفي أمر قائم في حياة الإنسان ومن دونه قد تصبح الحالة الدينية فاترة جافة، تتبلد معها المشاعر ويقسو القلب أو تستغل العاطفة ضمن توجهات أخرى مخالفة لمصلحة الإنسان وأغراض الدين.

واستدرك قائلا "لا شك أن الوعي والمعرفة أصل في الانتماء الديني ولكن لا يصح تجاهل الجانب العاطفي".

وتابع القول بأن الوعي والمعرفة لا يملأن المساحة التي تملؤها العاطفة. مضيفا بأن عامة الناس ليسوا جميعًا ممن تستقطبهم الاهتمامات المعرفية، ويشكل الجانب العاطفي جسر الصلة الدائمة بينهم وبين انتمائهم الديني.

احترام المشاعر الدينية

ودعا سماحة الشيخ الصفار إلى الاحترام الديني المتبادل بين أتباع الديانات و المذاهب المختلفة أخذا في الاعتبار الجانب العاطفي الذي يربط الجميع برموزهم ومقدساتهم الدينية بصرف النظر عن مدى صوابيتها.محرم 1443هـ

وأضاف القول: ولأن العاطفة جزء أساس من شخصية البشر تربوا عليها لذلك حذر القرآن من الاساءة لرموز الآخرين ومقدساتهم لأنهم حينها سيردون بالمثل.

ومضى يقول "كما يحرص المؤمنون على رموزهم ومقدساتهم فالآخرون أيضا على ذات المنوال ولذلك ينبغي احترام رموزهم مهما كان الموقف الديني أو الشخصي منها".

ودعا سماحته إلى ضرورة أن تقوم العلاقات بين الجماعات الدينية على الاحترام المتبادل.

وشدّد القول: لا يصح لأي كان أن يسيء إلى أديان الآخرين إذا كان يريد منهم أن يحترموا رموزه الدينية ولا يسيئوا لمقدساته.

وأضاف بأن العاطفة الدينية راسخة في نفس الإنسان تنشأ معه فيصبح محبا لدينه ومقدساته ورموزه الدينية ولا يقبل الإساءة إليها من أي أحد.

عاشوراء وترسيخ العاطفة الدينية

وقال الشيخ الصفار إن من أهم ميزات موسم عاشوراء أنه يخلق زخما عاطفيا ويفجّر الحالة العاطفية في نفوس المؤمنين على نحو يحفزهم على الاهتمام بمختلف جوانب الدين وأبعاده.

ورأى بأن ميزة موسم عاشوراء أنه موسم ترسيخ للعاطفة الدينية تجاه النبي وعترته الطاهرة من خلال استذكار شهادة الإمام الحسين .

قال إن لهذا الموسم بركته العظيمة وفوائده الجمة ومن أظهرها بروز الجانب العاطفي حيث يتفاعل المؤمنون مع ظلامة أهل البيت وينشدّون إلى عظمة شخصية الإمام الحسين في بطولته وثباته وتضحيته من أجل مبادئ الدين اضافة لما أصابه وأهل بيته من الفجائع التي لا يملك أي بشر إلا أن يتفاعل معها.

ورأى ان هذا هو تفسير تشديد أئمة أهل البيت على إحياء هذا الموسم بالزخم العاطفي على النحو الوارد في المرويات والتراث الديني.

لمشاهدة المحاضرة بعنوان: فلسفة العاطفة الدينية
https://www.youtube.com/watch?v=PQFwZC7TN5c

للاستماع للمحاضرة:

http://saffar.me/?act=av&action=view&id=1482