الشيخ الصفار يحذر من التسرُّع في رفض أو قبول روايات المعاجز
حذَّر سماحة الشيخ حسن الصفار من التسرُّع في رفض أو قبول الأحاديث والروايات الواردة حول معاجز الأنبياء والأئمة وكراماتهم.
وأبان أن هذه الأحاديث والروايات تخضع للبحث والتدقيق، حسب الضوابط العلمية.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 20 جمادى الأولى 1443هـ الموافق 24 ديسمبر 2021م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: النبي عيسى بن مريم ومنطق الإعجاز.
وقال سماحته: يتفق المتكلمون في الديانات السماوية إجمالًا على حصول المعجزات على أيدي الأنبياء والرسل، لتكون أدلة وبراهين على صدق دعواهم للنبوة، وصلتهم بالخالق تعالى.
وأبان أنَّ ذكر القرآن لمعجزات الأنبياء فتح الباب أمام كثير من ادعاءات حدوث المعاجز والكرامات للأنبياء والأولياء.
وتابع: إذا كنا نؤمن بمبدأ إمكان حصول المعاجز والكرامات، فإننا لا يصح أن نقبل أي ادعاء بحصول ذلك.
وأضاف: إنَّ ما يذكره القرآن الكريم من معجزات بنص صريح نؤمن به.
وأبان أن القرآن قد يذكر حدوث أمر بعبارة تكون دلالتها غير صريحة، وقد يختلف العلماء في فهمها، فمن اطمأن إلى تفسير يدلُّ على وقوع المعجزة عبر الروايات الواردة، فهو يتعبَّد بذلك، ومن لم يحصل له الاطمئنان يكون معذورًا فيما يراه.
ومضى يقول: إننا نعتقد أن أمور الكون والحياة تخضع لنظام إلهي، فليس هناك عبث ولا فوضى ولا مزاجية في تسيير أمور الطبيعة والحياة.
وتابع: إن المعاجز التي تحصل على أيدي الأنبياء والكرامات التي تجري على أيدي الأولياء، ليست حالة دائمة مستمرة في حياتهم، بحيث يكون النبي مصدرًا لها في كل لحظة وساعة ويوم، ويكون خرق العادة شغله الشاغل.
واستدرك: إنما يقوم به الأنبياء، في فترات خاصة، ولغايات تقتضيها الإرادة الربانية، وهي خرق للسنن العادية التي نعرفها؛ لكنها تندرج ضمن أنظمة أخرى للحياة لا نعرفها، وما عسانا نعرف من اسرار الكون؟!
السيد المسيح
وبمناسبة ذكرى ميلاد المسيح قال سماحته: يعيش العالم هذه الأيام أعياد ميلاد نبي الله المسيح عيسى بن مريم ، وقد اعتمد يوم الخامس والعشرين من ديسمبر للاحتفاء بميلاده في القرن الرابع الميلادي بعد انتشار المسيحية.
وأوضح أن المهم في هذه المناسبة هو حضور هذه الشخصية الإلهية في وجدان وثقافة هذه المجتمعات البشرية الواسعة؛ فميلاده أصبح عنوانًا للتاريخ، وحساب توالي السنوات والقرون، عند معظم شعوب العالم.
ولفت إلى أن الاحتفاء برأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد قد أصبح مناسبة رسمية فلكلورية ترفيهية، في مجتمعات العالم المعاصر.
وتابع: قد لا تستحضر فيها شخصية وسيرة المسيح، إلا في حدود المراسم والطقوس الكنسية، إلا أنها تظل عنوانًا دينيًّا يشهد بعمق تاريخ الانتماء الديني للمجتمعات البشرية.
وأفاد سماحته: نحن -المسلمين- يسعدنا تمجيد وتخليد شخصيات الأنبياء والأولياء؛ فكما نؤمن بنبينا محمد نؤمن ببقية الأنبياء والرسل.
وأكد أن إحياء ذكر أي شخصية إلهية مكسب للقضية الدينية، وتعزيز للتوجهات الإيمانية والروحية، وترسيخ للقيم الأخلاقية التي جسدها الأنبياء والأولياء في سيرتهم، وبشروا بها في رسالاتهم ودعواتهم.
وأشار إلى حديث القرآن عن الجوانب الاستثنائية الإعجازية في شخصية النبي عيسى وسيرته.
وتابع: فقد اختص -دون سائر البشر.. بما فيهم الأنبياء!- بأن مجيئه للحياة وخروجه منها كان بطريقة إعجازية؛ حيث ولد من دون أب، ورفعه الله إليه حينما تآمر عتاة اليهود والخونة على قتله وصلبه.
وأضاف: كما أنه تكلم في المهد صبيًّا، وجرت على يده معاجز كثيرة.