من أخلاق النبي في حياته الزوجية

 

عن ابن عباس عن النبي قال: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي"[1] .

حين يفخر رسول الله بين أصحابه بأنه خيرهم لأهله، فهذا يشير إلى أمرين:

الأول: أهمية الموضوع وأنه يستحقّ أن يفخر به شخص في مقام رسول الله .

فحسن التعامل والعشرة مع الأهل ليس مسألة كمالية جانبية، بل هي أصل وأساس في قيمة شخصية الإنسان، وتحديد مستوى كماله الأخلاقي، ومكانته عند الله سبحانه وتعالى.

ولم نجد من خلال البحث والتتبع للأحاديث النبوية في مصادرها المعتمدة افتخار النبي بأيّ صفة أخرى بهذه الصيغة.

فلم يرد عنه مثلًا أنه قال أنا خيركم عبادةً أو جهادًا أو إنفاقًا. ولا شك أنه كذلك في جميع مجالات الفضائل والكمال.

الثاني: إلفات نظر المسلمين إلى قراءة سيرة رسول الله في بعد حياته الزوجية ليتأسّوا به، وليستلهمو من سيرته الدروس والعبر في إدارة حياتهم العائلية.

ولسعة موضوع البحث، وكثرة شواهده في السيرة النبوية، فسنركز على بعض النقاط المهمة.

استيعاب مشاكل العلاقات الزوجية

فالحياة الزوجية علاقة بين شخصين رجل وامرأة، تمسّ هذه العلاقة كلّ أبعاد شخصيتهما النفسية، والجسمية، والاجتماعية، والمادية، حيث تصبح حياتهما مشتركة متداخلة، وقد شبّه القرآن الكريم هذا الالتصاق والتداخل بين الزوجين بالتصاق اللباس بالجسم: قال تعالى: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ.

وكذلك فإنّ اللباس ستر للجسم يقيه الحرّ والبرد والغبار والأوساخ، وهو زينة وجمال، وهذا مما تحقّقه الحياة الزوجية للطرفين.

ولكلِّ واحدٍ من الزوجين شخصيته الخاصة المستقلة التي تشكلت من خلال العوامل الوراثية والتربوية والمعيشية، فلكلٍّ منهما ذاته الفردية، وطبيعته، ومزاجه، وميوله، وقد يتفاوت مستواهما ثقافيًّا أو مزاجيًّا وأخلاقيًّا، ومهما كانت درجة التوافق والتقارب في الصفات والسِّمات بينهما، تبقى احتمالات الاختلاف في المزاج والتفكير والرغبة قائمة في بعض الموارد والمواقف.

من هنا لا بُدّ وأن يقرّر الطرفان استيعاب هذه الحالة وحسن إدارتها. فلا يتوقع أيٌّ منهما التوافق مع الآخر في كلّ شيء.

ونجد في حياة رسول الله هذا الدرس واضحًا، فهو في قمّة الكمال الروحي والأخلاقي، وزوجاته يعرفن فضله، ويعتقدن بنبوته ومكانته عند الله، وقيادته وزعامته في المجتمع، لكنّ ذلك لم يمنع حصول بعض المشاكل في حياته الزوجية من قبل بعض أزواجه، فكان يستوعب ذلك بسعة صدره، ليقول لكلِّ زوج: إنّ عليه أن يستوعب مشاكل حياته الزوجية.

لقد تحدث القرآن الكريم عن حدوث بعض المشكلات في الحياة الزوجية لرسول الله ، كما في سورة التحريم حيث يقول تعالى: ﴿وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ‎﴿٣﴾‏ إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ۖ وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَٰلِكَ ظَهِيرٌ[2] ، وقد أشارت كتب التفسير والحديث إلى تفاصيل مختلفة عن الحادثة التي وردت حولها الآيات الكريمة، وخلاصتها: أنّ النبي أسرَّ كلامًا لإحدى أزواجه، كان يجب أن تكتمه؛ لأنّ إظهاره لسائر الأزواج يسبب مشكلة وحرجًا، لكنّها لم تحفظ سرّ رسول الله ، بل أخبرت به زوجًا آخر وتآمرت معها على نشره، خلافًا لأمر رسول الله ، وقد أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباس أنه قال لعمر بن الخطاب: مَنِ اللَّتَانِ تَظَاهَرَتَا علَى النبيِّ مِن أزْوَاجِهِ؟ فَقالَ: تِلكَ حَفْصَةُ وعَائِشَةُ[3] .

ومن الموارد التي تحدث عنها القرآن، في هذا السّياق ما جاء في سورة الأحزاب، حيث يقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ‎﴿٢٨﴾‏ وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا[4] .

وعن أسباب نزول هذه الآيات الكريمة جاءت روايات ذكرتها كتب التفسير والسيرة، مفادها: أنّ نساء النبي وبعد أن رأين وفرة الغنائم التي نالها المسلمون في غزواتهم، طلبن من رسول الله الصرف من تلك الغنائم في تلبية طلباتهنّ الرفاهية، لكن هناك أولويات عند رسول الله للصرف على مصالح الإسلام وحاجات المسلمين، ولا يليق بشخصية النبي أن يهتم بترفيه حياة نسائه على حساب مصالح الإسلام وحاجات المسلمين، كما ينبغي أن تكون نساؤه قدوة للآخرين في التضحية، وتحمّل صعاب الحياة، لذلك أمره الله تعالى أن يخيّر نساءه بين الصّبر على طبيعة حياته الرّسالية، أو أن ينفصل عنهنّ.

ونذكر هنا مما ورد في السيرة النبوية شواهد لبعض المشكلات في الحياة الزوجية لرسول الله .

يرفعن صوتهنّ على رسول الله

عن النعمان بن بشير قال: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى النَّبِيِّ فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ: أَلَا أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَحْجِزُهُ، وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ النَّبِيُّ حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ؟

قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا، فَقَالَ لَهُمَا: أَدْخِلَانِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا[5] .

يراجعنه القول ويغضبن

قال عمر: كُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا علَى الأنْصَارِ إذَا هُمْ قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِن أدَبِ نِسَاءِ الأنْصَارِ، فَصِحْتُ علَى امْرَأَتِي، فَرَاجَعَتْنِي، فأنْكَرْتُ أنْ تُرَاجِعَنِي، فَقالَتْ: ولِمَ تُنْكِرُ أنْ أُرَاجِعَكَ، فَوَاللَّهِ إنَّ أزْوَاجَ النبيِّ ليُرَاجِعْنَهُ، وإنَّ إحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ اليومَ حتَّى اللَّيْلِ، فأفْزَعَنِي، فَقُلتُ: خَابَتْ مَن فَعَلَ منهنَّ بعَظِيمٍ، ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، فَدَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ، فَقُلتُ: أيْ حَفْصَةُ أتُغَاضِبُ إحْدَاكُنَّ رَسولَ اللَّهِ اليومَ حتَّى اللَّيْلِ؟ فَقالَتْ: نَعَمْ[6] .

العنف والإساءة ممارسة مرفوضة

لا يليق بالرجل أن يستخدم موقع سلطته في بيته، ولا قوته وقدرته، في تعامله مع زوجه التي تعيش في ظلّه وتحت رعايته.

إنّ جوهر أخلاق الإنسان يتجلّى في معاملته مع زوجه، فقد ورد عن النبي أنه قال: أَكْمَلُ المُؤمِنِينَ إِيمَانًا أَحسَنُهُم خُلُقًا، وخيارُكُم خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهمْ[7] .

وقد روي عنه : ما أكرمَ النِّساءَ إلَّا كريمٌ، ولا أهانَهنَّ إلا لئيمٌ[8] .

وورد عن عائشة: ما ضربَ رسولُ اللَّهِ خادمًا لَه ولا امرأةً[9] .

وعنه : «اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَعِيفَين: اليَتِيم والمَرْأَة»[10] .

وعنه : لَا يَفْرَكْ- أي لا يبغض- مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ، أَوْ قالَ: غَيْرَهُ[11] .

يقول تعالى: ﴿فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا[12] .

أجواء المودة والاحترام

حين يتحدّث القرآن الكريم عن العلاقة الزوجية يميّزها بسمتين: المودة والرحمة، يقول تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً[13] .

والمودّة تعني المحبّة والاشباع العاطفي، أما الرحمة فتعني الشفقة حين يكون الآخر في موقع ضعف.

ونقرأ في السّيرة النبوية شواهد كثيرة عن إغداق النبي محبّته وعطفه واحترامه لزوجاته، فلم يكن في حياته الزوجية يمارس هيبته وقوة شخصيته، بل كان يضفي على أجواء علاقته العائلية حال التفاعل والأريحية والمسرّة.

ورد عن ابن عباس: " كَانَ رسولُ اللهِ إذا صلَّى الصُّبحَ، جلسَ في مُصلَّاه، وجلسَ النَّاسُ حولَه حتى تَطلعَ الشَّمسُ، ثم دخلَ على نِسائِه امرأةً امرأةً، يُسَلِّمُ عليهِنَّ، ويدعو لهنَّ، فإذا كان يومُ إحداهُنَّ جلسَ عِندَها"[14] .

وعن عائشة: كانَ رَسولُ اللَّهِ إذا انْصَرَفَ مِنَ العَصْرِ دَخَلَ علَى نِسائِهِ، فَيَدْنُو مِن إحْداهُنَّ[15] ، قال ابن حجر في فتح الباري «الذي كان يقع في أول النّهار سلام ودعاء محض، والذي كان في آخره معه جلوس، واستئناس، ومحادثة»[16] .

هكذا كان يهتمّ بلقاء أزواجه وتفقدهنّ ومحادثتهنّ وإشعار كلّ واحدة منهنّ بالاهتمام يوميًّا صباحًا ومساءً.

وفي المناقب لابن شهراشوب: أنه كَانَ يَخْدُمُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ وَيَقْطَعُ اَللَّحْمَ[17] .

وعن عائشة: "أنَّ رَسُولُ اللهِ يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ مَا يَعْمَلُ أَحَدُكُمْ فِي بَيْتِهِ"[18] ، أي يشارك زوجه في المهام المنزلية ولا يأنف من ذلك.

وأحيانًا ينادي زوجه عائشة: يا حميراء. تصغير الحمراء، وهي البيضاء المشرّبة بحمرة. وذلك بقصد إظهار الاعجاب والتدليل.

وعن أنس بن مالك أنَّ جَارًا لِرَسولِ اللهِ فَارِسِيًّا كانَ طَيِّبَ المَرَقِ، فَصَنَعَ لِرَسولِ اللهِ ، ثُمَّ جَاءَ يَدْعُوهُ، فَقالَ: وَهذِه؟ لِعَائِشَةَ، فَقالَ: لَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ : لَا، فَعَادَ يَدْعُوهُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ : وَهذِه؟ قالَ: لَا، قالَ رَسولُ اللهِ : لَا، ثُمَّ عَادَ يَدْعُوهُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ : وَهذِه؟ قالَ: نَعَمْ في الثَّالِثَةِ، فَقَاما يَتَدَافَعَانِ حتَّى أَتَيَا مَنْزِلَهُ[19] .

وعن أنس، بلغَ صفيَّةَ أنَّ حفصةَ قالت بنتُ يهودِيٍّ فبكت، فدخلَ عليها النَّبيُّ وهيَ تبكي، فقالَ: ما يبكيكِ؟ قالتْ: قالتْ لي حفصةُ إنِّي بنتُ يهوديٍّ، فقالَ النَّبيُّ : وإنَّكِ لابنةُ نَبِيٍّ، وإنَّ عمَّكِ لنبيٌّ، وإنَّكِ لتحتَ نبيٍّ، ففيمَ تفخرُ عليكِ[20] .

"لابنةُ نَبيٍّ"، وهو هارونُ بنُ عِمرانَ ؛ لأنَّها مِنْ ذُريَّتِهِ، "وإنَّ عَمَّكِ لنَبيٌّ"، أي: موسى بنُ عِمرانَ كليمُ اللهِ .

وعن عائشة: أَتَيْتُ النَّبِيَّ بِخَزِيرَةٍ [وهي لَحمٌ يُقطَّعُ صِغارًا ويُصَبُّ عليهِ الماءُ الكثيرُ، فإذا نَضِجَ ذُرَّ عليه الدَّقيقُ] قَدْ طَبَخْتُهَا لَهُ، فَقُلْتُ لِسَوْدَةَ ـ وَالنَّبِيُّ بَيْنِي وَبَيْنَهَا: كُلِي، فَأَبَتْ، فَقُلْتُ: لَتَأْكُلِنَّ، أَوْ لَأُلَطِّخَنَّ وَجْهَكِ، فَأَبَتْ، فَوَضَعْتُ يَدِي فِي الْخَزِيرَةِ، فَطَلَيْتُ وَجْهَهَا، فَضَحِكَ النَّبِيُّ ، فَوَضَعَ بِيَدِهِ لَهَا، وَقَالَ لَهَا: الْطَخِي وَجْهَهَا[21] .

وعن عائشة: رجعَ إليَّ رسولُ اللهِ ذاتَ يومٍ من جنازةٍ بالبقيعِ، وأنا أجدُ صُداعًا في رأسي، وأنا أقولُ: وارأساهُ، قال: بلْ أنا وارأساهُ، قال: ما ضَرَّكِ لو مُتِّ قبلي فغسَّلْتُكِ وكّفَّنتُكِ ثم صلَّيتُ عليكِ ودفنتُكِ؟ قلتُ: لكأنّي بكَ واللهِ لو فعلتُ ذلكَ، لقد رجعتَ إلى بيتي فأعرستَ فيهِ ببعضِ نسائِكَ، قالت: فتبسَّمَ رسولُ اللهِ[22] .

إننا بحاجة للاهتداء بهذه السيرة النبوية، لكي تكون حياتنا الأسرية أكثر سعادةً واستقرارًا، فيتحمّل كلٌّ من الزوجين ويستوعب حال الاختلاف مع زوجه، وألّا يتم اللجوء إلى استخدام العنف والإساءة في الحياة الزوجية، وأن يكون التعامل بين الزوجين قائمًا على أساس الحب والاحترام والمرح والمسرّة.

إنّ تصاعد أرقام صكوك الطلاق، وزيادة الدعاوى والشكاوى الزوجية في المحاكم، وكثرة حوادث العنف الأسري، وحصول حالات التفكك العائلي في المجتمع يدلّ على خلل كبير في ثقافة وسلوك التعامل في الحياة الزوجية.

فقد نشرت إحدى الصحف السعودية إحصائية صادرة عن برنامج الأمان الأسري في الرياض تقول إنّ 52% من أطفال المملكة شهدوا حالات عنف بين الوالدين[23] .

فلا بُدّ من الاهتمام بمعالجة هذا الخلل الذي يُهدّد الأمن والاستقرار الاجتماعي، عن طريق تكثيف برامج التوعية الأسرية، وإنشاء المراكز والمؤسسات المختصّة بترشيد العلاقات الأسرية، وإصلاح ذات البين.

للمشاهدة:

https://www.youtube.com/watch?v=xvQuQtWpHCo

للاستماع:

https://www.saffar.me/?act=av&action=view&id=1472

 

خطبة الجمعة 1 ذو القعدة 1442هـ الموافق 11 يونيو 2021م.

[1]  من لا يحضره الفقيه، ج3، ص555، وصحيح سنن ابن ماجة، ج2، ص175، ح1621.
[2]  سورة التحريم، الآيات: 3-4.
[3]  صحيح البخاري، ح4913.
[4]  سورة الأحزاب، الآيات 28-29.
[5]  الألباني: السلسلة الصحيحة، ج6، ص 944، ح2901.
[6]  صحيح البخاري، ح2468.
[7]  صحيح الألباني، 1230 (صحيح الجامع)
[8]  كنز العمال، ح44943.
[9]  صحيح سنن ابن ماجة، ح1627.
[10]  سلسلة الأحاديث الصحيحة، ح1015.
[11]  صحيح مسلم، ح 1469.
[12]  سورة النساء، الآية: 19.
[13]  سورة الروم، الآية: 21.
[14]  الهيثمي: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، كتاب الطلاق، ج4، ص455.
[15]  البخاري: 5216.
[16]  ابن حجر: فتح الباري، ج9، ص379.
[17]  ابن شهر آشوب: مَناقِبُ آل أبي طالب، ج1، ص145.
[18]  صحيح ابن حبّان، ح5677.
[19]  مسلم، ح2037
[20]  صحيح الترمذي، ح3849، سلسلة الأحاديث الصحيحة، ح3055.
[21]  النسائي: السنن الكبرى، كتاب عشرة النساء، ج8، ص162.
[22]  البخاري، ح5666.
[23]  جريدة البلاد، الجمعة 11 يونيو 2021م، (المعنفون والضحايا .. مأساة خلف الأبواب المغلقة).