جريدة الجزيرة تنشر تعليقاً صحفياً لأميمة الخميس تُشيد فيه بمؤلفات سماحة الشيخ الصفار
نشرة جريدة الجزيرة في عددها 12122 الثلاثاء 4 ذو القعدة 1426هـ 6 (ديسمبر 2005م) تعليقاً صحفياً للكاتبة الصحفية أميمة الخميس تتحدث فيه عن انطباعها الشخصي حول بعض الإصدارات لسماحة الشيخ حسن الصفار مؤكداً أنها قيّمة للغاية لما يتمتّع به سماحته من ثقافة عميقة وموسوعية.وهذا نص التعليق:
اطلعت على بعض الإصدارات التي قام بتأليفها السيد حسن الصفار، مثل (كيف نقرأ الآخر؟ - الخطاب الإسلامي وحقوق الإنسان - التنوُّع والتّعايش)، والمؤلفات بحق قيّمة للغاية لما يتمتّع به السيد من ثقافة عميقة وموسوعية، سواء ما يتعلَّق منها بالشريعة الإسلامية، أو الثقافة المتصلة بجميع المنتج الفكري في العصر الحديث.. لكن المميز بحق في كتابات السيد الصفار، هي تلك الروح السمحة الرحبة، والرؤية الشاسعة للأمور التي تظهر في معظم طروحاته، حيث تلمح أن السطور جميعها عبارة عن أيدٍ مشرعة للقاء الآخر، والوصول إليه، هو لا يقطع في طروحاته اتجاه الآخر نصف المسافة، بل المسافة كلها التي من شأنها أن ترمم الفجوات وسنوات القطيعة والنبذ والإقصاء.
وقد كان الهمّ الوطني ومحاولة رأب الصدع والبُعد عن موارد الفتنة والانقسام الهدف والسبيل الذي يعلن عنه المؤلف من أول الكتب إلى أقصاها.
وهو في كتابه كيف نقرأ الآخر؟ يُقدم طرحاً إسلامياً تقدمياً في غاية الشجاعة والإنصاف في محاولة تقليل الفروقات بين المذهب الشيعي والسني، من حيث السعي إلى الالتقاء على الأصول المشتركة، فهو من ناحية تحدث عن أعمق إشكاليتين ملتهبتين تطوّقان علاقة المذهبين مع بعضهما البعض:
الأولى: هي (ولاية الفقيه) حيث قال: (أكثر مراجع الشيعة لا يرون مبدأ ولاية الفقيه المطلقة)..
أما فيما يتعلَّق بسبّ الصحابة وتكفيرهم فقال: (الشيعة عملاً لا يمارسون سبّ الصحابة ولا تكفيرهم، أما ما ذُكر في الكتب المنشورة فكلها كتب قديمة).
هذه الروح العصرية المتسامحة والمجددة للخطاب الإسلامي الشيعي التقليدي هي بالتحديد ما نحتاجه سواء في علاقاتنا مع الآخر أو علاقاتنا مع العالم الخارجي، هذا الخطاب الإسلامي المتشرِّب لروح العصر هو بالتحديد ما يخدم المرحلة ويعبِّر عن متطلباتها.
هذه المؤلفات هي في الحقيقة تحمل طرحاً إيجابياً وواعياً بشروط المرحلة، ونحن إن أغلقنا الأبواب والنوافذ عن هذا النوع من الطروحات، فإنه لا بد أن يحل بدلاً منها طروحات منغلقة في غاية التشدد والتعصُّب.