الشيخ الصفار يحذِّر من الغضب الذي يدمر الحياة الزوجية
حذَّر سماحة الشيخ حسن الصفار من مثيرات الغضب والانفعال السلبية السيئة التي تمنع استقرار الحياة الزوجية وسعادتها.
وقال: إن على الزوجين كبح الغضب، واجتناب مثيراته.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 13 جمادى الأولى 1443هـ الموافق 17 ديسمبر 2021م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: الغضب وتدمير الحياة الزوجية.
وأبان سماحته أن الإنسان كثيرًا ما يتعرض في حياته الاجتماعية لمواقف لا يرتاح لها تثير انزعاجه، كأن تقال له كلمة غير لائقة، أو ينتقص شيء من حقوقه، أو يوجه إليه فعل مسيء.
وتابع: هنا تحصل حالة انفعالية داخل نفسه تحفزه للرد والدفاع عن الذات. مبينًا أن ذلك أمر طبيعي.
واستدرك: لكن هذه الحالة قد تخرج عن السيطرة، باستجابة الإنسان الفورية وغير المدروسة لانفعاله، مما يورطه في مضاعفات خطيرة.
ونقل سماحته تعريف الغضب في علم النفس، مبينًا أنه ردة فعل انفعالية على أحد المثيرات الخارجية، قد تدفع إلى الانتقام بتصرفات خارجة عن حسابات العقل، ودون تفكير في أي عواقب لاحقة.
وأوضح أن النصوص الدينية جاءت تنبه الإنسان إلى خطورة هذه الحالة، وكبح جماحها.
وتابع: كما وضع علماء النفس والتربية معالجات كثيرة، لتدريب الإنسان على ضبط أعصابه، والتحكم في انفعالاته، عند لحظات الغضب.
وأشار إلى أن الإنسان قد يكون معرَّضًا لمثيرات الغضب في حياته الزوجية، أكثر من أي مجال آخر.
وأوضح أن السبب في ذلك هو شمولية العلاقة وسعتها... ولأن كلًّا من الزوجين قد تكون له بعض الخصائص في مزاجه أو تفكيره تختلف عن الآخر، وخاصة إذا كانا نتاج بيئتين مختلفتين.
وحث سماحته الأزواج والزوجات أن يدركوا من بداية حياتهم الزوجية.. وأن يذكِّروا أنفسهم أثناءها دائمًا أنه قد يحصل ما يثير لديهم حالة الانفعال، وعليهم أن يقرروا استيعاب مثل تلك المواقف وتحملها، وألا يندفعوا لردَّات الفعل الغاضبة.
وتابع: تشير بعض النصوص الدينية إلى أن هذا التحمُّل والاستيعاب يكاد يكون حقًّا من حقوق الحياة الزوجية.
واستشهد بجواب الإمام الصادق لإسحاق بن عمار قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ : مَا حَقُّ الْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا الَّذِي إِذَا فَعَلَهُ كَانَ مُحْسِنًا؟ قَالَ: (يُشْبِعُهَا وَيَكْسُوهَا، وَإِنْ جَهِلَتْ غَفَرَ لَهَا).
ومضى يقول: إن البعض قد يتصور أن غضبه في الحياة الزوجية أقلُّ خطرًا من غضبه خارجها؛ لكن الصحيح هو العكس.
وتابع: أساسًا!! الغضب تجاه من يكون في موقف أضعف من موقفك يكون أسوأ. واستيعاب الانفعال وكبح الغضب هنا أدعى وأفضل.
وأوضح أن كثيرًا من المشاكل في الحياة الزوجية تحصل بسبب حالات الانفعال والغضب، كالسب والشتم، والكلمات الجارحة، والطرد، والهجر، واستخدام العنف.
وقال سماحته: إن تحصين الحياة الزوجية من حالة الغضب يقتضي كبح الغضب، واجتناب مثيرات الغضب.
ومضى يقول: ما أروع حالة الرضا والانسجام في الحياة الزوجية!
إنها تعني الاستقرار، والطمأنينة النفسية، والسعادة لكل منهما، وتحقق رضا الله تعالى، وتوفر أجواء التربية الصالحة للأبناء.
وبمناسبة ذكرى وفاة بضعة الرسول فاطمة الزهراء ، دعا الشيخ الصفار لقراءة الحياة الزوجية لعلي وفاطمة؛ لأخذ الدروس والعبر، ولتكون أنموذجًا للتأسي والاقتداء.
وأوضح أنه حين يتحدث الإمام علي ، عن طبيعة العلاقة التي كانت قائمة بينه وبين سيدتنا الزهراء ، في حياتهما الزوجية، فإنه يريد بذلك أن يقدم لنا أنموذجًا في إدارة الحياة الزوجية.
واستشهد بما ورد عنه في حديثه عن فاطمة الزهراء : (فَوَ اللهِ؛ مَا أَغْضَبْتُهَا، وَلاَ أَكْرَهْتُهَا عَلَى أَمْرٍ، حَتَّى قَبَضَهَا اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - إِلَيْهِ! وَلاَ أَغْضَبَتْنِي وَلاَ عَصَتْ لِي أَمْرًا! وَلَقَدْ كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهَا، فَتَنْكَشِفُ عَنِّي اَلْهُمُومُ وَاَلْأَحْزَانُ!!).
وأبان أن الإمام يشير في حديثه إلى خلو تلك العلاقة بينهما، من مثيرات الغضب والانفعال السلبية السيئة التي تمنع استقرار الحياة الزوجية وسعادتها.
للمشاهدة:
https://www.youtube.com/watch?v=6JKoo_NYS6k
للاستماع: