سماحة الشيخ الصفار يُصدر بياناً يُدين فيه الاعتداء الغاشم على مرقد الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام

مكتب الشيخ حسن الصفار
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين.

(إنا لله وإنا إليه راجعون)




لا تقوى الألفاظ والكلمات على التعبير عن فظاعة ما جرى وبشاعة ما حدث، فمقدسات الأمة وأماكن عبادتها الدينية ومقامات رموزها وأئمتها الهداة تتعرض للعدوان والتخريب، على يد بعض أبناء الأمة الذين تمكّن الضلال والعمى من نفوسهم وقلوبهم، وأصبحوا أدوات لخدمة مصالح الأعداء.

إن التفجير والعدوان الإرهابي الذي أصاب مرقد الإمامين الطاهرين الهادي والعسكري عليهما السلام في سامراء العراق، يشّكل ذروة المأساة في واقع الأمة، وعمق الانحدار الذي وصلت إليه اتجاهات التطرف والإرهاب، التي تعبث بأمن الأمة وتنتهك حرماتها وتنفذ مخططات أعدائها.

ويأتي هذا الحادث المرعب الشنيع في أعقاب تجلي وحدة الأمة في الدفاع عن قداسة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث هبّت جماهير الأمة وانتفضت شعوبها في مختلف أرجاء العالم للردّ على الإساءة الظالمة لشخصيته العظيمة. فجاء هذا الحادث الفظيع بهدف إثارة الفتنة الطائفية وتمزيق الصفوف، وليظهر أمام العالم أن المسلمين لا يحترمون مقدسات بعضهم بعضا، وليغطي هذا الإجرام بتداعياته المؤسفة على جريمة الإساءة للنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.

إن الصهاينة المعتدين الذين اغاضتهم نتائج الانتخابات الفلسطينية وانتصار حركة حماس، وإن القوى الأجنبية الطامعة في استمرار احتلالها للعراق والهيمنة على المنطقة، هي المستفيد الأكبر من جريمة الاعتداء على المقام الشريف للإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام، وواجب الواعين من أبناء العراق والأمة الإسلامية محاصرة آثار وتداعيات هذه الجريمة النكراء، حتى لا يحقق الأعداء أغراضهم الدنيئة.

وما نأمله من أبناء الشعب العراقي هو الاستجابة لتوجيهات المرجعية الدينية التي أمرت بالتعبير عن مشاعر الفجيعة والألم، وإظهار موقف الإدانة والرفض لهذه الجريمة النكراء، دون الانزلاق إلى هاوية العداء الطائفي، فأهل السنة في العراق مفجوعون بما حدث كإخوانهم الشيعة، ومساجد أهل السنة لها حرمتها وقداستها بنفس الدرجة التي لمساجد الشيعة (وإن المساجد لله) فالعدوان على أي مسجد هو انتهاك لحرم الله تعالى.

وإذا كان واجب المؤمنين في كل مكان إظهار الإدانة والرفض، والتعبير عن مشاعر الألم والأسى، لانتهاك حرمة مرقد الإمامين الطاهرين، فإن ذلك يجب أن يكون في إطار حفظ الوحدة، ومراعاة النظام، لتفويت الفرصة على الأعداء، ولصنع موقف موّحد يعبّر عن رفض الشيعة والسنة لممارسات الإرهاب وانتهاك الحرمات واثارات الفتنة.

نسأله تعالى أن يقطع دار الظلمة المعتدين، وأن يحفظ وحدة المسلمين.



وسلام على الإمامين العظيمين علي بن محمد الهادي والحسن بن علي العسكري، وعلى مثواهما الطاهر ورحمة الله وبركاته.




حسن الصفار

24 محرم 1427هـ