جريدة الحياة: بعد مشاركته في «نحن والآخر» ... النمر: مؤتمرات الحوار الوطني أنهت « الزمن الأحادي»
القطيف - منير النمر الحياة 25 ديسمبر 2005مشدد متداخلون في ندوة أقيمت في محافظة القطيف عن المؤتمر الوطني للحوار الفكري، على «ضرورة التواصل والحوار بين مختلف المذاهب والمشارب الفكرية التي تشكل المجتمع السعودي».
وأكدت الندوة، التي استضافها مجلس الشيخ حسن الصفار مساء أول من أمس، «دعم مسيرة الحوار الوطني، التي تحظى برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز». وقالوا: «إنها توفر مناخاً يجمع كلمة البلاد».
واستعرض الشيخ حسن النمر، المشارك في المؤتمر الذي حمل عنوان «نحن والآخر»، أجواء المؤتمر. وقال: «أصر جميع المؤتمرين على أن كل من ينتمي إلى هذه البلاد هو مواطن مسلم، بغض النظر عن انتمائه المذهبي أو الفكري، ولا يجوز وصفه بأوصاف مشينة مثل «مشرك» أو «كافر» أو «خارج عن الدين».
وعن هدف الحوار الوطني أضاف «جاء الحوار الوطني ليبرز للعالم أن بلادنا متنوعة فكرياً، وهي ثرية بهذا التنوع، وأن ليس لدينا فكر أحادي يتمثل في محتكرين للفهم الديني»، مضيفاً «ان استجابة خادم الحرمين الشريفين للحوار الوطني تعبير واضح عن التعددية، وخلال الجولات الخمس الماضية من الحوار الوطني استطاع إقناع العالم الذي نعيش فيه بأن السعودية تحوي تعدداً فكرياً ومذهبياً».
وتطرق إلى الفوائد التي عاد بها من الحوار الوطني «مُنح الجميع فرصة الظهور والتحاور والتقارب، وفي الماضي لم تكن البلاد تعيش هذه الحالة، فقد كان البعض مغيباً، والآن الجميع يتحاورون عبر الحوار الوطني».
وأضاف «كانت اللقاءات تحمل ألفة كبيرة، ما ساهم في ترسيخ ثقافة الحوار، ولم أشعر بتحفظ من أي جهة كانت، ما يعكس تطوراً اجتماعياً مهماً أذاب الجليد بين جميع الفئات»، مشيراً إلى «ضرورة جعل هذا النمط المعتدل مؤسسةً، لتزيل التشدد وتقصيه وتترك المحبة والألفة بدلاً منها».
وأعرب عن اعتقاده أن «بث الحوار الوطني في شكل مباشر أعطاه دفعة قوية نحو الأمام». وقال معلقاً على هذه الخطوة الإعلامية «اضطر الجميع إلى استخدام كلمات ينتقيها في شكل مدروس، وكانت الأطروحات تراعي في شكل عملي ما تمر به البلاد، وهذا يدل على حرص الجميع».
وانتقد النمر التشدد. وقال: «سبب المتشددون للبلاد أزمة، وقد حاول الحوار الوطني الثاني حلها». وأشار إلى أن «المؤتمرين أجمعوا على ضرورة أن تصبح مكة المكرمة مركزاً لمؤتمر إسلامي، يشارك فيه الجميع، ويكون ذا توجه وسطي معتدلاً».
وحضر الندوة نحو 500 شخص، بينهم علماء دين من مختلف مناطق المنطقة الشرقية، وأكد المتداخل منصور سلاط أن «الإصلاح والحوار الوطني ضرورة ملحة تفرضها متطلبات داخلية وخارجية»، مركزاً على الحوار الوطني «بصفته يرسخ ما يتمناه الجميع من وحدة وطنية تزيل النفس الطائفي البغيض، الذي لم يكسبنا إلا التراجع نحو الوراء». وأضاف متسائلاً «هل يمكننا الحوار الوطني من إيجاد مؤسسات تكون حاضنة له لتدعمه على الصعيد الاجتماعي».
وتمنى أن لا يكون الحوار الوطني «مجرد رد فعل على معطى عالمي (11 أيلول/ سبتمبر)». وأضاف «ينبغي أن يكون ضرورة اجتماعية مستجيبة لحجم الإصلاح الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين في البلاد».