الشيخ الصفار يحذر من استغلال الأحكام والقوانين في ظلم الآخرين
حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار من استغلال الأحكام الشرعية أو القوانين الرسمية في ممارسة الظلم تجاه الآخرين تحت مظلة أي تبرير.
وقال: إذا استطعت أن تخدع المحكمة والقاضي فكيف ستخدع ضميرك ومحكمة الله في الآخرة؟
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة ١٧ رجب 1443هـ الموافق ١٨ فبراير 2022م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: استغلال الأحكام والقوانين.
وأوضح سماحته أن الغرض من أحكام الشرائع والقوانين في الحياة الاجتماعية هو تحقيق العدل، ومنع ظلم الناس بعضهم لبعض.
وتابع: لكنّ هذه الأحكام والقوانين تتأثر في تطبيقها بالطبيعة البشرية.
وأضاف: قد يستغل بعض الناس الأحكام والقوانين في ممارسة الجور والظلم، مهما كانت إجراءات تطبيق العدالة صارمة نزيهة.
ومضى يقول: لا تملك جهات تطبيق العدالة إلا الوسائل الظاهرية والآليات الطبيعية المعتمدة، لإثبات القضايا وإصدار الأحكام والقوانين.
وبيّن أن في حالة إخفاء الحقائق واستخدام أساليب المغالطة والتزوير، قد يضيع الحق ويصبح حكم الشرع والقانون في صالح الظالم الجائر.
وذكر أن النبي عندما كان يقضي في خصومة ونزاع، كما ورد في الحديث والسيرة، فإنه يعتمد وسائل الاثبات الظاهرية المقررة شرعًا، ولا يقضي بناءً على علم من الغيب.
وأبان أن الرهان على اثارة الوازع الديني، وايقاظ الضمير في نفس الانسان، ليتراجع عن ظلمه.
وتابع: الحكم الذي صدر لصالح الإنسان، لا يغيِّر الحقيقة والواقع، ولا يصيِّر الباطل حقًا، والحرام حلالًا.
وحذّر من الفرح بالحكم "حتى لو أنه قد صدر من رسول الله لصالحك، وانت تعلم ان الحق ليس لك، فانه يكون حرامًا عليك".
وتابع: ضميرك سيحكم بإدانتك، وفي الآخرة ستواجه حكم الله تعالى وعقابه الأليم.
وذكر أن بعض الناس قد يستغل حكمًا شرعيًا ليبرر به لنفسه ممارسته الظلم.
ومثّل لذلك بما قد يقوم به من يستغل حكم الولاية على ابنته فيعضل زواجها بمن ترغب دون مبرر صحيح.
وأضاف: أو يستغل حكم أن الطلاق بيده ليبتزَّ زوجته الكارهة له.
وأشار إلى كثرة الخصومات وشدتها في الخلافات العائلية حيث تتفنن بعض الزوجات في استغلال الأحكام والقوانين ضد ازواجهن، وخاصة في قضايا الخلع والنفقة، وحضانة الاولاد، حتى تحوّل حياة طليقها الى جحيم، انتقامًا وتشفيًا.
وتابع: كما ان بعض الأزواج يتفنن في إيذاء زوجته أو طليقته، فيطلقها رسميًا ويمتنع عن إيقاع الطلاق الشرعي وفق مذهبه ليتركها معلّقة.
وأضاف: قد يؤدي بعض الوكلاء والمحامين دورًا سيئًا على هذا الصعيد، بفتح أبواب المطالبات والدعاوى الكيدية امام كلا الزوجين، ليجنوا من ذلك ارباحًا على حساب آلام الآخرين وشقائهم.
وأوضح أن في أوساط بعض المتدينين هناك من يمارس الظلم والعدوان ضد من يخالفه في الرأي أو ينافسه في المصلحة والنفوذ بمبرر مواجهة البدعة والمبتدعين.
وتابع: بعضهم يعتبر ما يخالف رأيه بدعة، وما يعارض مصلحته انحرافًا عن الدين.
ومضى يقول: على الانسان ان يحذر من خداع الشيطان له، ومن تسويلات نفسه، وعليه أن يعود لوجدانه وضميره، وأن يتذكر وقوفه بين يدي الله تعالى.
للمشاهدة:
https://www.youtube.com/watch?v=LP8CWsLEbas
للاستماع: