الشيخ الصفار: يدعو لعرض الدين بلغة تفهمها الأجيال الصاعدة
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار لاختيار اللغة المناسبة والطريقة الجيدة لعرض الدين على الأجيال الصاعدة.
وأبان أن كل جيل مسؤول عن إيصال الحق للجيل التالي من الأبناء والبنات.
جاء ذلك خلال كلمة سماحته ضمن الحفل الذي أقامته لجنة المناسبات بجامع الكوثر بصفوى بمناسبة ذكرى ميلاد الإمام علي 
تحت عنوان (جيل من الولاء) مساء الاثنين ١٢ رجب ١٤٤٣هـالموافق ١٣ فبراير ٢٠٢٢م.
وأوضح سماحته أن الإنسان المؤمن يعيش هم الالتزام بالدين وهم نقل الدين لأبنائه.
وتابع: لذا ينبغي أن يفكّر كل جيل كيف يسلم الأمانة للجيل الذي يليه.
وأبان أن تحدي تربية الجيل الصاعد اليوم أصعب، مبينًا أن ذلك بسبب التحولات التي نعيشها.
وتابع: كما أننا نواجه تيارات تمتلك امكانيات ومغريات وتجارب في غزو المجتمعات ثقافيا واجتماعيا، وهذه التيارات بكل أسلحتها تحاول أن تستقطب أبناءنا وتحرفهم عن جادة الحق.
حسن عرض الدين
ومضى يقول: في وجه هذه التيارات لابد أن نقوم بعرض الدين على الأبناء باللغة التي يفهمونها وبالطريقة التي يستوعبونها.
وأشار إلى أن طريقة الفرض والجبر بالقوة لا تنفع مع أجيال اليوم، ويجب أن يؤمنوا بالحق عن قناعة ورضا.
وبيّن سماحته أن الدين يؤكد على أهمية الأسلوب في عرض الدين وحدد الطريقة.
مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾.
وقال: إن الدعوة إلى الله لا تكون باسلوب انفعالي بل بما يأمر به الله، لإن الدعوة الأساليب الخطأ تنفر من الدين.
وطالب علماء الدين والمتصدين للدعوة لاستماع الاسئلة التي يطرحها الشباب واستيعابها، والتحاور معهم بالطريقة الانسب.
البيئة الإيمانية
ودعا سماحته إلى إيجاد البيئة الايمانية الجاذبة للأبناء.
وأوضح أن الايمان والتمسك بالدين لا يحصل غالبًا بدافع عقلي بل قد يكون بتأثير بالبيئة التي ينطلق منها الدين، فإذا كانت البيئة جاذبة تؤثر في استقطاب الإنسان حتى وإن لم يتوفر له الاقتناع العقلي.
وأبان أن رسول الله جذب الناس للإسلام بحسن أخلاقه.
وأكّد أن الجو الديني لابد أن يحوطه الانسجام والوئام والتعاون والمحبة، وبذلك ينعكس الدين على سلوك المتدينين.
ورفض ما يحدث بين بعض المتدينين من تخاصم وتنازع وتقاطع يؤدي إلى نفور الأبناء من الدين.
وحذر من وجود أعداء يضخّمون الاختلافات في ساحة المتدينين ليشوهوا صورة الدين والمتدينين.
وأشار إلى وجود إعجاب في الغرب بما يرونه في جماعة المتدينين من تعاون وتراحم، جعل بعضهم يعلن إسلامه.
البرامج التربوية
وأوضح الشيخ الصفار أن من أسباب هداية الأبناء وصلاحهم وجود البرامج التربوية التوعوية.
وطالب بتكثيف البرامج التي تستهدف الناشئة من الأبناء والفتيات كالدورات التثقيفية وورش العمل والبرامج المهيئة لاستقطابهم وتحصينهم من التوجهات المناوئة.
تكريم الرواد
وبمشاركة سماحة الشيخ الصفار والشيخ حسن الخويلدي والشيخ يوسف المهدي تم تكريم رعيل الاحتفالات الدينية الأول الذين كان لهم دور كبير في إحياء مناسبات أهل البيت على مدى ٥٠ عاما في مدينة صفوى تقديرا لجهودهم المباركة.
هذا وقد بدأ الحفل الذي أداره الاستاذ حسين آل هاني بآيات من القرآن الكريم رتلها الأستاذ ناصر الصادق.
وتناوب على قراءة المولد الملا حسن آل سعيد (أبو ميرزا) والمعلم رضي الخلف (أبو نجيب).
وقدم الشاعر علي سلمان الصفواني قصائد باللهجة المحلية، ثم ارتقى المنبر الخطيب السيد جعفر الحسن ليتحدث عن سيرة الإمام علي وقصة ولادته.
