الشيخ الصفار يحذّر من السقوط في الاهتمامات التافهة الزائفة

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار من السقوط في الاهتمامات التافهة الزائفة، وبالخصوص في مواقع التواصل الاجتماعي التي تمثل إغراءً وفخًا لذلك.

وقال: إذا لم يقرر الاعراض عن هذا اللغو والمرور عليه مرور الكرام، فسيجد نفسه مُنشدًا ومنجذبًا إليه، وقد يجره ذلك إلى الفساد والشقاء.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 1 شعبان 1443هـ الموافق 4 مارس 2022م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: اهتمامات الإنسان مرآة شخصيته.

وقال سماحته: قد يكون بداية السقوط في الاهتمامات التافهة الزائفة مكالمة أو رسالة عاطفية، يتجاوب الإنسان معها فتكون نتائجها وخيمة.

وتابع: وقد يقرأ الإنسان أو يسمع تشهيرًا بشخص أو جهة، فينساق لمتابعة الموضوع ويتفاعل معه، حتى يصبح جزءًا من اهتماماته التي تشغله وتوقعه في المخالفات الشرعية والعداوات الاجتماعية.

ومضى يقول: لقد حذّرت التعاليم الدينية والمبادئ الأخلاقية أن ينحدر الإنسان إلى اللغو والتفاهات مجاراة لمنافسيه، وردًا على مناوئيه بلغتهم واسلوبهم.

وأضاف: فإذا كان خصومك يستخدمون لغة بذيئة وأسلوبًا قذرًا، فلا تنحدر إلى مستواهم، بل كن في مستوى الخلق الرفيع، إكرامًا واحترامًا لنفسك، فلا ترد الجهل بالجهل واللغو باللغو.

وأوضح سماحته أن الإنسان قد يندفع نحو الاهتمامات الزائفة حين يرى إقبال الآخرين عليها، لكن الدين والعقل يرشدان الإنسان إلى تقوية مناعته الذاتية، حتى لا ينجذب نحو اللغو وفاعليه.

مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا.

وأبان أن انشغال الإنسان بالاهتمامات التافهة يكون على حساب اهتماماته الأخرى النافعة.

وتابع: على الإنسان العاقل أن يقوّم الأمور ويفحصها، ويهتم بالمفيد والنافع منها، ويترك ما لا جدوى منه ولا فائدة فيه. أو فائدته ضئيلة لا تستحق صرف الاهتمام لها.

وأشار إلى أن اهتمامات الإنسان تعكس شخصيته، فإذا كان هادفًا في حياته، تصب اهتماماته فيما يخدم هدفه، أما إذا كان تائهًا دون هدف، فإنه سيبحث عما يملأ فراغه.

وتابع: إذا كان قلبه سليمًا فإنه لا يتجه لإيذاء الآخرين، أما من تمتلئ نفسه بالعقد والأمراض، فإنه ينشغل بالنيل من هذا وذاك.

وبيّن أن الله تعالى يجعل من أوائل صفات المؤمنين الناجحين الإعراض عن الاهتمامات التافهة، ﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ.

وذكر الشيخ الصفار أن القرآن الكريم يطلق على الاهتمامات الزائفة، عنوان: اللغو، مبينًا أن اللغو هو: (مالا يعتد به، ويقع من دون رويّة وفكر).