صيانة تراث أهل البيت

 

ورد عن الإمام محمد الباقر : «تَعَلَّمُوا اَلْعِلْمَ فَإِنَّ تَعَلُّمَهُ حَسَنَةٌ وَطَلَبَهُ عِبَادَةٌ وَمُذَاكَرَتَهُ تَسْبِيحٌ وَالْبَحْثَ عَنْهُ جِهَادٌ وَتَعْلِيمَهُ صَدَقَةٌ»[1] .

كان عهد الإمامين الباقر والصادق من أزهى عصور أئمة أهل البيت ، حيث أتيحت لهما فرصة نشر العلم والمعرفة، وتبيين قدر كبير من مفاهيم الدين وتشريعاته، فالسلطة الأموية كانت في أواخر عهدها تعيش حالة الضعف، والحكم العباسي كان في بدايته مشغولاً بتثبيت سلطته، وهنا وجد الإمامان في انشغال السلطة عنهما فرصة سانحة للقيام بدورهما العلمي المعرفي.

كان التأسيس على يد الإمام الباقر ، ثم تابع المسيرة ابنه الإمام الصادق ، وقد أحصى الباحثون عدد التلامذة والرواد الذين رووا عن الإمام الباقر ، فبلغ عددهم أكثر من ٤٨٢ راويًا، أما في جامعة الإمام الصادق ، فقد تحدث المؤرخون أن عدد من التحقوا بها واستفادوا منها يزيدون على (٤٠٠٠) طالب علم.

وهكذا أتيحت الفرصه لتربية عدد كبير من أبناء الأمة، وتزريقهم بالعلم والمعرفة الصحيحة.

من ناحية أخرى، كانت الفرصة متاحة لانتشار الرواية والحديث عن أهل البيت، بخلاف الفترة السابقة، حيث كانت الرواية عن علي وأهل البيت في عهد بني أمية سبب قلق وخطراً على الرواة.

فقد تصدى بعض التلامذة الأكفاء من مدرسة الإمامين الباقر والصادق للإفتاء وحلقات التدريس في المسجد النبوي وسائر المساجد كمسجد الكوفة.

فهذا أبان بن تغلب كان يتصدر حلقات العلم والإفتاء في مسجد المدينة بأمر الإمام الباقر ، حيث قال له: اِجْلِسْ فِي مَسْجِدِ اَلْمَدِينَةِ وَأَفْتِ اَلنَّاسَ فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ يُرَى فِي شِيعَتِي مِثْلُكَ[2] . 

قام الإمام الباقر بدور التأسيس، حيث تصدّى للإمامة بعد وفاة أبيه زين العابدين سنة 95هـ واستمر حوالي عقدين من الزمن.

لقد بهر الإمام الباقر العلماء والفقهاء بقدرته العلمية حتى أطلق عليه لقب (الباقر)، أي إنه بقر العلم، بمعنى شقّه وتوسّع فيه، وهذا ما سجله حتى اللغويون في معاجم اللغة.

قال ابن منظور في لسان العرب: وَالتَّبَقُّرُ: التَّوَسُّعُ فِي الْعِلْمِ وَالْمَالِ. وَكَانَ يُقَالُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ، رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ؛ لأَنه بَقَرَ الْعِلْمَ وَعَرَفَ أَصله وَاسْتَنْبَطَ فَرْعَهُ وتَبقَّر فِي الْعِلْمِ. وأَصل الْبَقَرِ: الشَّقُّ وَالْفَتْحُ وَالتَّوْسِعَةُ[3] .

وقال ابن حجر في الصواعق المحرقة: هو (الإمام محمد الباقر) باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه، صفا قلبه وزكا علمه وعمله، وطهرت نفسه وشرف خلقه وعمرت أوقاته بطاعة الله، وله من الرسوم في مقامات العارفين ما تكلّ عنه ألسنة الواصفين[4] .

وقال ابن كثير في البداية والنهاية: سمّي الباقر؛ لبقره العلوم واستنباطه الحكم[5] .

وحين التحق بالرفيق الأعلى سنة 114هـ واصل ابنه الإمام الصادق مسيرته العلمية، حتى عرفت مدرسة أهل البيت ، باسمه فيقال: المذهب الجعفري، والإمام الصادق هو واحد من اثني عشر إماماً للمذهب، لكن المعارف انتشرت في عهده بصورة واسعة فنسب المذهب إليه.

مشكلة الوضع

مع كثرة الطلاب واختلاف مستوياتهم في الاستيعاب والالتزام، ومع انتشار الرواية عن الإمام، وتدوين الكتب، واجه الإمام الباقر مشكلة الوضع والدسّ في رواياته وأحاديثه، فهناك مغرضون صاروا يتعمدون وضع الأحاديث والروايات وبثها للناس منسوبة إلى الإمام الباقر ، كما صاروا يأخذون كتب بعض تلامذته ويدسون فيها كذبهم.

وقد واجه الإمام الباقر هذه المشكلة بالتحذير من الوضّاعين بأسمائهم: كبيان بن سمعان النهدي، وحمزة بن عمارة البربري، والمغيرة بن سعيد البجلي.

فقد ورد عنه أنه قال: «برئ اللّه ورسوله من المغيرة بن سعيد وبنان بن سمعان، فإنهما كذبا علينا أهل البيت»[6] .

وقال الإمام الصادق لأصحابه: (لا تقبلوا علينا حديثًا إلّا ما وافق القرآن والسنة، وتجدون معه شاهدًا من أحاديثنا المتقدمة، فإنّ المغيرة بن سعيد دسَّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها، فاتقوا الله، ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا وسنة نبيّنا)[7] .

وعنه : «إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ صَادِقُونَ لاَ نَخْلُو مِنْ كَذَّابٍ يَكْذِبُ عَلَيْنَا وَيُسْقِطُ صِدْقَنَا بِكَذِبِهِ عَلَيْنَا عِنْدَ اَلنَّاسِ»[8] .

وورد في جواب الإمام الصادق للفيض بن المختار عن سؤاله بشأن الاختلاف الذي يراه بين الشيعة، فقال : «يَا فَيْضُ! إِنَّ اَلنَّاسَ أَوْلَعُوا بِالْكَذِبِ عَلَيْنَا... وَإِنِّي أُحَدِّثُ أَحَدَهُمْ بِالْحَدِيثِ فَلاَ يَخْرُجُ مِنْ عِنْدِي حَتَّى يَتَأَوَّلَهُ عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ لاَ يَطْلُبُونَ بِحَدِيثِنَا وَبِحُبِّنَا مَا عِنْدَ اَللهِ وَإِنَّمَا يَطْلُبُونَ اَلدُّنْيَا، وَكُلٌّ يُحِبُّ أَنْ يُدْعَى رَأْسًا»[9] . 

وفي هذه الرواية إشارة إلى الأغراض المصلحية عند بعض الرواة عن أهل البيت ، التي تدفعهم إلى الكذب عليهم، أو تأويل أحاديثهم على غير وجهها الصحيح.

وجاء عن الإمام الصادق : «رَحِمَ اَللهُ عَبْدًا حَبَّبَنَا إِلَى اَلنَّاسِ، وَلَمْ يُبَغِّضْنَا إِلَيْهِمْ، أَمَا وَاَللهِ لَوْ يَرْوُونَ مَحَاسِنَ كَلاَمِنَا لَكَانُوا بِهِ أَعَزَّ، وَمَا اِسْتَطَاعَ أَحَدٌ أَنْ يَتَعَلَّقَ عَلَيْهِمْ بِشَيْءٍ، وَلَكِنْ أَحَدُهُمْ يَسْمَعُ اَلْكَلِمَةَ فَيَحُطُّ إِلَيْهَا عَشْرًا»[10] . إنّ هذا النص يبيّن أنّ الإضافات والزيادات في أحاديث الأئمة، هي سبب لتشويه صورة مدرستهم وسمعة أتباعهم.

لقد كانت الكتب تكتب باليد، فيأخذ كلّ طالب الكتاب حتى ينسخه، وكان المغيرة بن سعيد يترصد تلامذة الإمام الباقر ، يأخذ منهم الكتب لينسخها، فيدس فيها أحاديث أخرى، أو يضيف في الأحاديث فقرات وكلمات، وينشرها، بعد تحريف وتزوير نسختها الأصلية.

ويبدو أنّ معه عصابة تعينه على ذلك، روى هشام بن الحكم عن الإمام الصادق أنه قال : كان المغيرة ابن سعيد يتعمد الكذب على أبي، ويأخذ كتب أصحابه، وكان أصحابه المتسترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب فيدفعونها إلى المغيرة، فيدسّ فيها الكفر والزندقة، ويسندها إلى أبي ثم يدفعها إلى أصحابه، ثم يأمرهم أن يبثوها في الشيعة، فكلّ ما كان في كتب أبي من الغلو فذاك مما دسّه المغيرة بن سعيد في كتبهم[11] .

ولا تكاد تخلو سيرة وحديث أيّ إمام من التحذير من الكذب والدسّ والغلو والتحريف في أحاديثهم.

أهداف الوضع

أولًا: تشويه سمعة أهل البيت .

ثانيًا: تضليل شيعتهم وإيجاد الإرباك والتحريف داخل صفوفهم.

ثالثًا: المتاجرة بالمزايدة في فضائل وحب أهل البيت، للحصول على الزعامة والمكانة الاجتماعية.

جهود العلماء في تنقية تراث أهل البيت

كانت مهمة العلماء في الغربلة والفرز وصيانة تراث أهل البيت من الدسّ والوضع مهمة خطيرة شاقة، وقد بذل العلماء جهودًا في وضع القواعد والأصول لعلم الرواية والدراية، على ضوء كلام الأئمة وتتبع أحوال الرواة، لمعرفتهم وتمييزهم، وهي مهمة مستمرة لا تتوقف.

فبذلت جهود كبيرة على هذا الصعيد من قبل علماء الشيعة على مرّ العصور، ومع ذلك لا تزال المهمة قائمة، ولا يزال التكليف منوطًا بأعناق العلماء حتى يواصلوا مسيرة صيانة تراث أهل البيت من الدسّ والتزوير.

دور السيد الخوئي

في عصرنا الحاضر كان للمرجع الراحل السيد الخوئي رحمه الله، دورٌ كبير على هذا الصعيد، فقد كان من ميزات مدرسته وبحوثه اهتمامه بموضوع الحديث والروايات، وتتبع أحوال الرواة، ولذلك ألّف معجم رجال الحديث، في أكثر من عشرين مجلدًا، يفصّل القول فيه عن كلّ راوٍ وعن سيرته ومدى اعتباره ووثاقته. 

وقد تحدّث سماحة السيد محمد رضا السيستاني، ابن المرجع السيستاني حفظه الله عن هذا الدور للسيد الخوئي، بقوله:

«إنّ من أهم ما تميّز به الإمام الخوئي رضوان الله عليه هو منهجه العلمي الرصين في التعامل مع الأخبار المروية عن أئمة أهل البيت ، والتزامه الصارم بنقدها من حيث مصادرها وأسانيدها ومتونها، وعدم التعويل إلّا على المعتبر منها من جميع الجهات، وكذلك إبرازه لدور علم الرجال وأهميته الفائقة في استنباط الأحكام الشرعية، والوصول إلى المعارف الإسلامية الأصيلة.

وتابع: 

إنّ أهمية ما قام به الإمام الخوئي (قدّس سرّه) تتجلى في هذا المجال بملاحظة المحاولات التي يقوم بها البعض في هذه الأيام، لإرجاع عجلة الفكر إلى الوراء، بالترويج لنمط من الأفكار المبنية على الأخذ بروايات الوضّاعين والضعفاء وما بحكمها، مما ورد في المصادر غير المعتبرة، وعدّ ذلك كله من علوم الأئمة الطاهرين ، والبناء عليه في تحديد معالم مدرستهم الفكرية العظيمة.

وأضاف: 

إنّ التمسك بمنهج الإمام الخوئي (أعلى الله مقامه) في نقد الأحاديث وتمحيصها والتدقيق فيها، كفيل بإفشال هذه المحاولات الغريبة، التي لو قُدِّر لها شيء من النجاح فإنّها ستؤثر سلباً على المسيرة الفكرية لأتباع أئمة أهل البيت ، ولن يحدث ذلك إن شاء الله تعالى»[12] .

وفي عصرنا هذا نواجه هذه المشكلة عند بعض الكتاب وعلى المنابر وبعض الفضائيات، بل تأسست فضائيات متخصصه في نشر الغلو والأحاديث الموضوعة والضعيفة على أهل البيت، ومحاربة النهج العقلاني المعتدل، تتحدث ضدّ السيد الخوئي والشيخ الوائلي، وضدّ العلماء والخطباء والمفكرين المعتدلين، من أجل أن تسود أجواء الغلو!!

دور الشيخ محسنـي في تنقية التراث

تخرج من مدرسة السيد الخوئي أعلام بارعون في ميدان الدراية والرواية، ولعلّ من أبرزهم حركة ونشاطاً في هذا الميدان الفقيه الراحل الشيخ محمد آصف محسني الذي رزئنا بفقده هذه الأيام بتاريخ5 أغسطس 2019 م، وهو من أبرز علماء الشيعة في أفغانستان، وقد ناهز عمره ٨٥ عاماً، قضاه في العمل والجهاد في سبيل الله وخدمة الدين والأمة.

كان له دور جهادي في مواجهة الاحتلال السوفيتي، ففي تلك الفترة ترك الحوزة العلمية، وشكل حركة جهادية نضالية لمقاتلة المحتلين، شاركت في تحرير أفغانستان، ثم كان له دور كبير في العملية السياسية لبناء الدولة الحديثة في أفغانستان، وخاصة في مرحلة صياغة الدستور، حيث شارك بفعالية واضحة، كما أسس حوزة علمية كبيرة في العاصمة الأفغانية كابل هي الحوزة العلمية، مساحتها ٣٥ ألف متر مربع، تتسع لأكثر من ٢٠٠٠ طالب وطالبة، وأطلق فضائية لبث المعارف الإسلامية بعنوان (تمدن).

وكان له اهتمام بقضية الوحدة الإسلامية والتقارب بين أتباع المذاهب، حيث حرص على المشاركة في المؤتمرات، وكتب أبحاثاً تدعو إلى الوحدة، وكان على صلة بجميع العلماء في أفغانستان على اختلاف مذاهبهم، فكان يرأس مجلس علماء الشيعة في أفغانستان ويتواصل مع سائر العلماء، وكانوا يحترمون كفاءته العلمية وصدق توجهاته الوحدوية.

وقدّم للساحة العلمية عدداً كبيراً من المؤلفات المهمة، في مختلف المجالات العلم والمعرفة، في علم الكلام والفقه والتفسير والأخلاق، لكن جلّ اهتماماته هو الانشغال بعلم الحديث، فقد ركز جهوده على صيانة تراث أهل البيت .

فكتب تعليقة على كتاب بحار الأنوار، وطبعها في مجلدين تحت عنوان: مشرعة بحار الأنوار.

لقد كان همّ العلامة المجلسي في تأليفه لبحار الأنوار أن يجمع كلّ ما ورد مما ينسب إلى أهل البيت، بغض النظر عن مدى صحته واعتباره، فجاء كتاب (مشرعة البحار) تنقيحاً مهمًّا للكتاب الذي بلغ 110 مجلدات، لفرز الروايات وتصنيفها من حيث درجة الاعتبار والصحة.

كما كتب تعليقة على كتاب جامع أحاديث الشيعة الذي أشرف عليه السيد البروجردي وتبلغ وتبلغ مجلداته (31) وعدد الروايات فيه (48344) رواية.

وأخيرًا ألّف كتاب معجم الأحاديث المعتبرة ويقع في ثمانية مجلدات انتقى فيه (11521) رواية.

اختارها من كلّ المصادر الشيعية الأساسية، على أساس أنها معتبرة حسب مبانيه العلمية، ويبدو أنها منتقاة من حوالي ربع مليون رواية درسها، وهو جهدٌ عظيم يجب أن يشكر ويقدّر.

هذا الرجل له حقّ على أتباع مدرسة أهل البيت؛ لأنه بذل جهودًا كبيرة في صيانة التراث، عكف على كلّ كتب الحديث الشيعية وحاول أن يتتبع ما فيها من الأحاديث حديثًا حديثًا ورواية راوية، وقدّم رأيه حول كلّ الأحاديث من حيث درجة الاعتبار والصحة.

بطبيعة الحال يمكن أن يختلف معه علماء آخرون حول مبنى من المباني أو رأي من الآراء، وهذا من طبيعة البحث العلمي، لكنّ هذا الجهد العظيم ليس بالأمر الهيّن.

وما أحوجنا في الحوزات العلمية إلى هذه الجهود البحثية، وما أحوج الخطباء إلى الاعتماد على هذه الدراسات، حيث لا يصح للخطيب أن ينقل على المنبر رواية من أيّ كتاب دون أن يتأكد من اعتبار هذه الرواية!.

إنّ ذلك يسبب تشويشاً للأذهان، وإرباكاً للفكر والمعرفة، وتشويهاً للدين ولمذهب أهل البيت ، لا بُدّ من الاستفادة من أمثال هذا الجهد الكبير، وينبغي أن نقدّر لهذا العالم دوره.

ونأمل أن تكون كتبه وأبحاثه مصدر إلهام وتحفيز لمواصلة مسيرة صيانة تراث أهل البيت .

ونسأل الله أن يتغمّده بواسع الرحمة والرضوان.

* خطبة الجمعة بتاريخ 8 ذي الحجة 1440هـ الموافق 9 أغسطس 2019م.
[1]  بحار الأنوار، ج 78، ص189، حديث48.
[2]  رجال النجاشي، ج 1، ص15.
[3]  لسان العرب، ج 4ن ص74.
[4]  الصواعق المحرقة، ص304.
[5]  البداية والنهاية، ج9، ص339.
[6]  الشيخ محمد تقي التستري، قاموس الرجال، ج١٠، ص١٩١.
[7]  بحار الأنوار، ج٢، ص٢٥٠.
[8]  رجال الكشي، ص 196.
[9]  بحار الأنوار، ج٢، ص٢٤٦.
[10]  الكافي، ج 8، ص229-293.
[11]  بحار الأنوار، ج٢، ص٢٥٠.
[12]  درس سماحته الفقهي(بحث الخارج) بتاريخ الأربعاء 22 صفر 1438هـ.
https://www.kitabat.info/subject.php?id=108789