الشيخ الصفار ينتقد الذين يلجئون للغيب دون سعي ولا عمل

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

ويقول أن بعض المتدينين يراهن على التدخل الغيبي لتطوير حياتهم.
 ويعتبر هذا التفكير سببا للتخلف ومعززا للكسل في المجتمعات الدينية.
 ويقول إن السنن الإلهية حاكمة على جميع البشر ولا يستثنى منها أحد.
 وينتقد الخطباء والرواديد المروجين إلى مناعة الأماكن الدنية من الأوبئة.

 انتقد سماحة الشيخ حسن الصفار النزعة الغيبية عند بعض المتدينين الذين ينتظرون من الله سبحانه وتعالى أن يعالج مشاكلهم دون سعي ولا بذل جهد في مساعدة أنفسهم.

 جاء ذلك خلال المحاضرة العاشورائية الرابعة 4 محرم 1443هـ الموافق 13 أغسطس 2021م مساء الخميس بمجلس الحاج سعيد المقابي في حي الجزيرة بمدينة القطيف.

 وقال الشيخ الصفار إن هناك ثقافة تدفع الناس باتجاه اللجوء للغيب والطلب من الله أن يعالج جميع مشاكلهم بلا جهد ولا سعي في هذا السبيل وإنما على طريقة "خلها على الله".

 وأضاف القول أن بعض المتدينين يراهن على التدخل الغيبي لتطوير حياتهم وتحسينها وحل المشكلات التي يواجهونها "لكن القرآن الكريم يرفض هذا المنطق".

 وتابع بأن هذا التفكير هو الذي يصنع التخلف ويعزز الخمول والكسل في المجتمعات الدينية.

 واستدرك سماحته بأن جميع الأمور بيد الله سبحانه وتعالى "ولكن ليس بمعنى أن يتكاسل الإنسان ويجلس بانتظار أن يحلّ الغيب جميع مشاكله ويطور حياته".

 ودعا سماحته الوسط الديني إلى أن يقرن الإيمان بالغيب بتعقل الأوامر والقوانين والسنن الإلهية التي دعانا الله سبحانه وتعالى إلى التأمل فيها.

سنن إلهية

 وأوضح الشيخ الصفار بأن الله سبحانه جعل للكون سننا وقوانين وأنظمة ثابتة واضحة لا ارتجال فيها ولا تخضع لمزاج أحد.

وأضاف بأن هذه السنن الإلهية يخضع لها جميع البشر ولا يستثنى منها أحد، المؤمن والكافر، والصالح والطالح، كما ورد في الآية الكريمة "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى".

 وحول مسألة الدعاء وتأثيره أشار سماحته إلى الحاجة إلى الفهم الصحيح لهذه المسألة "فالدعاء طلب من الله، يزرع الأمل، ويواكب السعي والعمل، وليس بديلًا عنه".

 وأسف سماحته إلى النزعة الانتقائية لدى بعض الخطاب الديني الذي يركز على بعض النصوص الدينية ويغفل أخرى.

 ومضى يقول بأن الدعاء والتوسل وأخذ الخيرة بالقرآن دون عمل لا تكفي لدفع البلاء والأوبئة كما ورد عن النبي "مَثَلُ الَّذي يَدعو بِغَيرِ عَمَلٍ كَمَثَلِ الَّذي يَرمي بِغَيرِ وَتَرٍ".

وقال بأن الدين يربي الإنسان المؤمن على إدارة حياته بالتوسل بالوسائل الطبيعية.

 وأوضح بأن النبي كان يحث أصحابه المرضى على التشافي عند الأطباء والتداوي بالأدوية "ولم يكن يقرأ في آنيتهم أو يمسح على رؤوسهم".

 وتابع بأن هذا ما حدث مع الإمام علي حين أحضر الأطباء لمعالجته من ضربة بن ملجم التي أدت لاستشهاده.

 وفي السياق انتقد سماحته الذين يروجون إلى مناعة الأماكن الدينية من أن  تصلها الأوبئة والأمراض.

 واعتبر ذلك كلاما تضليليا ومخالفا للسنن الطبيعية للخالق سبحانه، فالنبي نفسه تعرض للسم والإمام الحسن استشهد متأثرا بالسم.

 وتابع بأن الإمام الحسين كذلك لم يكن في ثورته بمنأى عن جريان السنن الإلهية حين خذلته الأمة ولم تتوفر لديه الوسائل الطبيعية لتحقيق النصر على أعداءه مما قاد لفاجعة كربلاء.

للمشاهدة:

https://www.youtube.com/watch?v=QSvPhgxynbc

للاستماع:

https://www.saffar.me/?act=av&action=view&id=1486