الشيخ الصفار يدعو لخلق حصانة من الانزلاق في مستنقعات الرشوة والفساد
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الأوساط الاجتماعية لخلق حصانة نفسية وأخلاقية تحمي الموظف من الانزلاق إلى مستنقعات الرشوة والفساد.
وتابع: والتحذير من ذلك في الخطاب الديني ووسائل التثقيف والإعلام، وضمن الأجواء الأسرية العائلية، وفي الجو الاجتماعي العام.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 25 جمادى الأخرة 1443هـ الموافق 28 يناير 2022م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: الرشوة تعطيل التنمية وفساد الأخلاق.
وأوضح سماحته أن على المواطن ألا يتجاوب مع رغبات الموظف الفاسد حتى لا يكون مشجعًا له وشريكًا في الإثم.
وتابع: يجب التواصل مع الجهات المعنية لكشف العناصر الفاسدة في أي جهاز حكومي.
ومضى يقول: إنّ قبح الرشوة قد يدفع بالراشين إلى أن يغطّوا رشوتهم بقناع من الأسماء الأخرى كالهدية ونظائرها.
وأضاف: لكنّ هذه التغطية لا تغيّر من ماهيّة العمل شيئا، والأموال المستحصلة عن هذا الطريق محرّمة غير مشروعة.
وأشار سماحته إلى أن مهمة الجهاز الوظيفي في كل دولة تنفيذ المشاريع الوطنية، وتطبيق القوانين والأنظمة، لتسيير شؤون المواطنين.
وتابع: لكل موظف في أجهزة الدولة المختلفة سلطة وصلاحيات بحسب وظيفته وموقعه.
وأبان أن بعض الموظفين قد يسيء الاستفادة من صلاحيات وظيفته وسلطة موقعه على حساب مصلحة الوطن والمواطنين.
وأكّد أن بعض الموظفين يتقاضى رشاوي وامتيازات شخصية في مقابل أدائه لعمله في تسيير أمور المواطنين.
وتابع: فلا يقوم بواجبه الوظيفي إلا بعد أخذ مقابل، فيعطّل المعاملات، ويضع المعيقات، ويصطنع التعقيدات، ليبتز المواطنين.
ولفت إلى أن بعض الموظفين قد يرتكب مخالفات للقانون، ويطوّع الأنظمة لمن يقدم له الرشوة، أو يغض الطرف عن مخالفة النظام، مقابل رشوة ينالها.
وبيّن أن هؤلاء الموظفين الفاسدين يتحملون مسؤولية تعطيل وتخريب مشاريع التنمية، والإضرار بمصالح الوطن والمواطنين.
وذكر أن انتشار هذه الممارسة الخطيرة يفسد الأخلاق فتضعف الأمانة في النفوس، ويستهان بالخيانة، وتضيع الثقة بين الناس، وتترسخ الأنانية على حساب القيم والمصالح.
وأوضح أن الدولة تخوض معركة حامية الوطيس ضد الفساد والمفسدين، وهذا ما يصب في مصلحة الوطن والمواطن.
وتابع: لقد أعلنت هيئة النزاهة عن قوائم لمن وقعوا في قبضة العدالة من الفاسدين، وبعضهم في مواقع متقدمة من الوظائف والمسؤوليات.
وشدد على مشاركة الجميع في معركة محاربة الفساد، مؤكدًا أنها "ترتبط بمصالحنا جميعًا، وبمصالح أجيالنا القادمة، وهي تمثل امتحانًا لالتزامنا بقيم ديننا وأحكامه".
وختم بقوله: إن الدين يشن حربًا لا هوادة فيها على الرشوة والفساد، فهي المصداق الأبرز لـ (أكل أموال الناس بالباطل)، ولـ (أكل السحت)، الذي حذرت منه الآيات القرآنية.
للمشاهدة:
https://www.youtube.com/watch?v=eu-y5QFPeFI
للاستماع: